“سورية العظمى”
بقلم الرفيق يوسف أحمد
عضو القيادة القطرية
رئيس مكتب التنظيم القطري
– يصعب على أية مشاعر مهما كان صدقها أن تجد ألفاظاً تعبر عن نفسها إزاء هذا الإعجاز السوري الذي صنعه جيشنا العربي السوري البطل الذي بقي دائماً وفياً لدوره ومبادئه ومواقفه طوال سنوات تختبر فيها معادن الناس…. جيشنا الذي أعطى البرهان على شرف القتال وقدسية البذل والعطاء ولسوف يذكره التاريخ دوماً وهو يقدم المزيد من الصمود، من التضحية، والفداء، من الصبر والمثابرة والثبات.
النصر هذه المرة ضد ثلاثة من أكبر وأقوى بلدان العالم (أمريكا – انكلترا – فرنسا) نستقبل معه وضعاً جديداً يحمل في إهابه آمالاً عريضة بحجم نظام التقدم والكبرياء الذي صنع كل إنجازاته القائد المناضل بشار الأسد، الرجل الذي جسّّد الكبرياء العربي في لحظة خاطفة من عمر التاريخ .. الرجل الذي أضحت رموز معاركه أثمن منجزات هذا العصر … الرجل المتدفق الذي لا ينضب والذي سنبقى ننهل منه على مدار مراحل عمرنا السياسي.
سورية العظيمة، وكيف لا تكون عظيمة وقد أجهضت المشروع الأمريكي الصهيوني وعملائه الأوروبيين، كيف لا تكون عظيمة وقد طوت الحلم العدواني الذي لو تحقّق لكانت كل استقلالات الدول وسيادتها وثرواتها قد انتهت وعندئذٍ سيدرك الذين تهاونوا وفرّطوا ووضعوا يدهم في جحر الأفعى أن لدغتها هذه المرة ستكون الحاسمة والقاضية على وجودهم نفسه.
سورية العظيمة التي ما عاشت يوماً لنفسها، ولا أعرضت يوماً عن هموم أمتها ولا سكتت يوماً عن خطر أو تهديد تعرض له أي قطر من أقطار العرب.. ويقيناً ما بكت أرزة في لبنان إلا ارتجف لها قاسيون ولا اشتكت قمة من شامخات الأوراس إلا اهتزّ لها بردى.
– أما العرب .. إن كنت لا تزال تذكرهم أيها القارئ العزيز، فالعواصف تهبّ عليهم من كل ناحية وصوب .. وهم اليوم مشغولون بحوارات تتجه بهم إلى مزيد من التشتّت والفرقة ومأساتهم في قمّتهم مستمرة والمذابح اليومية تتم في مواعيدها المقررة والخلافات على الحدود بين أقطارهم ما زالت تتقدم على ما سواها وقد قطع ملوكهم وإعلامهم شوطاً بعيداً في إفساد وتطبيع أجيالهم وتخريب قيمهم.
إنه عصر التردي والتعدي. تردي قوى الأمة والتعدي على مقدراتها ومقدساتها عصر التغافل والتواكل .. وكلنا يعرف عما يتغافل العرب وكيف يتواكلون..
عصر التبديد والتفريط وكلنا يعرف ماذا يبدد العرب وبماذا يفرطون..
لكنني لا أود الاستسلام لتداعيات مواجع العرب . لأن الصحراء بساط التاريخ العربي المشترك لم تستطع أن تبقي بساطاً مشتركاً، فهم يراوحون في نفس المكان أو أمام عتبته منذ أكثر من قرن …
يجتمعون ويفترقون يتواعدون ويتباعدون، يوصون ويتواصون فيما لا يعدّ من القمم.
تتفرق بهم السبل من آن إلى آن يحسبون أن التخلف قدر، وأن الانصياع قدر، وأن التمرغ على أعتاب الطغيان والظلم قدر.. وأن التخلي عن الأرض والزرع والضرع قدر، وأن تجرع السم في الدسم قدر، وأن السلام الصاغر المستجدى قدر. تتفرق بهم السبل من آن إلى آن. لكن نصر سورية ضد قوى الطاغوت وأملها وحلمها العربي القومي الأكبر الناهض من صدر الحقيقة التاريخية الحضارية لأمتنا إنه لنا في سورية وللأمة العربية بأسرها، رجل أسد نهض من صدر هذا البلد المدمى عصبت جبهته بالشمس، وهز ساعده بسيف لا تأخذه في النصر لومة لائم.. فوضع السيف في موضعه ووضع الندى في موضعه فانبلج هذا الظلام بين يديه فجراً يؤخذ فيه النصر عدلاً. والأرض استشهاداً وبذلاً. فالتحية للقدوة… قائد هذا العصر العربي الناهض الرئيس بشار الأسد الذي ثبتنا كقوى الحق على طريق العلم والمعرفة والحق والصلابة والنصر.
/نصر سورية يأتي اليوم متناسباً مع المكان والزمان/.
فالمكان: هو دمشق التي تبقى دائماً قلب العروبة النابض، والتي يلفحك في كل زاوية في حاضرها وكل لحظة من تاريخها عطر العروبة.
– دمشق التي شكلت دائماً ذاكرة الأمة العربية وسجل يومياتها.
– دمشق التي واكبت أمجاد العروبة واحتملت آلامها وتنكبت مسيرة آمالها والأحلام.
والزمان: هو زمان سيادة الرئيس بشار الأسد.. هذا القائد الذي يقود اليوم سورية إلى نصر كبير، ويفتح أمام الأمة آفاق النهوض والتجدد، ويحقق للبشرية أملها في نظام عالمي جديد خال من التسلط والهيمنة.
هذا القائد الذي تجد ملايين هذه الأمة في شخصه الضمانة الكبرى لكل ما تبقى للأمة العربية من حلم بالكرامة وصبر على المكاره وأمل في المستقبل وإيمان بأن الشعوب التي يقودها في أحلك أزماتها لا يمكن تذل أو أن تُوقع صك هزيمتها واستسلامها.
– لأنه يقرأ التاريخ.
– لأنه مُشبع بتجاربه.
– لأنه يمتلك سر خلود القادة العظام في تاريخ الشعوب.
– ولأن الأمل المبعوث اليوم من رماد حرائق العقود الماضية أقوى من الألم.. والحلم العربي القومي الكبير أقوى من كل الأوهام العاصفة بفكر الأمة.