كرة الكرامة تحن للألقاب.. والمصالح الشخصية والخلافات هي العائق!
صحيح أن نادي الكرامة اليوم غير الأمس قياساً للظروف الصعبة التي واجهته خلال سني الحرب السبع، لكن عودته إلى الساحة الرياضية كانت سريعة في ألعاب عدة، وعلى رأسها كرة القدم التي لم تقدّم نفسها كما يحب ويشتهي عشاقها العائدون إلى مدرجات الملعب، ولذلك أسباب عدة غير الصعوبات التي واجهت النادي في الأزمة، فليس من المعقول أن نرى الخلافات الشخصية تطغى على طموحات النادي ورياضييه وعشاقه لمجرد أن المختلفين لم تتناسب أمزجة البعض مع أمزجة بعضهم الآخر، وسيطر على كوادره الإدارية والفنية الغضب في التعامل حتى وصلت الأمور إلى المؤامرة في الخفاء والعلن وأمام اللاعبين كباراً وصغاراً، ما أدى إلى اهتزاز الصورة الكرماوية المثالية التي كان يتغنى بها كل كوادر النادي والأندية الأخرى، وتراجعت مكانة الكرامة ومراكزه في معظم المشاركات والبطولات.
ويبدو الأمل برغم ضعفه عبر نافذة نور تطل من خلال فئاته العمرية الصغيرة المتمثلة بفرق المراكز التدريبية انطلاقاً من مواليد 2006 وما فوق، وفريق النخبة، وفريق الأشبال الحاصل على بطولة حمص مؤخراً، وللمرة الثالثة على التوالي، وهو الوحيد الذي زاد من كؤوس النادي خلال السبع سنين الماضية ليضاف إلى تاريخه المرصع بالألقاب والإنجازات والبطولات لقباً آخر، ولن ننسى الخروج المحيّر لفريق الشباب خالي الوفاض وبمركز متأخر في مجموعته الأولى، وليدخل مصير لاعبيه من مواليد 1999 في المجهول في آخر عام لهم في فئة الشباب، حيث ينتظرون ترفيعهم للرجال، وهذا لم يشمل إلّا عدداً قليلاً منهم، والباقي ينتظرون تكليف مدرب لهم من أجل إعداد آخر للرجال، أو إعارتهم لأندية أخرى، أو منحهم حرية الانتقال لنادٍ آخر، وفي كل هذه الحالات هم ضائعون ما بين انتمائهم لناديهم وقبولهم من عدمه في فريق آخر ، ويبقى الحديث الأهم عن فريق الرجال الذي يزدهر أي نادٍ بتطوره ووصوله للمنافسة على الألقاب، وتراجعه يعني اهتزاز صورة النادي، وتتكدر كوادره، وتقلق جماهيره، وتكثر المشاكل والصيد بالماء العكر، وهذا الفريق شهد عملية إصلاح بعد أن تعاقد النادي مع لاعبين عدة من أبناء النادي، وفسخ تعاقدات أخرى مع إيقاف بعض اللاعبين الذين أساؤوا للنادي، ولكن لن ننسى بالوقت نفسه أن ما أصاب كرة النادي ليس المسيئين من اللاعبين وحدهم، بل هي الرؤية التي اعتمدت على العلاقات في إدارة النادي، وارتكزت في بدايتها على إبعاد الكوادر الكروية التي لم تتناسب مع أمزجة وعلاقات إدارة النادي ممثلة برئيسها الحالي حتى وصل الأمر إلى الإدارة نفسها، وبدأت الخلافات تأخذ طريقها إلى الأعضاء، والبداية كانت باستقالة عضوين وصلا إلى طريق مسدود مع رئيس النادي، ولم يبق على المعنيين إلا إيجاد حل جذري لمشكلة النادي، وذلك لأن نادي الكرامة الذي يزخر بالكوادر الفنية والإدارية من الكفاءات القادرة على قيادته إلى بر الأمان، وهي موجودة ومستعدة للعمل من أجل عيون الكرامة، وليس من أجل الأشخاص الذين يرحلون، ويبقى نادي الكرامة باسمه الكبير وإنجازاته الكبرى، ومازال الحنين للألقاب هدفاً مشرعاً أمام كوادره وعشاقه بشرط أن تنتهي مسببات التراجع.
حمص- نزار جمول