اقتصادصحيفة البعث

معارض مسؤولة

ربما لا نأتي بجديد بتأكيدنا أن حركة المعارض النشطة تنبئ بحالة من التعافي لأوجه اقتصادنا الوطني بوجه عام، غير أن اللافت حقيقة هو ما اعتمدته وزارة الاقتصاد والتجارة الخارجية ممثلة بالمؤسسة العامة للمعارض والأسواق الدولية من خطة ممنهجة ومبنية على أسس علمية بخصوص المعارض الخارجية.

إذ إن قرار الوزارة المتعلق بهذه الخطة أوجد صيغة عمل تكاملية بين الفعاليات المعنية بتنظيم المعارض الخارجية، يتصدرها المؤسسة العامة للمعارض والأسواق الدولية بالتعاون مع هيئة دعم وتنمية الإنتاج المحلي والصادرات، واتحاد المصدرين السوري، واتحاد غرف التجارة السورية، وذلك لضمان مشاركة عالية المستوى في أجنحة الجمهورية العربية السورية في المعارض الخارجية المزمع إقامتها خلال العام الجاري، من معارض خاصة بأسواق بيع في 11 دولة عربية وأجنبية، ومعرضين زراعيين في الجزائر ومصر، و9 معارض دولية في عدد من الدول العربية والأجنبية. وتجلت باكورة هذه الخطة في معرض بغداد الدولي وما حققه من نتائج مرضية بتصدير 100 طن من منتجات 20 شركة شاركت في المعرض، وتبعها معارض عدة “بيع مباشر” و”صنع في سورية” وغيرها، في مشهد مفعم بحرص الاضطلاع بمسؤولية نجاح هذه المعارض بعيداً عن أية بروباغندا كانت.

ويعوّل على قرار التنظيم هذا، استئصال فوضى تنظيم المعارض، ووضع رؤية محددة للمشاركة تحد من الهدر وتضبط النفقات، وتكفل الترويج السليم وفق أسس مدروسة تفضي إلى نتائج ملموسة، إذ إنه من غير المعقول أن يكون هناك مشاركة لجناحين سوريين في معرض واحد، كما حصل في إحدى السنوات السابقة للأزمة نتيجة عدم التنسيق بين الجهات المعنية بتنظيم المعارض..!

ولعل ما يدعم هذا القرار هو احتفاظ المنتجات السورية بقدرتها التصديرية، خاصة من جهة المواصفة والسعر، بدليل عودة 80% من أصناف وأنواع المنتجات إلى أسواق 90 دولة، على الرغم من الحصار وما تمخض عنه من صعوبات لها علاقة بالشحن والتحويلات وغيرها.

يبقى أن نشير إلى أننا نعيش مرحلة من إرهاصات التعافي، عنوانها العريض “المعارض”، لأخرى جديدة سيكون عنوانها العريض أيضاً “العمل والإنتاج”، خاصة بعد أن لمسنا وبأكثر من مناسبة حرص كل من وزارة الاقتصاد، ومؤسسة المعارض، والجهات الأخرى المعنية بتنظيم المعارض، على تسويق منتجاتنا الوطنية في الأسواق الخارجية، كخطوة أولى نحو تكريس “صنع في سورية” في أسواق العديد من دول العالم، وجعلها أيقونة لاقتصادنا الوطني، وما الدورة السابقة لمعرض دمشق الدولي سوى دليل دامغ على ذلك.

حسن النابلسي

hasanla@yahoo.com