أخبارصحيفة البعث

حزب المساواة الأمريكي: التصعيد في سورية يدفع باتجاه حرب عالمية جديدة

 

أدان حزب المساواة في الولايات المتحدة الأمريكية العدوان الثلاثي الأمريكي الفرنسي البريطاني على سورية وقال في بيان: إن التصعيد في الأزمة السورية يبرهن على أن القوى الإمبريالية تدفع باتجاه حرب عالمية جديدة، وبغض النظر عن نتائج الأزمة الأخيرة فإن الانقضاض على سورية لا يعدو أن يكون نذيراً لحرب ضد إيران وروسيا وأخيراً ضد الصين الأمر الذي يهدد بإبادة البشرية في انفجار نووي، وتابع إن الطريق الوحيدة لتفادي الكارثة يتمثل في ربط حركة الطبقة العمالية العالمية المنبعثة من جديد بالنضال ضد الحرب الإمبريالية.
وأوضح إن تصريحات ترامب تعبر عن الحملة الإجرامية التي تقودها الولايات المتحدة ضد سورية حيث إن رئيس الولايات المتحدة يقف على عتبة شن حرب عدوانية لا مبرر لها، فالولايات المتحدة وحكومات أوروبا الغربية تكذب دون ضوابط بهدف تبرير حربها الهادفة إلى النهب كما أن التصريحات غير القابلة للتصديق تمر دون أن تتمكن الصحافة من تفنيدها، لافتاً إلى أن ادعاء أمريكا بأن مخططاتها لمهاجمة سورية هي رد على استخدام السلاح الكيميائي في السابع من نيسان لا يستند إلى أي تحقيق مستقل وكل الشهود هم من القوى العميلة للولايات المتحدة في سورية، وشدد على أن كل الادعاءات الإنسانية للولايات المتحدة لا يمكن أن تصمد أمام أي تقص جدي للحقائق حيث تجاهلت وسائل الإعلام الغربية مجازر الإسرائيليين بحق المتظاهرين المدنيين العزل في غزة كما أن السعودية وهي الحليف الأول للولايات المتحدة في الشرق الأوسط تشن حرب إبادة في اليمن، وقد تسبب الهجوم الضاري للولايات المتحدة في الشرق الأوسط إلى تدمير مجتمعات بأسرها.
وقال: إذا وضعنا جانباً عدم وجود أدلة وعدم تقديم شرح قابل للتصديق يبرر لجوء الجيش السوري لاستخدام سلاح كيميائي وهو على وشك طرد الإرهابيين المرتبطين بالقاعدة والممولين من قبل الولايات المتحدة وحلفائها. فإن هناك الكثير من الأسباب التي تفسر سبب قيام الولايات المتحدة للإيعاز إلى وكلائها لترتيب مثل هذا الحادث المفبرك. فقبل يومين من الهجوم المزعوم في دوما اشتكت صحيفة نيويورك تايمز من أن ترامب ” ترك لروسيا دور الزعامة في سورية ” وأنه سمح لإيران بالحصول على موطئ قدم في البلاد وتساءلت الصحيفة ” كيف يمكن أن يخدم هذا المصالح الأمريكية؟.
ولفت الحزب إلى أنه بعد ساعة واحدة من تغريدة ترامب على التويتر، أقر في تغريدة تالية بأن هناك قوى سياسية في واشنطن تقف وراء الحملة ضد روسيا حيث كتب ترامب ” أن الكثير من أسباب التوتر مع روسيا ناتجة عن التحقيق المزيف والفاسد الذي يقوده كل أنصار الحزب الديمقراطي أو أشخاص يعملون لمصلحة أوباما”. كما أن الظروف الداخلية المتسارعة تلعب دور لا يقل أهمية عن الدوافع الجيوسياسية نتيجة لواقع أن كل القوى الإمبريالية الكبرى التي تستعد للحرب تعاني من أزمة داخلية عميقة وتواجه حركة متصاعدة من قبل الطبقة العاملة.
وأوضح بأن الرئيس الفرنسي إيمانمويل ماكرون ساند جنوح الولايات المتحدة نحو الحرب لأن حكومته متورطة في مواجهة مع عمال النقل حول سياساته النيوليبرالية المقيتة. كما أن حكومة التحالف الحكومي اليميني الواسع في ألمانيا الذي تم تشكيله بعد شهور من الصفقات التي عقدت في الغرف الخلفية لا يحظى سوى بدعم شعبي ضئيل، لافتاً إلى أن الدولة البريطانية التي تعاني من أزمة الخروج من الاتحاد الأوروبي هي تحت قيادة رئيسة وزراء هي موضع ازدراء عام ولا تمتلك سلطة أو شرعية. وإن تيريزا ماي شديدة الخوف من المعارضة الشعبية للتدخل في سورية وتخشى تكرار هزيمة دافيد كامرون عام 2013 إلى حد دفعها للإعلان عن التحضير لهجوم دون عرض الموضوع على التصويت في البرلمان. كما أن الولايات المتحدة متورطة في أكبر أزمة سياسية منذ قضية ووترغيت التي أجبرت نيكسون على التنحي، وهذه الأزمة تتفاقم تحت تأثير موجة إضرابات المعلمين وتصاعد المعارضة بين صفوف الطبقة العاملة.