بعد الصافرة مع وقف التنفيذ
حملت المرحلة الحادية والعشرون من الدوري الكروي الكثير من التغييرات على صعيد النتائج والمراكز، لكنها في الوقت ذاته لم تغير الكثير من نظرتنا إلى هذا الدوري الذي لا يصح إطلاق لقب “الممتاز أو المحترفين” عليه كونه بعيداً كل البعد عن تسمياته التي أطلقها القائمون عليه.
فالبداية من حلب، وفيها خيبت جماهير الاتحاد والوحدة الآمال بعد أن تناوبتا على تقديم لوحة قاتمة عن التشجيع الرياضي، وحولتا المباراة من كرنفال منتظر إلى مسرح لإظهار كل أنواع الشغب اللفظي والفعلي، وساعدتهما في ذلك التصرفات غير المسؤولة من بعض لاعبي وإداريي الناديين، وهنا لن نطالب فقط بعقوبة المتسببين، بل نعود لنؤكد أن فاكهة ملاعبنا التي كانت تميزها بحاجة لدراسة وضعها برمته، وإيقاف هذا المسلسل عند هذا الحد.
كما جاءت مباريات هذا الأسبوع بإقالة مدربين جديدين، حيث تقدم مدرب الوحدة أحمد الشعار باستقالته بعد الخسارة أمام الاتحاد، والأمر ذاته ينطبق على خالد حوايني مدرب الطليعة الذي ابتعد بعد الهزيمة أمام الجيش، ليستمر التخبط الفني الذي تعيشه أندية دورينا مع وصول عدد المدربين المقالين أو المستقيلين حتى الآن إلى الثلاثين، وطبعاً هذا الرقم يعطي صورة واضحة عن مستوى أنديتنا التي لا تعرف من الاستقرار الفني والإداري إلا اسمه!.
وإذا انتقلنا إلى التحكيم فإننا نجد أن الأسماء ذاتها باتت تكرر في الأسابيع الأخيرة لقيادة المباريات، وهذا أمر له محاذير كثيرة، وخاصة لجهة زيادة الحساسية، وإذا كنا قد عذرنا لجنة الحكام التي تمتلك عدداً قليلاً من الحكام، فإننا لا يمكن أن نقبل أن تتحول التعيينات لمثار شبهات وقيل وقال عبر صفحات التواصل الاجتماعي.
وطبعاً هذه الملاحظات هي غيض من فيض، لكنها قضايا قديمة جديدة لم تجد طريقها للحل حتى الآن لأسباب كثيرة أهمها غياب الاستراتيجية والرغبة في التطور، والاعتماد على الصدف التي لا يمكن بناء كرة قدم حقيقية عليها.
مؤيد البش