“الجلاء الأكبر”
تحظى سورية وحلب خاصة بقيمة جمالية تغني الدلالة، وتكشف عن رؤى وسحر ومكنونات ارتبطت على مدى العقود بل العصور بحضارة تعمقت وتعشقت جذورها في أحيائها وأزقتها وشوارعها وأسواقها وأوابدها وقلعتها التي لم تكن يوماً إلا شامخة أبية تروي للأجيال والأحفاد قصصاً، وروايات بطولات وتضحيات وانتصارات الأجداد.
(وحلب أو حلبا أو بيرويا) لا فرق.. المعنى والمغزى واحد، حملت في طياتها إرادة الحياة وروح التحدي والتصدي والانتصار، فعلى أسوار قلعتها تكسرت وتحطمت كل حملات الطغيان، وهاهي ذي تشهد اليوم ولادة جديدة بعد أن انتصرت على الإرهاب، تتسابق مع الزمن لتصنع تاريخاً جديداً ومجيداً يغزل جدائل الفرح والانتصار ويعزف لحن الخلود.
ما أجمل هذه اللوحة، والوطن بشموخه وإبائه يصافح ويعانق اليوم ذكرى الجلاء، ويستذكر عظمة التضحيات وطهر الدماء التي روت تراب الوطن، وأزهرت وأينعت نصراً وجلاء للمستعمر الغاشم عن أرض الحضارات والأجداد.
وما أروع هذا اليوم وأبطال الجيش العربي السوري يحملون رايات أبائهم وأجدادهم العظام (صالح العلي وإبراهيم هنانو وسلطان باشا الأطرش) وهم يخوضون معارك العزة والكرامة ضد الإرهاب والاستبداد والعدوان، ويصنعون المجد والنصر وملاحم البطولة والفداء دفاعاً عن قدسية وتراب الوطن. ويلقنون هذه القوى الاستعمارية الخيبة والمرارة والهزيمة ويلحقون بهم العار.
هذه هي سورية الأبية المجيدة التي لم تركع يوماً، ولَم ولن تحيد عن مبادئها وقيمها وثوابتها، ستبقى منتصرة شامخة عصية على كل أعدائها، وستهزم كل من يريد بها شراً.
في ذكرى الجلاء العظيم، وكما انهزم الفرنسي الغاصب عن أرضنا الطاهرة ينهزم ويندحر الإرهاب، وستنكسر شوكة الأعداء والخونة والمتآمرين.
والتاريخ سيسجل من جديد، وبأحرف وسطور من ذهب ملحمة جديدة من ملاحم البطولة والنضال والحريّة في وجه الطغيان، وسيسجل أيضاً أن سورية بشعبها وجيشها وقائدها الأمين بشار الأسد ستبقى منتصرة عزيزة كريمة ملهمة لكل الشعوب الحرة في العالم، وستبقى أيقونة للمحبة والسلام والإخاء، ومهداً للحضارات والإنسانية، لن تخيفها أو ترهبها بوارج وأساطيل وصواريخ الأعداء الغبية، وستواصل معركتها حتى تحقيق الجلاء الأكبر، وتطهير ترابها من دنس الإرهاب وداعميهم ومشغليهم.
معن الغادري