من مونتريال ومدريد إلى أثينا وصنعاء.. وقفات تضامنية مع سورية: ترامب متعطّش للحروب.. والعدوان بني على أكاذيب
شهدت مونتريال الكندية ومدريد وأثينا وصنعاء وقفات تضامنية مع سورية، ورفضاً للغطرسة الامبريالية وسياسات العدوان والتدخل التي تعتمدها واشنطن في كثير من الدول حول العالم، فيما أدان الكونغرس العربي الأمريكي والإسلامي بشدة العدوان الثلاثي على سورية، معلناً تضامنه وتضامن الجاليات العربية والاسلامية في أمريكا الشمالية التام مع الشعب والحكومة السورية ضد هذا العدوان الغاشم وغير المبرّر.
فقد تظاهر آلاف الطلاب اليونانيين، لليوم الثاني على التوالي، في العاصمة أثنيا للتنديد بالعدوان الثلاثي على سورية، محاولين إسقاط تمثّال للرئيس الأميركي الـ 33 هاري ترومان، والذي أصدر أوامر بشن هجمات نووية على مدينتي هيروشيما وناغازاكي اليابانيتين خلال الحرب العالمية الثانية ما أسفر عن مقتل عشرات الآلاف.
وحمل المتظاهرون لافتات منددة بسياسات الولايات المتحدة العدوانية، ورددوا شعارات ضدها.
إلى ذلك نظم مئات اليمنيين وقفة تضامنية أمام مبنى السفارة السورية في صنعاء للتعبير عن تأييدهم للشعب السوري في مواجهة قوى العدوان والإرهاب وللتنديد بالعدوان الثلاثي، وأدان المشاركون في الوقفة صمت بعض الدول المخزي تجاه هذا العدوان الحاقد على سورية والأمة العربية، مؤكدين أنه يمثّل محاولة للتغطية على الانتصارات الساحقة التي حققها الجيش العربي السوري على الإرهابيين.
وأعرب المشاركون في الوقفة، التي نظمها حزب البعث في اليمن والجبهة الثقافية لمواجهة العدوان وفعاليات شعبية يمنية، عن إدانتهم للدور التآمري القذر الذي تنفذه أنظمة السعودية والإمارات وقطر عبر تشجيع العدوان وتمويل الإرهاب بهدف قتل السوريين الأبرياء، وأعرب عن ثقتهم بأن سورية جيشاً وشعباً وقيادة، التي سطّرت بطولات سيخلدها التاريخ، ستنتصر على قوى العدوان والإرهاب.
واستنكر المئات من أبناء الجالية السورية والمواطنين الكنديين العدوان في وقفة تضامنية مع سورية بمدينة مونتريال بمشاركة العديد من الجمعيات الكندية، وعبّر المشاركون في الوقفة، التي نظمت أمام القنصلية الفخرية في مونتريال عن دعمهم للجيش العربي السوري والقيادة السورية، مؤكدين ثقتهم بالنصر على قوى العدوان الغربي كما نوّهوا بتضحيات شهداء سورية من مدنيين وعسكريين.
كما تجمّع حشد من المتظاهرين الإسبان وعدد من أبناء الجالية السورية أمام مقر السفارة السورية في العاصمة الإسبانية مدريد، تنديداً بالعدوان الثلاثي.
وعبّر المتظاهرون الإسبان، خلال التجمّع الذي جاء تلبية لدعوة وجهتها مؤسسة المنصة العالمية لمناهضة الحروب تحت عنوان “لا للعدوان الإمبريالي على سورية”، عن إدانتهم للعدوان العسكري أحادي الجانب من قبل واشنطن وباريس ولندن ضد سورية الدولة ذات السيادة والعضو في الأمم المتحدة، ضاربين عرض الحائط بكل المواثيق والأعراف الدولية، كما أعربوا عن شجبهم للسياسة الإمبريالية الأمريكية في المنطقة، ولا سيما تجاه سورية، التي تحارب الإرهاب بالنيابة عن العالم أجمع، وعن اشمئزازهم من تبعية حكومة بلادهم للغطرسة والهيمنة الأمريكية. وطالب المشاركون في التجمع بمنع استخدام الأراضي والقواعد العسكرية الإسبانية من قبل القوات الأمريكية لشن اعتداءاتها على سورية أو أي دولة أخرى.
ورفع المشاركون في التجمع، وبينهم فرانسيسكو فروتوس السكرتير العام السابق للحزب الشيوعي الإسباني وعدد من أعضاء مؤسسة المنصة العالمية لمناهضة الحروب، العلم السوري ولافتات تندّد بسياسة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب المتعطشة للحروب وسفك الدماء وعبارات لا للحرب الإمبريالية على سورية.
وندّد المشاركون في بيان في ختام التجمع، باسم مختلف المؤسسات والأحزاب السياسية، بالعدوان الإمبريالي المباشر على سيادة سورية، معلنين فيه دعمهم المطلق للشعب السوري وحكومته الشرعية، وطالبوا بوضع حد للاعتداءات على سورية ورفع الإجراءات الاقتصادية القسرية أحادية الجانب التي فرضها الاتحاد الأوروبي بأمر من سيده الأمريكي على الشعب السوري.
وأدانت الجالية السورية في إسبانيا العدوان، وعبّر أبناء الجالية خلال قداس من أجل السلام في سورية أقيم في كنيسة لا كونثبثيون بمدريد عن رفضهم وإدانتهم لهذا العدوان، مجدّدين وقوفهم إلى جانب وطنهم في وجه المؤامرات التي يتعرض لها.
إلى ذلك، اعتبرت الأمانة العامة للكونغرس العربي الأمريكي والإسلامي أن العدوان الثلاثي يعتبر عملاً مخالفاً للقوانين الدولية ويلحق ضرراً جدياً بأفق الحل السياسي للأزمة في سورية، مشيرةً إلى أن استمرار مثل هذه الانتهاكات لميثاق الأمم المتحدة سيفضي حتماً إلى فوضى في العلاقات الدولية، فيما أكد الدكتور زكريا خلف الأمين العام للكونغرس خلال مؤتمر صحفي أن هذا العدوان جاء استناداً إلى مزاعم حول استخدام أسلحة كيميائية من قبل الحكومة السورية دون انتظار أي تحقيق في ذلك، موضحاً أن العدوان يذكر بكارثة غزو العراق عام 2003 الذي تم تبريره حينها استناداً إلى مزاعم كاذبة عن أسلحة الدمار الشامل والتي تبين فيما بعد عدم وجودها.
طهران: وصمة عار للدول المتشدّقة بالديمقراطية
وفي طهران، أدان رئيس مجلس الشورى الإسلامي في إيران علي لاريجاني ورئيس السلطة القضائية آية الله صادق آملي لاريجاني بشدة العدوان الثلاثي، وأشار رئيس مجلس الشورى الإسلامي خلال لقائه نظيرته الفيتنامية، نوين وين تي كيم آن، إلى كذب ادعاء استخدام السلاح الكيميائي الذي تتذرع به الدول الغربية الثلاث لتبرير عدوانها على سورية، مؤكداً عدم صحة هذا الأمر مطلقاً، وأكد أن الأمريكيين يلعبون دوراً مهماً في إيجاد ونشر الإرهاب في المنطقة مذكراً بأن التدخل العسكري الأمريكي في كل من سورية وفي العراق وأفغانستان سابقاً أدى إلى توسع الإرهاب وتمدد تنظيماته.
بدوره أكد رئيس السلطة القضائية الإيرانية أن أميركا وحلفاءها الغربيين استخفوا بكل المعايير الدولية بعدوانهم على سورية مستندين إلى ذريعة فارغة ومكررة، وأعرب عن أسفه الشديد لموقف بعض الحكام العملاء في العالم الإسلامي الذين دعموا هذا العدوان الإجرامي على سورية، وتساءل ما مبررات أركان النظام السعودي وبعض المتواطئين معهم للقيام بإجراءات ضد إخوتهم العرب والمسلمين ودعم الدول الاستعمارية والمتغطرسة في اعتداءاتها.
من جانبه أكد ممثل المسيحيين الآشوريين والكلدانيين بالبرلمان الإيراني، يوناتن بت كليا، أن العدوان الثلاثي يشكّل وصمة عار للدول المتشدقة بالديمقراطية وحقوق الانسان ولا يتطابق مع أي من المبادئ الدينية والإنسانية، فيما أكد علاء الدين بروجردي رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية بمجلس الشورى أن العدوان الثلاثي الأخير على سورية يأتي في إطار رفع معنويات الإرهابيين، وقال: “إن الأمريكيين كانوا المخططين للحرب المفروضة على سورية طيلة السبع سنوات الأخيرة محاولين بتعاون ومؤازرة من الكيان الصهيوني وحلفائهم الأوروبيين والإقليميين إثارة الأزمات في المنطقة”، وأوضح أن هذا التحالف وبعد هزيمته واندحاره في العراق سعى إلى إشعال حرب بالوكالة من خلال تدريب آلاف الإرهابيين بعد استقطابهم من دول مختلفة إلى سورية لكنه فشل في بلوغ مآربه فيها.
من جانبه، أكد رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية، علي أكبر صالحي، أن هذا العدوان كشف إفلاس السياسة الأمريكية والدول المتعاونة معها، وقال: “إن واشنطن وحلفاءها يرتكبون فضائح سياسية دون التوصل إلى أدلة دامغة، كما كان وزير الخارجية الأمريكي الأسبق كولن باول قد قدّم وثيقة كاذبة ومفبركة للأمم المتحدة حول امتلاك العراق أسلحة دمار شامل”، مبيناً أن الشعوب في المنطقة أصبحت تعرف الهوية الحقيقية للدول المعادية لها.
وكان المتحدث باسم الخارجية الإيرانية بهرام قاسمي أكد أن العدوان الثلاثي على سورية عمل جبان وغير شرعي ومخالف لجميع الاتفاقيات والمعاهدات الدولية، مشيراً إلى أن المجتمع الدولي يرى بشكل جلي أنه كلما حققت جبهة المقاومة إنجازات وانتصارات تقوم بعض القوى الدولية بالتدخل في محاولة لجعل الإرهابيين في سورية يستردون أنفاسهم من جديد ومشدداً على أن العدوان الثلاثي على سورية لم ولن يحقق أي جدوى.
بدوره، أكد المتحدّث باسم لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشورى الإسلامي حسين نقوي حسيني أن العدوان الثلاثي على سورية يتعارض مع جميع المواثيق والقوانين الدولية، مشدداً على أن استباق الدول الثلاث المشاركة في العدوان نتائج تحقيق خبراء منظمة الأسلحة الكيميائية في مزاعم استخدام السلاح الكيميائي في دوما كشف زيف تبريراتها.
فنزويلا: انتهاك للمبادئ والمعايير الأساسية للقانون الدولي
كما أدانت الحكومة الفنزويلية العدوان الثلاثي على سورية، مؤكدةً أنه انتهاك للمبادئ والمعايير الأساسية للقانون الدولي، وقالت في بيان: “إن دول العدوان تنتهك بشكل علني السيادة والحق في الحياة وجميع حقوق الإنسان للشعب السوري الشقيق عبر استخدامها الأحادي الجانب وغير القانوني للقوة ودون تخويل من الأمم المتحدة”، وأشار البيان إلى أن العدوان الثلاثي على سورية الذي جاء قبل أن ترسل منظمة حظر الأسلحة الكيميائية خبراءها للتحقق من مزاعم استخدام سلاح كيميائي يعيد إلى الذاكرة الغزو الأمريكي للعراق عام 2003 الذي استند إلى ذرائع واهية وأكاذيب مماثلة.
من جهته، جدّد الرئيس التشيكي ميلوش زيمان إدانته للعدوان الثلاثي على سورية، مشدداً على أن شن هجوم عسكري على أي دولة يمكن أن يتم فقط بتفويض من مجلس الأمن الدولي، وأوضح أنه يعترف باستثناء وحيد في هذا المجال هو مهاجمة المجموعات الإرهابية كما يجري في أفغانستان، مشيراً إلى أن ما يجري في سورية مختلف لأن الإرهابيين المتطرفين يقاتلون الحكومة الشرعية كما أنهم حوصروا الآن في الزاوية الضيقة وبالتالي لم تعد لهم أي أهمية، ولفت إلى أن المهجرين بدؤوا يعودون إلى سورية الأمر الذي يعتبر خبراً طيباً ولذلك فإذا كان هناك مشروع لعرقلة ذلك فإنه خطأ.