يوم الجلاء.. دروس في الوطنية
لو قلبنا القلوب قبل صفحات التاريخ لوجدنا أسماء الأجداد والآباء خالدة من خلال البطولات التي قدمها السوريون من أجل عزة وكرامة الوطن، وجلاء المحتل الفرنسي، وما أشبه اليوم بالأمس مع اختلاف الزمن، ونحن نشهد في كل يوم عيداً للجلاء من خلال الانتصارات التي يسطّرها بواسل قواتنا المسلحة على كامل الجغرافيا السورية.
السابع عشر من نيسان يرمز إلى تضحيات الشعب السوري، وإلى نتائج أبطال الاستقلال: يوسف العظمة، وسلطان باشا الأطرش، وإبراهيم هنانو، وصالح العلي، والأشمر، وكل ثوار سورية الذين أوصلوا الوطن إلى الاستقلال، واليوم يتحدى السوريون الإرهاب والحرب الكونية التي تشن على وطنهم بكل قوة وتصميم، كل ذلك بفضل الانتصارات التي يحققها الجيش العربي السوري في مواجهة التنظيمات الإرهابية المسلحة.
مشاعر العزة والفخر
الرفيق حسين الرفاعي، أمين فرع درعا لحزب البعث العربي الاشتراكي استذكر لنا مشاعر النصر، حيث قال: يحتفل السوريون بعيدهم الذي أنجزه الآباء والأجداد قبل اثنين وسبعين عاماً، بعزيمة لا تلين، وبإرادة صلبة تكسرت على جنباتها كل قسوة المحتل الفرنسي، وجسارة آلة حربه الفتاكة، يوم الجلاء العظيم الذي خلّده التاريخ سيبقى منارة تشع لكل السوريين الذين آمنوا بهذه الأرض، وعشقوا ترابها، وها هم الأحفاد وأحفاد الأحفاد يسطّرون ملاحم البطولة اقتداء بصناع الجلاء الذين أبوا إلا أن تكون سورية حرة أبية شامخة الرأس، مرفوعة الجبين، ملاحم النصر على مرتزقة جيء بهم من كل أصقاع الأرض ليعيثوا إرهاباً وخراباً وفساداً وتدميراً بمقدرات بلدنا الحبيب، امتثالاً لأوامر المستعمر الصهيوأمريكي، ظناً منهم أنهم قادرون على النيل من هذا الوطن العزيز.
دروس الوطنية
اثنان وسبعون عاماً مضت على يوم الجلاء العظيم، إلا أن دروسه التي خطّها رجال الثورة مازالت باقية في أذهان كل السوريين، حيث أضاف الرفاعي بأن مدرسة الجلاء رسّخت أساسات متينة للوحدة الوطنية الرائعة التي تتميز بها بلادنا، فيوم هب السوريون جميعاً لنصرة بلدهم آنذاك، لم يكن في بال أحد منهم أن يسأل عن طائفة أو دين أو مذهب أو انتماء مهما صغر أو كبر، ويومها كان السوريون جميعاً صفاً واحداً، وفي خندق واحد لمواجهة صلف الاستعمار، فوحدوا قواهم، ورصوا الصفوف، وشدوا العزيمة، وكان قرارهم الوحيد أن لا مكان للمستعمر على هذه الأرض الطاهرة، فكان لهم ما أرادوا، وحققوا نصراً تاريخياً سُجل بحروف من ذهب في سفر الزمان، وبذلت لأجله الدماء والتضحيات.
الوطن للجميع
وذكر الرفاعي: منذ ما يقارب ثماني سنوات يوم بدأت هذه الحرب العدوانية القذرة على وطننا الغالي بكل مكوناته، وحتى هذه اللحظة، لايزال الرهان قائماً على تفتيت هذه الوحدة الوطنية، وخلق شرخ بين السوريين لإضعافهم وتشتيت قواهم، إلا أنهم كانوا في كل مرة يفشلون، وكان السوريون يؤكدون في كل مرة أن هذا الوطن للجميع، وأن الجميع للوطن، فهذه سورية طائر الفينيق، وموطن الحضارات، واليوم ها هو الجلاء يتجدد مع كل انتصار يحققه الجيش العربي السوري، ومع كل شهيد يرتقي إلى السماء دفاعاً عن تراب هذا الوطن الغالي.
سورية ولادة الشهداء
الإعلامية هالة المحاميد وصفت تزامن ذكرى عيد الجلاء هذا العام مع الانتصارات العظيمة التي يحققها أبطال الجيش العربي السوري على كافة الأراضي السورية بمثابة عرس وطني تتجلى فيه أسمى مشاهد التضحية والفداء وحب الوطن، مؤكدة أن التضحيات تستمر، ويستمر العطاء لتبقى سورية منيعة حصينة على كل الأعداء، ولتزهر دروب الخير والسلام، ويعود الأمن والاستقرار إلى ربوع وطننا الحبيب.
شقائق النعمان تزهر
المقاتل سامر محمد عبّر عن مشاعر الفخر والفرح بمرور ذكرى عيد الجلاء، بينما سورية تنفض عن جناحيها الإرهاب، وتستعيد عافيتها بفضل دماء الشهداء الزكية وأرواحهم الطاهرة، حيث قال: إن رقعة شقائق النعمان في هذه الأرض الطيبة ازدادت نتيجة العدوان الغاشم، ونحن كطليعة موجودة بالمجتمع نحمل السلاح، هذا السلاح الذي حمل في وجه من اعتدى على الأرض السورية، فكانت النار لمن اعتدى، والنور لمن اهتدى.
يوم عظيم
ذودة المحارب قالت: يوم الجلاء يوم عظيم تتجدد ذكراه في قلوبنا في كل عام بفرحة عارمة بجلاء الظالمين، فها هو التاريخ يعيد نفسه على هذه الأرض الطاهرة التي طالما رفضت أن تدنسها أيدي الغرباء السوداء، وتابعت المحارب بأن ذكرى الجلاء تتجدد مع كل انتصار يحققه الجيش العربي السوري، ومع كل شهيد يرتقي إلى السماء دفاعاً عن تراب الوطن الغالي، وما هزيمة العدوان الثلاثي للدول الكبرى بالأمس القريب، وإسقاط دفاعاتنا الجوية لصواريخ حقدهم على مدينة الياسمين، إلا أكبر برهان على أصالة هذا الشعب، وها هو الجلاء يتجدد ويستمر على مدى التاريخ، وها هي ذكراه تتجدد من خلال النصر الكبير على الإرهاب الذي بذلت لأجله الدماء، وبفضل التضحيات التي قدمها جنود الجيش العربي السوري، وصلابة القائد المفدى السيد الرئيس الدكتور بشار الأسد.
النصر السوري يستمر
السابع عشر من نيسان يوم خالد يبعث فيه الشهداء من جديد الذين دحروا فرنسا بجيوشها الغازية، وبقي شعبنا يعلي البنيان، ويتخطى الحواجز التي أراد لها المستعمرون أن تعيق تقدم الوطن، فالشعب الذي استطاع بإمكاناته المتواضعة، وإرادته القوية أن يلوي ذراع المستعمر الفرنسي ويجبره على الرحيل عن أرض الوطن، لهو الشعب القادر على استعادة ما تبقى من جولانه المحتل، وكل شبر من أرض الوطن العربي، وخلف قيادة السيد الرئيس بشار الأسد يستمر شعبنا في بناء دولته ووطنه وفق أسس عصرية حضارية متطورة نحو تحقيق الجلاء الأكبر، وتحرير الأراضي العربية المحتلة: الجولان، وفلسطين، واستعادة الحقوق المغتصبة، وتطهير الأرض السورية من الإرهاب .
دعاء الرفاعي