الجلاء.. قصة صمود وبطولة وحكاية انتصار الشعب والوطن
اتخذت كلمة الجلاء معنى عظيماً في وجدان الشعب السوري، فعيد الجلاء محطة مضيئة ومشرفة في تاريخ سورية، ويستذكر أبناء سورية بجميع أطيافهم وأعمارهم ذكرى دحر آخر جندي فرنسي عن أرض الوطن، وذلك في السابع عشر من نيسان عام 1946 بفضل سواعد المناضلين المقاومين: يوسف العظمة، وسلطان باشا الأطرش، والشيخ صالح العلي، ومحمد الأشمر، يوم استعادوا الأرض والحرية، ملقنين القوى الاستعمارية درساً في البسالة والإباء لنيل الاستقلال.
تحرر سياسي واقتصادي
اعتبر جمال غزيل، عضو قيادة فرع طرطوس لحزب البعث، رئيس المكتب الاقتصادي والعمالي، أن لعيد الجلاء هذا العام رمزية وطنية هامة نتيجة الانتصارات التي حققها ويحققها الجيش العربي السوري على تلك القوى الداعمة للمنظمات الإرهابية في سورية، والتي زاد عددها عن ثمانين دولة، فالانتصار الحالي يدل على قوة الدولة السورية المتمثّلة بجيشها، وشعبها، وبالقيادة السياسية والعسكرية، وعلى رأسها الأمين القطري للحزب السيد الرئيس بشار الأسد.
باقون في الذاكرة
وأضاف غزيل: من خلال الحرب القذرة التي فرضت على سورية من قبل الدول الاستعمارية، وعن طريق دعمها للإرهاب، وخلال السنوات السبع، نلاحظ أن الخط الوطني المقاوم في هذه الحرب كان أقوى صلابة من السنين السابقة، لأن التضحيات والبطولات تحولت من البطولات الفردية إلى بطولات جماعية تمثّلت في روح الدفاع والاندفاع الوطني في بواسل جيشنا العقائدي الجيش العربي السوري الذي قدم الشهداء قرباناً في سبيل أن تبقى سورية مستقلة وذات سيادة بقرارها السيادي المستقل، وأيضاً كانت هناك تضحيات من الأصدقاء الذين امتزجت دماؤهم مع دماء الجيش السوري والشعب السوري، وعلى رأسهم إيران، والمقاومة الوطنية اللبنانية، وروسيا، هذه الدولة الصديقة للحكومة والشعب السوري قدمت الشهداء والدعم العسكري لهذا البلد إيماناً منها بأننا أصحاب حق في أرضنا.
ثمرة تضحيات وبطولات
ولفت غزيل إلى أن الاستقلال لم يأت عن طريق فرش الورود، وإنما نتيجة الكفاح والتضحيات، والتفاف الشعب مع الجيش والشرفاء والقوى المساندة، إضافة إلى الحكمة، والشجاعة، والصبر، والقيادة الحكيمة للسيد الرئيس بشار الأسد، والتي أثمرت في بزوغ النصر الجديد على تلك القوى والدول الداعمة للمنظمات الإرهابية التكفيرية التي هدفت من خلال الحرب إلى تدمير الاقتصاد السوري والبنى التحتية، وإضعاف الجيش السوري الذي سطّر أروع أنواع البطولات في هذه الحرب، وفي كامل مناطق الجمهورية العربية السورية، وكان آخرها دحر الإرهاب من الغوطة الشرقية، وتحرير عدد كبير من المخطوفين.
دحر المستعمر الفرنسي
وفي عيد الجلاء تم دحر المستعمر الفرنسي عن أرضنا الطاهرة، وجلاء الاحتلال والذل والعبودية من النفوس، حسب تعبير الرفيقة ندى علي، عضو قيادة فرع، رئيسة مكتب التربية والتعليم العالي، ولفتت إلى أن هذا الجلاء لم يتم إلا عن طريق النضال الشعبي والجماهيري الذي قدم قوافل من الشهداء لتحقيق هذا النصر، ويحقق شعب سورية في نيسان العام الحالي النصر على الفكر الوهابي التكفيري من خلال دور المعلم الذي يزرع الفكر الصحيح والسليم، ويزرع محبة العلم والتسلّح به، فزرع محبة الوطن، ومحبة الناس في نفوس أبنائنا بدلاً من الأفكار السوداوية.
التعايش مع جميع الأطياف
ورأت رئيسة مكتب التربية والتعليم العالي أن الأعوام السابقة حملت ألماً من الهجمة الكونية على سورية، لأنها استهدفت الشجر والبشر والحجر، ولكن هذا العام وبفضل صمود الشعب السوري الواعي المقاوم، والقائد الحكيم، والجيش العقائدي الذي من خلاله وبفضله تم تحرير معظم الأراضي السورية من يد الكفرة الوهابيين الذين دخلوا سورية باسم الوحدة والحرية، وهم أبعد ما يكونون عنها، والانتصارات التي حققتها سورية تدل على أنها دولة عظمى لا تموت لأنها الصخرة الصلبة والصامدة، تؤمن بالآخر، وبالديمقراطية والاشتراكية، حاولوا تقسيمها، لكن الشعب السوري منذ استقلال سورية وقبل الاستقلال تعوّد على التجانس والتعايش مع جميع الأطياف ومكونات المجتمع السوري.
الأمثولة في الوحدة الوطنية
ووجهت علي بالصمود والصبر والقوة والالتفاف حول حزبنا العظيم، حزب البعث العربي الاشتراكي، الجامع والموحد لكل أطياف المجتمع، وحول الجيش العقائدي الذي أعطى الأمثولة في الوحدة الوطنية، وأخذ على عاتقه حماية سورية من الداخل والخارج، وهو ركن أساسي من أركان صمود سورية، لأنه من أركان الشعب، والتمسك بأسلوب وأداء وصمود القائد الحكيم الذي يقود السفينة نحو بر الأمان، السيد الرئيس بشار الأسد.
واحدة وموحدة
وفي خضم الحرب التي نعيشها منذ سبع سنوات، لم ولن يترك الجيش العربي السوري والشعب الأبي أية فرصة للقوى المتكالبة على وطننا تمكّنها من تنفيذ خططها الشيطانية، وبلوغ مآربها العدوانية، وستبقى سورية عصية على أعدائها، واحدة موحدة بقائدها، وجيشها، وشعبها.
دارين حسن