قبل بدء عمليات الحصاد والتسويق السونه تضرب محصولي القمح والشعير والمزارعون يطالبون بالدقة في التسعير
حماة– محمد فرحة
يتوجس مزارعو القمح منذ الآن، وقبل بدء موسم الحصاد والتسويق من آلية تنفيذ التسعيرة الرسمية التي تم تحديدها بـ 175 ألف ليرة للطن الواحد كحد أعلى إذا لم تسر الأمور عكس ذلك، بناءً على نسبة الإجرام وإصابة المحصول بالسونه والتفحم وفقاً لما ذكرته مصادر البحوث العلمية الزراعية التي أكدت وجود إصابات واضحة وكبيرة بالمحصول في العديد من المواقع والمناطق.
وتشير هذه المصادر إلى أن إصابة القمح بالسونه من شأنها أن تؤثر على الوزن الثقلي أي النوعي، وبالتالي تخفيض سوية الإنتاج، وبالمحصلة تدني التسعيرة للمزارعين، وحتى الأمس ما زالت الجهات المعنية الزراعية تنفي تأثير حشرة السونه، وبأنه مازال ضمن العتبة المسموح بها في المتر المربع الواحد، في الوقت الذي يؤكد خبير علمي زراعي من البحوث العلمية – طلب عدم ذكر اسمه – حتمية الإصابة، وحتمية تأثيرها على المحصول، وهذا ما ستثبته الوقائع أثناء موسم التسويق، مطالباً بالتدقيق عند شراء المحصول من المزارعين من قبل المؤسسة العامة لتسويق الحبوب، بحيث يجب أخذ ما لحق بالمحصول في الحسبان لجهة الإصابة بحشرة السونه، فإن كانت دون حدتها المسوح بها فلا تأثير على خواص الطحين، ويجب عدم السماح بعملية الحسم من التسعيرة المحددة، أما إن كانت تتعدى الحد المسموح به، وتؤثر على خواص الطحين، هنا يكون الحسم منطقياً وموضوعياً.
ويتذكر المزارعون ما جرى للمحصول العام المنصرم حيث وصل سعر الطن تسويقياً إلى ما دون الـ 23 ألف ليرة في مركز جب رمله، أي أقل من سعر طن المادة العلفية.
إلى ذلك تساءل مسؤول في مركز البحوث العلمية الزراعية: أين ذهبت مؤسسة الحبوب بهذه الكميات آنذاك؟ ألم تسلمها للمطاحن وتقاضت ثمنها 150 ألف ليرة للطن الواحد؟
في سياق متصل اتخذت هيئة تطوير الغاب عدداً من الإجراءات، منها دعوة أصحاب الحصادات لاجتماع لبحث تسعيرة حصاد وجني الدونم الواحد، وتأمين المحروقات اللازمة لعمل هذه الحصادات، وعدم السماح لهم بالتحكم واستغلال المزارعين بفرض التسعيرة التي تروق لهم.
وحول ما قد تخلفه السونه بالمحصول ومدى صحة ما يردده المزارعون لجهة شدة الإصابة بالسونه في العديد من المواقع الزراعية قال الدكتور بسام بازر باشي معاون مدير زراعة حماة: مشكلة إصابة المحصول بحشرة السونه يتحمل مسؤوليتها المزارعون أنفسهم؟
ليس من المعقول أن يكافح مزارع هنا ولا يكافح مزارع آخر هناك، فالمكافحة يجب أن تكون شاملة وواسعة، وقناعتنا لا تزال نسبة الإصابة دون العتبة الاقتصادية المسموح بها وفقاً لجولات فرقنا الفنية، أتحدث هنا عن المساحات الواقعة في مجال مديرية زراعة حماة، مضيفاً أن نسبة الإصابة شديدة وتؤثر على الوزن النوعي، وبالتالي على التسعيرة.
باختصار: ما سمعناه من المزارعين في سهل الغاب وريف محردة، ومن مصدر مطلع في البحوث العلمية الزراعية يختلف تماماً عمّا سمعناه من المعنيين رغم اعترافهم بشكل خجول بإصابة المحصول بالحشرة؛ ولذلك يطالب المزارعون منذ الآن بإنصافهم عند استلام المحصول، وتحديد السعر لكل شريحة من شرائح المحصول.