مسيرات في الأراضي المحتلة: لن نترك أسرانا في سجون الاحتلال
شهدت الأراضي المحتلة، أمس، فعاليات نظمتها هيئة شؤون الأسرى، بالشراكة مع اللجنة الوطنية لإحياء يوم الأسير، من خلال إقامة المهرجانات والندوات والمسيرات والوقفات التضامنية مع الأسرى، بمشاركة عدد من أهالي الأسرى والشهداء والمسؤولين الفلسطينيين.
حيث أكدت لجان المقاومة في يوم الأسير الفلسطيني العهد بعدم ترك الأسرى في سجون الاحتلال، مشيرة إلى أنها ستعمل بكل ما تملك من قوة على تحريرهم على الرغم من أنف الاحتلال الإسرائيلي، ودعت إلى الاستمرار بحملات الإسناد والتضامن حتى إطلاق سراح الأسرى من سجون الاحتلال، إضافة إلى توسيع حملات الدعم والإسناد.
كما حيّت صمود هؤلاء الأسرى في ظلّ ما يتعرضون له من إجراءات تعسفية ممنهجة تمارسها إدارة مصلحة سجون الاحتلال وإمعانها في البطش والتنكيل بحقهم، لا سيما الاستمرار بالاعتقال الإداري التعسفي والعزل الانفرادي والإهمال الطبي المتعمّد.
وفي هذا السياق، دانت حركة المبادرة الوطنية الفلسطينية استمرار قوات الاحتلال باعتقال الأطفال والقاصرين وإجبارهم على الامتثال أمام المحاكم العسكرية وإصدار الأحكام التعسفية بحقهم، الأمر الذي يُعتبر تعدياً سافراً على الطفولة وتمزيق المعاهدات الدولية، وطالبت بضرورة التدخل الفوري للمؤسسات الدولية الحقوقية والإنسانية لممارسة ضغطاً أكثر قوة وتأثيراً على حكومة الاحتلال لإنهاء بطشها وتنكيلها بحق الأسرى.
وأشارت حركة الجهاد إلى أنّ حرية كل أسير وأسيرة أمانة في أعناق أبناء الشعب الفلسطيني ورجال المقاومة الأوفياء لكل هذه التضحيات، كما دعت الشعب الفلسطيني إلى المزيد من الإسناد والدعم للأسرى والالتفاف خلف قضيتهم، فيما دعا التجمّع الإعلامي للتدخل الفاعل من أجل إطلاق سراح 26 صحافياً من سجون الاحتلال.
إلى ذلك، أعلنت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين تضامنها الكامل ووقوفها إلى جانب كل الأسرى في سجون الاحتلال، كما دعت كافة الجهات المعنية، وفي مقدّمتها الاتحاد الدولي للصحافيين، للوقوف عند مسؤولياتها والعمل الجاد من أجل إطلاق سراح الصحافيين الأسرى.
وكان تقرير صادر عن هيئة شؤون الأسرى والمحررين ونادي الأسير الفلسطيني، وبمناسبة الذكرى السنوية الـ 44 ليوم الأسير الفلسطيني، أظهر زيادة أعداد الأسرى والمعتقلين في سجون الاحتلال، حيث بلغ عددهم 6500 أسير، بينهم 369 طفلاً وطفلة و62 امرأة، بينهن قاصرات، و4 نواب في المجلس التشريعي الفلسطيني، مشيراً إلى أن من بين هؤلاء الأسرى 1800 مريض، 700 منهم بحالة حرجة، وبحاجة إلى تدخل علاجي عاجل، وأكد أن سلطات الاحتلال انتهجت الاعتقالات كسياسة ومنهج وأداة للقمع والسيطرة على الشعب الفلسطيني وبث الرعب والخوف لدى كل الفلسطينيين، حيث أصبحت الاعتقالات منذ عشرات السنين جزءاً أساسياً وثابتاً من سياستها في تعاملها مع الفلسطينيين، وغدت ظاهرة يومية ووسيلة للعقاب الجماعي، اذ لا يمر يوم إلا وتسجل فيه حالات اعتقال في الضفة الغربية وقطاع غزة.
وسلّط التقرير الضوء كذلك على معاناة الأسرى في سجون الاحتلال بسبب التعذيب الجسدي والنفسي والإيذاء المعنوي والإهانة في أقبية التحقيق والقتل العمد بإطلاق النار المباشر عليهم والتصفية المباشرة والاعدام الميداني بعد الاعتقال مباشرة، وكذلك الاهمال الطبي المقصود، إضافة إلى منع ذويهم من زيارتهم لأشهر طويلة وفرض شروط قاسية عليهم، وأضاف: إن سلطات الاحتلال استهدفت الأسرى بالكثير من القرارات والقوانين العنصرية المخالفة للقوانين الدولية، منها قانون التغذية القسرية للأسرى المضربين عن الطعام عام 2015، وقانون تشديد العقوبة على راشقي الحجارة، وإلزام المحاكم بضرورة الحكم عليهم، إضافة إلى مشروع قانون يسمح بإنزال عقوبة الحبس الفعلي على الأطفال الفلسطينيين دون سن 14 عاماً، وكذلك مشاريع قوانين خطيرة أخرى، كمشروع قانون إعدام الأسرى وحرمانهم من التعليم والاتصال، ومشروع ما سموه قانون “الإرهاب”.
وبهذه المناسبة، أضاءت هيئة شؤون الأسرى والمحررين في حرم جامعة فلسطين التقنية بمحافظة طولكرم شعلة الحرية للأسرى للعام 2018، وقال رئيس نادي الأسير الفلسطيني قدورة فارس: إن إضاءة شعلة الحرية تأتي تذكيراً بمعاناة الأسرى الذين يقتلون ويعذبون وتمارس بحقهم كل وسائل التنكيل المحرمة دولياً من قبل الاحتلال وسلطاته، ووفاء لتضحيات آلاف الأسرى والأسيرات في سجون ومعتقلات الاحتلال الإسرائيلي، فيما قال رئيس هيئة شؤون الأسرى والمحررين عيسى قراقع: إن إيقاد شعلة الحرية لعام 2018 يأتي وفاء للأسرى ورسالة من الشعب الفلسطيني إلى العالم أجمع يناشدونه فيها لإنقاذ المعتقلين الفلسطينيين مما يتعرضون له من اعتقالات وتنكيل وأحكام جائرة وتعذيب في مخالفة لكل الشرائع والعدالة الإنسانية.
ميدانياً، أصيب فلسطيني برصاص قوات الاحتلال خلال اقتحامها مقام النبي يوسف شرق نابلس بالضفة الغربية، وذكرت وكالة وفا أن قوات الاحتلال اقتحمت المقام وتل بلاطة الأثري شرق نابلس، وأطلقت الرصاص المعدني المغلف بالمطاط والقنابل الصوتية والغازية تجاه الشبان الفلسطينيين الذين تصدوا لها، ما أدى لإصابة شاب بعيار ناري في خاصرته.
كما اقتحمت قوات الاحتلال عدة مدن وبلدات بالضفة الغربية واعتقلت تسعة فلسطينيين من مدينة نابلس وبلدة عزون شرق مدينة قلقيلية وبلدة الخضر جنوب مدينة بيت لحم وبلدة برقين جنوب جنين ومن رام الله، فيما أقدم مستوطنون صهاينة على إلحاق أضرار بعشرات مركبات الفلسطينيين وخطوا شعارات عنصرية لدى هجومهم على قرية اللبن الشرقية والساوية جنوب نابلس.
وكالات