اتساع الإضرابات يضاعف الضغوط على ماكرون
يسعى سائقو القطارات وعاملو القطاع العام والطلاب إلى زيادة الضغوط على الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون، فمع إضرابات جديدة في السكك الحديد وتظاهرات أدت إلى بلبلة في حركة النقل والجامعات، أعتصم طلاب في كلية العلوم السياسية في باريس بعد سلسلة جامعات أخرى احتجاجاً على إصلاحات يقول معارضوها إنها ستؤدي إلى تراجع في الخدمات العامة.
وكُتب على لافتة علقت من إحدى نوافذ الجامعة التي خرّجت عدداً من كبار السياسيين من بينهم الرئيس نفسه “طلاب العلوم السياسية ضد دكتاتورية ماكرون”.
وأعلن رئيس جامعة روان في شمال فرنسا أن حرم الجامعة الرئيسي سيظل مغلقاً حتى نهاية الأسبوع على أقل تقدير بعد أن أغلقت احتجاجات الطلاب المباني.
ويتزامن اعتصام طلاب العلوم السياسية مع رابع جولة من إضرابات عمال السكك الحديد، وتظاهرات وإضرابات جزئية في المؤسسات الحكومية اليوم.
وتم تسيير واحد من كل ثلاثة قطارات فائقة السرعة “تي جي في” وواحد من كل أربعة قطارات بين المدن، على أن يكون الأمر مشابهاً اليوم.
ودعي موظفو القطاع العام والعاملون في مراكز التقاعد والطلاب إلى التظاهر، اليوم، وذلك للمرة الثانية بعد 22 آذار عندما نزل نحو 300 ألف شخص إلى الشوارع، لكن وخلافاً للمرة السابقة، فإن مترو باريس سيواجه بلبلة بعد أن أعلنت النقابات عزمها الإضراب.
وأعلن مسؤول قطاع الطاقة في الكونفدرالية العامة للعمل “سي جي تي” سيباستيان مينيسبلييه، أمس، أن العمال يدرسون قطع التيار بشكل “محدد” من أجل المطالبة بإنشاء شركة وطنية جديدة للكهرباء.
وشدد ماكرون الذي باتت مصداقيته كرئيس إصلاحي على المحك، بينما تدنو الذكرى السنوية الأولى لتوليه مهامه الرئاسية في 14 أيار، على أنه لن يتراجع عن موقفه تحسين القطاع العام الذي يخصص له قسم كبير من نفقات الدولة.
ويواجه الرئيس الذي انتخب في أيار على رأس حزبه الوسطي معارضة في أوروبا لمشاريعه من أجل إصلاح الاتحاد الأوروبي بعد أن أبدت ألمانيا برودة إزاء بعض مقترحاته.
وخلال زيارة إلى منطقة “فوج” في شرق البلاد، واجه ماكرون صيحات استهجان من قبل عمال مضربين من قطاع السكك الحديد ودخل في تلاسن مع نقابي غاضب من قطاع التجارة اتهمه بالتعرّض لحقوق عمال السكك الحديد.
وقال ماكرون: “يمكن أن نكون على خلاف لكن علينا احترام بعضنا البعض”، وطلب مجدداً من العمال المضربين التوقف عن شل البلاد.
وبالتزامن، كشف استطلاع للرأي أجراه معهد “ايفوب-فيدوسيال” لوسائل الإعلام “باري ماتش” و”سود راديو” و”سي نيوز” ونشر أمس أن ستة فرنسيين من أصل عشرة “مستاؤون” من أداء ماكرون.
وقال 58 بالمئة من الفرنسيين: إنهم “مستاؤون” من أداء ماكرون. ومن بين هؤلاء قال 24 بالمئة إنهم “مستاؤون جداً” و34 بالمئة أنهم “مستاؤون إلى حد ما”، واعتبر 73 بالمئة من الذين شملهم الاستطلاع أن ماكرون “سلطوي”.
ومنذ مطلع نيسان وسائقو القطارات وغيرهم من عمال السكك الحديد يلتزمون الإضراب ليوم من أصل خمسة. وتعهدوا مواصلة التحرك أقله حتى 28 حزيران.
ويحتج الطلاب في المقابل على منح الجامعات العامة القدرة على تغيير معايير القبول وطريقة اختيار الطلبة.
وكالات