الاكتفاء بحملتي لقاح في العام دليل إثبات على التعافي الصحي والطبي للمجتمع
سعت وسارعت وزارة الصحة منذ بداية الحرب لتكثيف حملات التلقيح مع قدوم العديد من الفيروسات مع العناصر الإرهابية الأجنبية وعلى رأسها شلل الأطفال، حتى وصلت الجرعات إلى 6 حملات سنوياً بحسب توصيات منظمة الصحة العالمية، لتثمر جهود الاهتمام والمتابعة من قبل الجهات الحكومية بالاكتفاء بـحملتين سنوياً، وهو إنجاز يحتسب في خانة الأداء الحكومي لضمان السلامة والأمن الصحي للمواطنين ولاسيما الأطفال. وهذا العام أقلعت وزارة الصحة بحملتها الأولى بالتوازي مع تحرير الغوطة التي تراها من الضرورة أن تكون حاضرة باستهداف الشريحة الواسعة من الأطفال المقيمين في الغوطة والمهجرين منها، ومع أن “الصحة” عبر إعلانها بدء إطلاق الحملة التي تبدأ الأحد 22 وتستمر لـ 30 نيسان، فإن مجموعة حصيلة ما تستهدفه هو قرابة /3/ ملايين طفل، بهدف رفع نسبة التغطية لـ /90%/.
ويشير مدير الرعاية الصحية الأولية في وزارة الصحة الدكتور فادي قسيس إلى ضرورة تعزيز اللقاح الروتيني وبرنامج اللقاح الوطني عند الأطفال، ومتابعة المتسربين بهدف رفع نسب التغطية لحماية المجتمع من وباء الشلل، الأمر الذي دفع الحكومة للتوجه شرقاً ولاسيما بعد الحصار الجائر الذي نال من القطاع الصحي لتأمين اللقاحات بالتعاون مع منظمة اليونيسيف مشروطة باستخدام اللقاح المقدم مدة /5/ سنوات في بلد المنشأ واستخدامه في بلدين أوربيين، وقد لوحظ خلال السنوات السبع المنصرمة سلامة اللقاحات وفعاليتها، ولاسيما أنه استطعنا التخلص من وباء الشلل الذي دخل علينا مع توافد الإرهاب واجتثاثه خلال العام الفائت وإعلان سورية خالية من شلل الأطفال، ما أدى إلى عودة حملات التلقيح لرتمها الأساسي وهي حملتان سنوياً، وركز قسيس خلال مداخلته على ضرورة تركيز حملات التلقيح على الأطفال المهجرين لتعزيز اللقاح الروتيني والسلامة العامة.
وبينت الدكتورة رزان طرابيشي مديرة برنامج التلقيح الوطني أن هدف الوصول لنسبة تغطية مرتفعة تعود لوجود أكثر من /911/ مركزاً صحياً، و/71/ نقطة محدثة، وأكثر من /714/ فريقاً جوالاً، و/28/ سيارة حكومية، وحوالي/786/ سيارة مستأجرة بعدد عاملين يصل لـ/8191/ عاملاً مشاركاً في الحملة، منهم/4000/ عامل ضمن المراكز الصحية، و/350/ عاملاً ضمن الفرق الجوالة، وأكثر من /710/ مشرفين على الحملة لمتابعة عملية التلقيح وضمان نجاحها ووصولها لهدفها بأكبر عدد من الأطفال دون سن خمس سنوات ولاسيما في المناطق الشمالية الشرقية والغوطة.
ودعا د. خالد برادعي مسؤول برنامج التواصل ببرنامج التلقيح الوطني بوزارة الصحة إلى ضرورة التعاون مع الشركاء كافة لحماية الأطفال من وباء الشلل عبر إيصال حملات التلقيح إلى كل المناطق ولاسيما الساخنة منها من خلال التعاون مع المنظمات الدولية التي تساعد بإيصالها ومتابعة تنفيذها، مبيناً أن الوزارة أطلقت أكثر من /30/ حملة تلقيح منذ عام 2013 لغاية العام الحالي للقضاء على تفشي شلل الأطفال الذي تم القضاء عليه في العام المنصرم نتيجة متابعة الحملات وتكثيفها، مشيراً إلى ضرورة زيادة الوعي المجتمعي حول أهمية اللقاحات للأطفال والنساء من خلال تقديم معلومات صحية ودقيقة عن أهمية اللقاح بالتزامن مع زيادة وعي الأمهات لاستكمال جرعات اللقاح والمشاركة بالحملات كلها ودحض الشائعات المغرضة، لكون اللقاح يساهم بحماية الأطفال من الأمراض الخطيرة التي تؤدي لإعاقة أو وفاة؛ لذلك لابد من اصطحاب الأطفال من عمر يوم حتى/5/ سنوات للمراكز الصحية لتقييم حالة الطفل التلقيحية وإعطائه اللقاحات المستحقة، إضافة إلى إعطائه لقاح الشلل بغض النظر عن الجرعات السابقة، ومنحهم بطاقة لقاح في حال عدم توافرها، علماً أن الوزارة تسعى لتوفير أفضل أنواع اللقاحات العالمية وبشكل مجاني 100%.
وفي سياق متصل أكدت الدكتورة نضال أبو رشيد من منظمة اليونيسيف على ضرورة دعم أيام التلقيح الوطني للتأكد من أخد الطفل لجميع لقاحاته وللجرعات الإضافية (كشلل الأطفال الفموي والحصبة والشلل العضلي) لحمايتهم من الأوبئة والأمراض، ولترميم نسب التغطية، ولاسيما الأطفال الوافدين من المناطق المتضررة، علماً أن اليونيسيف تعد الجهة التي تقوم بتزويد وزارة الصحة بكل اللقاحات والمعدات اللازمة لسلسة التبريد لوصول اللقاح بالظروف المناسبة، إضافة إلى نشر التوعية المجتمعية عبر دورات تدريبية مستمرة.
حياة عيسى