معضلة سوق الهال
على الرغم من التحسن الملحوظ في الواقع الخدمي، وتسارع مسيرة الإعمار والبناء والنهوض التنموي التي تشهدها حلب مدينة وريفاً، ما زال هناك الكثير من العمل لإنجازه على المستوى الخدمي خاصة بما يتعلق بإزالة المخالفات واللوحات الإعلانية العشوائية وقمع التعديات على الأملاك العامة، واستكمال عمليات ترحيل الأنقاض، وصيانة وترميم الشوارع والأرصفة، وتحسين واقع الحدائق والمرافق العامة.
ومع أهمية ما أشرنا إليه يبقى موضوع سوق الهال، الذي فرضت ظروف الأزمة والحرب الإرهابية نقله بصفة مؤقتة إلى حي الحمدانية الهاجس الذي يؤرق أهالي الحي خاصة أنه يشغل مساحة كبيرة من الشارع العام (الأوتستراد)، ويفتقد إلى الحد الأدنى من الخدمات والنظافة، إلى جانب أثره السلبي على البيئة والصحة العامة، وعلى المنظر العام وجمالية المنطقة عموماً.
وفِي الواقع ومنذ أكثر من عام ونصف، أي بعد تطهير حلب من الإرهاب نسمع من المعنيين عن خطوات وإجراءات ووعود بنقل السوق إلى خارج أحياء المدينة، وهو الذي لم يتحقق على الرغم من الحاجة الماسة والملحة والتي يجب أن تتصدر أولويات القائمين على الشأن الخدمي خلال هذه الفترة تحديداً لتجنب مخاطر فصل الصيف والوقاية من أمراضه وأوبئته.
ونعتقد أن البدائل والحلول موجودة وربما جاهزة، وهي تحتاج فقط إلى قرار نافذ ينهي هذه المشكلة والمعضلة البيئية المزمنة.
وهو ما نضعه برسم المعنيين في المحافظة ومجلس مدينة حلب على وجه التحديد لوضع هذا الملف في سلم أولوياته، والبدء على الفور بإجراءات نقل السوق إلى خارج المدينة، والعمل دون تأخير على تأهيل وصيانة موقع السوق الحالي وبما يعيد لحي الحمدانية بياضه ونضارته وجماليته.
وإن تحقق ذلك نعتقد أنه سيكون الإنجاز الأبرز والأهم على المستوى الخدمي في حلب لهذا العام، يضاف إلى قائمة المشاريع الخدمية والتنموية التي تزداد وتيرة إنجازها على مستوى البنية التحتية والفوقية والمتزامنة مع عودة سريعة لعجلة الإنتاج والتنمية.
معن الغادري