هيئة الإشراف على التأمين تنهي الأسس الناظمة للشركة الاستثمارية المزمع إحداثها
دمشق – فاتن شنان
تسعى هيئة الإشراف على التأمين إلى تغيير النهج الذي اعتمدته خلال الفترة الماضية في إدارة ندواتها الأسبوعية، وذلك عبر إشراك شركات التأمين وكوادرها في إدارة الندوات، وإتاحة الفرصة لكل الشركات تقديم واستعراض منتجاتها، والاستفادة من كوادرها في طرح عناوين هامة، وتقديمها انطلاقاً من مبدأ التشاركية في المسؤوليات تجاه المجتمع بنشر الثقافة والوعي التأميني، وذلك وفقاً لتأكيد مدير عام هيئة الإشراف على التأمين سامر العش على هامش ندوة الاثنين التأميني التي ألقاها في مدرج المؤسسة السورية للتأمين بالأمس.
وأكد العش أن الهيئة تسعى إلى إيجاد حلول قادرة على تلبية متطلبات واحتياجات سوق التأمين السورية في ظل المقاطعة الاقتصادية على سورية، من خلال التوجه إلى الدول الصديقة، مبيناً أن هناك اتفاقية قيد التوقيع مع الجانب الإيراني في هذا الاتجاه، وأن الهيئة طالبت من خلال وزارة المالية التواصل مع الجانب الصيني لبحث إمكانية تأسيس شركة إعادة تأمين، مؤكداً أيضاً مشاركة الجانب الروسي في الملتقى التأميني الثاني عبر شركات تأمين وإعادة تأمين روسية.
وفيما يخص الجانب الاستثماري لشركات التأمين الذي تم طرحه خلال العام الماضي، بين العش أنه تم وضع الأسس والقوانين الناظمة لإحداث شركة استثمارية تطرح أسهمها للاكتتاب عليها من قبل شركات التأمين، معتبراً أن هذه الطريقة هي الأسرع لتفعيل الجانب الاستثماري خلال عام 2018، وأن نشاطها سيكون في المجال الخدمي بما يدعم سوق التأمين، بالإضافة إلى إتاحة الفرصة أمام شركات التأمين لاختيار القطاعات التي ترغب بالاستثمار فيه.
واستعرض العش خلال الندوة تاريخ سوق التأمين السوري، وهيكلية سوق التأمين بتركيبته الحالية، إضافة إلى تقديم شرح للعمليات الفنية المتعلقة بآليات العمل، كالاكتتاب والتسعير وتسوية المطالبات والتعويضات وغيرها من المصطلحات. ولكن يبدو أن التعويضات ما تزال موضع خلاف بين شركات التأمين والمؤمن لهم، إذ أشار الحضور خلال الندوة إلى أكثر من حالة تعرض فيها المؤمن له لظلم تقدير قيمة التعويض أو حجم التغطية المستحقة، والتي غالباً ما تنتهي في أروقة المحاكم، وفي هذا السياق شدد العش على ضرورة قراءة المؤمن له بنود العقد، ومعرفة مدى التغطية الممنوحة لهم، مؤكداً ضرورة إعلام الهيئة من قبل المؤمن لهم في حال حدوث أية خلافات مع شركات التأمين للعمل على حلها ودياً من دون اللجوء إلى المحاكم التي تستنزف المال والوقت.
واعتبر العش أن الاستثمار من أهم وظائف شركة التأمين لكون أقساط التأمين تدفع سلفاً، وبالتالي تتجمع مبالغ ضخمة لدى الشركات يمكن استثمارها، مشدداً على ضرورة التمييز بين الاستثمارات التي تقوم بها شركات التأمين المتخصصة في تأمينات الحياة، وشركات التأمين المتخصصة في تأمينات الممتلكات والمسؤولية، ولاسيما أن مدد وثائق التأمين على الحياة طويلة الأجل بطبيعتها، وبالتالي تشكل على شركة تأمين الحياة التزامات طويلة الأجل أيضاً، ولذلك تكون استثمارات شركات التأمين طويلة الأجل، وتهدف بالدرجة الأولى إلى المحافظة على رأس المال المستثمر، ومن ثَم تحقيق الربح.