موسكو: التقرير الأمريكي لحقوق الإنسان إيديولوجي ومسيس
أكدت وزارة الخارجية الروسية، أمس، أن التقرير الأمريكي الجديد حول حقوق الإنسان في العالم، يتضمن كالعادة الكثير من التقييمات المسيسة ويتماشى مع ازدواجية المعايير لدى واشنطن، وقالت: إن التقرير السنوي الذي أصدرته وزارة الخارجية الأمريكية في الـ20 من الشهر الجاري حول حقوق الإنسان في العالم وهو على غرار التقارير المماثلة السابقة مليء بتقييمات مسيسة وعبارات ذات طابع إيديولوجي فظّ يكشف من جديد سياسة المعايير المزدوجة لواشنطن، ويعطي تقييمات بشكل وقح تصل إلى درجة التهجم مباشرة على السلطات الشرعية لدول ذات سيادة”، مشيرةً إلى أن هذا الموقف يتماشى مع ازدواجية معايير واشنطن في مجال حقوق الإنسان تبعاً لمدى ولاء دول معينة لنهج السياسة الخارجية الأمريكية.
وأعربت الوزارة عن أسفها لأن واشنطن لم تتمكن بعد من التخلص من قوالب التفكير المعادية لروسيا، موضحةً أن الفصل الخاص بروسيا من التقرير تم إعداده انطلاقاً من موقف سلبي أصلاً تجاه روسيا ومن دون أخذ توضيحاتها بشأن قضايا حقوق الإنسان بعين الاعتبار، ولفتت إلى أن التقرير يتجاهل في الوقت نفسه الانتهاكات المتزايدة لحقوق الإنسان في الولايات المتحدة ذاتها وخاصة التمييز العنصري وانتشار إيديولوجيا كراهية الأجانب ونشاط المنظمات المتطرفة والتعذيب ضمن برامج وكالة الاستخبارات المركزية والتنصت على المواطنين وغيرها من المشاكل الحقوقية الحادة.
من جهته، أكد المتحدث باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف أن التصرفات الأمريكية تسير باتجاه معاكس لإصلاح العلاقات بين روسيا والولايات المتحدة، مشيراً إلى أن موسكو لا ترى أي خطوات أمريكية فعلية تظهر السعي للانفراج في هذه العلاقات. وقال بيسكوف للصحفيين رداً على سؤال حول ما إذا كان الكرملين يرى آفاقاً لتحسين العلاقات بين البلدين: حتى الآن الواقع وحقيقة الأمور والخطوات الفعلية التي نلاحظها من جانب واشنطن تدل على أن الأمور تسير في الاتجاه المعاكس ولا يمكن لأي شخص أن يجادل في ذلك.
وكانت العلاقات الروسية الأمريكية تدهورت خلال السنوات الأخيرة بسبب اختلاف المواقف بينهما حيال حل القضايا الدولية، من بينها الأزمة الأوكرانية إضافة إلى اتباع الولايات المتحدة سياسة الهيمنة والتدخل في شؤون الدول الأخرى وهو ما تعارضه روسيا بشدة.
في غضون ذلك أكد السيناتور الجمهوري وعضو لجنة مجلس الشيوخ الأمريكي للشؤون الخارجية راند بول أن على الولايات المتحدة وإداراتها المتعاقبة التوقف عن سياساتها الساعية لتغيير الأنظمة بالقوة والتي لم تسفر سوى عن الفوضى والحروب. وأشار بول في تصريح له إلى أن الولايات المتحدة نشرت قواتها وشنّت تدخلات عسكرية في أماكن مختلفة من العالم منذ فترة طويلة، وقال: إنه في حال أردنا التقليل من القتال والحروب يتوجب على واشنطن وإدارتها تغيير السياسة الخارجية المنتهجة والاقتناع بأن سياسة تغيير الأنظمة في العالم لم تعد تجدي نفعاً لأنها تأتي بنتائج عكسية وبالتالي تحول الأوضاع إلى الأسوأ كما حدث في العراق وليبيا على سبيل المثال. واعتمدت الإدارات الأمريكية المتعاقبة سياسة التدخلات في شؤون الدول الأخرى بوسائل وأشكال مختلفة بهدف تحقيق أطماعها وأجنداتها المختلفة في العالم.