ثقافةصحيفة البعث

كل عام وأنت بخير أيها الكتاب!

 

أكرم شريم

يحتفل العالم في الثالث والعشرين من شهر نيسان من كل عام بمناسبة يوم الكتاب العالمي، يوم العلم والتعليم وانتشار المدارس والجامعات في كل أنحاء العالم، بل إنه اليوم العالمي لمحو الأمية العالمية، يوم السعادة العالمية ويوم انتشار الإعلام والتعارف الدولي بين كل الشعوب والأمم، يوم معرفة الحب الحقيقي في هذه الحياة، ومعرفة كل ما نعيش به ومن أجله، منذ الولادة وحتى النهاية، وماذا تعني الحدود، وماذا تعني العلاقات الإنسانية بين الأفراد والحكومات والشعوب، وكل هذه الأنظمة والقوانين التي تنظم حياتنا وكل علاقاتنا، ومعها كل وسائل المعرفة ومنها وعلى الأخص هذه الأجهزة الرقمية، هذا الكتاب.. الصديق والحبيب والجار وكل الأهل والأحباب والناس، وكل الأديان أيضاً، وهل كنا سنعرف الأديان لولاه!؟. وانظروا ماأجمله أيضاً وهو في يد الطفل الصغير الذي يدخل ليس إلى المدرسة وحسب، وإنما إلى روضة الأطفال أيضاً، روضة ما قبل الكتب ومن أجل الكتاب والكتب طوال مراحل الدراسة والتعليم ثم العمل والصناعات وكل هؤلاء المهندسين فيها ومعهم كل المهندسين في الزراعة بأنواعها، وما يمكن أن يطعمنا وكذلك كل ما يمكن أن يسقينا والتجارة وكل ما يباع ويشترى من أجلنا ومن أجل مصالحنا، في بيوتنا وأحيائنا وقرانا وكذلك في كل مدننا، وكذلك كل وسائل حبنا وحمايتنا والتركيز فيها على ما تحتاجه كل مرحلة على حدة من مراحل عمرنا وفي كل مكان في هذه الحياة!. انظروا ما أجمله هذا الكتاب الذي يحتوي على الحكاية الطويلة أو القصيرة، وبهذه اللغة الأدبية الجميلة وكم يحبنا هذا الكتاب ويسعى إلينا وهو يحمل في طياته أجمل وأحلى غاية وهدف، وهل يوجد كتاب دون غاية وهدف لصالحنا.. أو دون معالجة صحيحة وسليمة لمصلحتنا؟!. وهل يوجد منزل على وجه الأرض يخلو من وجود هذا الكتاب سواء كان فكرياً أو سياسياً أو دينياً أو أدبياً أو إعلامياً أو طبياً أو مهنياً وإلى آخر القائمة، ولصالح كل إنسان منا، سواء كان رجلاً أو امرأة أو شاباً أو فتاة.. مراهقاً أو مراهقة.. طفلاً أو طفلة وفي كل بيوت العبادة على الإطلاق، وفي كل الأسواق في هذا العالم، ومهما سرت أو ركبت أو طرت في كل مكان من هذا العالم!.. إذن أنت المعلم الأول أيها الكتاب وأنت صنعت وأنتجت كل وسائل الإعلام تماماً كما صنعت وأنتجت كل ما نعيش به ومن أجله ونأكل ونشرب ونلبس ونركب ونطير ونتعلم ونصنع ونرسم الحدود ونخترع ونعرف ونحفظ كل الحقوق والقوانين وننجب بأفضل صورة وطريقة واستعداد ومكان وكذلك نربي أجيالنا!.. وهكذا تكون النصيحة اليوم إن الذي لا يعرفك يكاد لا يعرف الله!.. أيها الكتاب الحبيب العزيز وإلى آخر الدنيا أنت الحبيب العزيز.. أنت الحبيب العزيز!.