“الميجنة”.. أغاني النسوة على صوت حبّات القمح
أداة خشبية تحمل الكثير من خصالها الطيبة في الجزيرة السورية، طقوس مازالت تخلدها الذاكرة وتحفظها الألسن عند طحن القمح وتجمّعات النسوة والغناء الهادئ عند استخدامهن الميجنة، تلك الأداة الخشبية عظيمة بكل المقاييس، فقد كانت تُغني عن المطاحن وتؤدي دورها على الرغم من صغر حجمها، وهي عبارة عن خشب دائري يمتد طوله لعشرين سم، ومسكة لليد، وفي أعلى الخشب قطعة خشبيّة دائرية كبيرة الحجم، تكون قاسية لأنه يتم الاعتماد عليها في الطحن والتقشير، فهي تتطلب جهداً وقوّة بدنية كبيرة وخاصة في اليدين، وبذلك فإن العمل لا يقتصر على النساء فقط بل للرجال والشباب دورهم وخاصة عندما يكون العمل كبير وكمية القمح كثيرة فيتناوب على الطحن الشباب.
وعندما تجتمع النسوة في أحد المنازل لإنجاز المهمة يقمن بغناء الأغاني الهادئة، والخاصة بالقمح والمحاصيل الزراعية، وهي تراثية وقديمة قدم الجزيرة السورية، ولهذا السبب تم تسمية تلك الأداة “بالميجنة”.
عبد العظيم العبد الله