يلدا وببيلا وبيت سحم ومخيم اليرموك مناطق مطهرة.. وتحرير مختطفي كفريا والفوعة واشتبرق بدءاً من اليوم
بعد الانتصارات الكبيرة التي حققها أبطال جيشنا ،وانهيار المجموعات الإرهابية على كل جبهات القتال وإذعانها لاتفاقات تسوية مع الدولة السورية ، تعرضت بعض المواقع العسكرية في ريفي حماه وحلب إلى عدوان جديد بصواريخ معادية حوالي الساعة 10:30 من ليل أمس .
في وقت حققت قواتنا المسلحة أمس تقدماً جديداً في محيط حي الحجر الأسود جنوب دمشق بعد سلسلة عمليات تكتيكية دقيقة، تمكنت خلالها من القضاء على أعداد كبيرة من الإرهابيين وتدمير أدوات إجرامهم، وسط حالات فرار وتخبط في صفوف الإرهابيين نتيجة النجاح التكتيكي في العمليات العسكرية التي تنفذها مجموعات الاقتحام والتي تتميز بدقتها وسرعتها وتشابك مختلف صنوف الأسلحة والتنسيق العالي بينها، ما حقق كثافة نارية وسرعة في التنفيذ.
ومع توالي انتصارات جيشنا على كل الجبهات بدأت التنظيمات الإرهابية تنصاع لاتفاقات التسوية، حيث تم التوصل إلى اتفاق بين الحكومة السورية والمجموعات الإرهابية المنتشرة في بلدات يلدا وببيلا وبيت سحم بريف دمشق الجنوبي، يقضي بإخراج من يرغب من الإرهابيين مع عائلاتهم بينما تتم تسوية أوضاع الراغبين بالبقاء بعد تسليم أسلحتهم، تمهيداً لعودة مؤسسات الدولة.
كما تم التوصل إلى اتفاق في مخيم اليرموك بين المجموعات الإرهابية والدولة السورية ينص على خروج إرهابيي مخيم اليرموك إلى إدلب وتحرير المحاصرين في بلدتي كفريا والفوعة والبالغ عددهم نحو خمسة آلاف على مرحلتين، وسيتم خلال المرحلة الأولى من الاتفاق تحرير 1500 من أهالي كفريا والفوعة المحاصرين، كما يقضي الاتفاق أيضاً بتحرير مخطوفي بلدة اشتبرق على مرحلتين وعددهم 85 من النساء والشيوخ والأطفال، ويبدأ تنفيذ الاتفاق فجر اليوم “الاثنين” على أن تستكمل جميع بنوده قبل بداية شهر رمضان. وفيما عاد عدد من العائلات التي هجرتها التنظيمات الإرهابية سابقاً إلى منازلها في قرية الرقة المتاخمة لحي الوعر في حمص وذلك بعد إعادة معظم الخدمات الأساسية وإعادة تأهيل البنى التحتية فيها، تمت تسوية أوضاع عشرات المسلحين من ريف حمص الشمالي بعد أن سلموا أنفسهم وأسلحتهم للجهات المختصة في إطار الجهود التي تبذلها الحكومة لاستكمال إنجاز المصالحات المحلية تمهيداً لعودة الحياة الطبيعية لمختلف المناطق.
وفي محاولة يائسة للتعويض عن هزائمها في الميدان استهدفت المجموعات الإرهابية المنتشرة بريف حمص الشمالي بقذائف جبانة أحياء في مدينة حمص وأسفرت الاعتداءات عن استشهاد طفل وإصابة 10 مدنيين بجروح بينهم أطفال.
وفي التفاصيل، نفذت وحدات من الجيش بإسناد الطيران الحربي عمليات تكتيكية دقيقة طالت تجمعات وتحصينات التنظيمات الإرهابية ومحاور تسللهم في حي الحجر الأسود محققة تقدماً جديداً على أطراف الحي بعد تدمير عدد من النقاط المحصنة وقطع العديد من طرق إمدادهم من عمق الحي باتجاه نقاط الاشتباك على أطرافه الجنوبية والجنوبية الغربية. وأسفرت العمليات عن مقتل عدد من الإرهابيين وتدمير أسلحة وذخيرة وعتاد حربي لهم.
ويأتي هذا التقدم لوحدات الجيش بالتوازي مع وجود معلومات تفيد بالتوصل لاتفاق بين الحكومة السورية والمجموعات الإرهابية المنتشرة في بلدات يلدا وببيلا وبيت سحم بريف دمشق الجنوبي ويقضي بإخراج من يرغب من الإرهابيين مع عائلاتهم بينما تتم تسوية أوضاع الراغبين بالبقاء بعد تسليم أسلحتهم، ولفت مراسل سانا إلى أن الاتفاق يقضي أيضاً بعودة مؤسسات الدولة إلى يلدا وببيلا وبيت سحم وتقديم الخدمات للمواطنين بعد إخراج الإرهابيين منها. وجاء ذلك بعد ساعات قليلة على سيطرة الجيش العربي السوري على أحياء المأذنية والقدم والعسالي والجورة وتضييق الخناق على المجموعات الإرهابية المنتشرة جنوب دمشق التي رضخت للخروج من المنطقة بعد الخسائر التي تكبدتها خلال العملية العسكرية المتواصلة للجيش.
ونظم أهالي بلدات ببيلا ويلدا وبيت سحم خلال الأشهر الماضية مظاهرات عديدة ضد المجموعات الإرهابية التي تعرقل إنجاز المصالحات المحلية ودخلوا في مواجهات مباشرة مع التنظيمات الإرهابية تعبيراً عن رفضهم القاطع لوجودها في هذه البلدات مطالبين بخروجها نهائياً من الريف الجنوبي لدمشق.
وانسجاماً مع غرائزها الإجرامية في اعتماد التخريب الممنهج أقدمت التنظيمات الإرهابية خلال فترة انتشارها في الأحياء المحيطة بمنطقة الحجر الأسود جنوب دمشق قبل تحريرها من قبل الجيش العربي السوري على تدمير البنى التحتية والخدمية والمنشآت الحكومية وأقامت شبكات أنفاق لتسلل مرتزقتها وأوكاراً لمتزعميها بين منازل المواطنين. ولفت مراسل سانا الحربي إلى أن الإرهابيين أقاموا شبكات من الأنفاق المعقدة والخنادق بين المنازل بعد تهجيرهم وتشريدهم سكانها حيث كانوا يستخدمونها في التنقل ونقل الأسلحة والذخائر والاختباء من ضربات الجيش العربي السوري، مبيناً أن وحدات الهندسة قامت بإزالة الألغام والعبوات الناسفة التي زرعها هؤلاء الإرهابيون في الشوارع الرئيسية والساحات العامة في أحياء المأذنية والقدم والعسالي والجورة.
وأشار المراسل إلى أن التنظيمات الإرهابية التي كانت تنتشر في حي الجورة قامت بتخريب المؤسسات الحكومية التي أنشئت لخدمة الأهالي كالشركة السورية لتخزين المواد البترولية “سادكوب” عبر إطلاق الرصاص على خزانات الوقود وحرق المكاتب وتحويل مباني الشركة إلى مقرات لمتزعميها ومتاريس لمرتزقتها بعد أن سرقت محتوياتها في إطار خطة ممنهجة من مشغليها لتدمير أكبر قدر ممكن من البنى الاقتصادية السورية.
من جهة ثانية أفاد مراسلنا في حمص “عادل أحمد” بأن إرهابيين يتحصنون في عدد من قرى وبلدات ريف مدينة حمص الشمالي استهدفوا بقذيفة مدينة حمص سقطت في حي وادي الذهب وأسفرت عن إصابة 7 مدنيين بجروح متفاوتة.
وفي حي العدوية سقطت قذيفة صاروخية على منازل الأهالي أطلقتها التنظيمات الإرهابية أدت إلى استشهاد طفل وإصابة 3 مدنيين بجروح بينهم طفلان حالة أحدهما حرجة جداً.
ورداً على الاعتداء وجهت وحدة من الجيش رمايات نارية على اتجاه مصادر إطلاق القذائف أسفرت عن تكبيد الإرهابيين خسائر بالأفراد وتدمير نقاط محصنة ومنصات إطلاق لهم.
في غضون ذلك عادت 25 عائلة إلى قرية الرقة القريبة من حي الوعر في حمص في وقت تستمر فيه جهود المحافظة بالتنسيق والتعاون مع مختلف المؤسسات الخدمية لاستكمال أعمال التأهيل والصيانة بهدف تأمين خدمات البنى التحتية من مياه وكهرباء وهاتف وغيرها بالتزامن مع عودة بقية الأهالي لمنازلهم. وأعرب عدد من الأهالي عن سعادتهم وارتياحهم لعودتهم لمنازلهم متوجهين بالشكر الكبير للجيش العربي السوري على بطولاته وتضحياته في حربه ضد التنظيمات الإرهابية.
وتأتي عودة الأهالي إلى قرية الرقة في إطار الجهود الحكومية لإعادة جميع المهجرين إلى قراهم بعد تأمينها وتطهيرها من مخلفات المجموعات الإرهابية وإعادة جميع الخدمات الأساسية إليها حيث عادت خلال الفترة الماضية آلاف العائلات إلى قراها في أرياف حمص وحماة وإدلب وحلب ودير الزور بعد تحريرها من الإرهاب.
إلى ذلك تمت أمس تسوية أوضاع 156 مسلحاً من بلدة تلبيسة ومدينة الرستن شمال مدينة حمص في إطار المصالحات المحلية بعد أن سلموا أنفسهم وأسلحتهم للجهات المختصة وتعهدوا بعدم القيام بأي عمل يمس أمن الوطن والمواطن.
سياسياً، أكد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ضرورة التوصل إلى تسوية سياسية للأزمة في سورية بما يضمن وحدة أراضيها.
وقال المتحدث باسم الرئاسة المصرية بسام راضي في بيان أمس إن السيسي أكد خلال لقائه وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان على ثوابت الموقف المصري المتمثل في التوصل إلى تسوية سياسية للأزمة بما يضمن وحدة الأراضي السورية ويصون مقدراتها ويحقق إرادة الشعب السوري ويرفع المعاناة الإنسانية عنه.