أمريكا تصعّد.. وأوروبا تناور إيران: قدراتنا الدفاعية غير قابلة للتفاوض
وسط أجواء التصعيد الأمريكي ضد إيران لم تحسم أوروبا بعد موقفها وتبدو كمن يمسك العصا من الوسط فهي لا تريد أن تغضب الإدارة الأمريكية وفي الوقت ذاته لا تريد التضحية بمصالحها مع طهران فهي لا تريد إلغاء الاتفاق النووي لكنها توافق على تعديل الاتفاق والتفاوض على ملاحق جديدة “بيان ماي ماكرون ميركل”، وفي ذات الوقت يؤكدون لروسيا التزامهم بالاتفاق ولا بديل عنه اتصال “بوتين ماكرون”.
موقف إيران جاء حاسماً وأكدت أن قدراتها الدفاعية غير قابلة للتفاوض مع أي طرف، مؤكدة أن الاتفاق النووي كان واضحاً وشفاف، ومن غير المقبول العودة إلى التفاوض عليه، واصفة التصريحات المشتركة الأمريكية السعودية عن الدور الإيراني المزعوم في المنطقة بأنه مجر ادعاءات وأكاذيب، وأن منطقة الشرق الأوسط تعيش حالة من التوتر بفعل سياسات البلدين فيها.
وفي السياق أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون خلال اتصال هاتفي بينهما أمس ضرورة الحفاظ على الاتفاق النووي الإيراني، وقال المكتب الصحفي للكرملين في بيان: جرت مكالمة هاتفية بمبادرة من الجانب الفرنسي بين بوتين وماكرون أكد خلالها الرئيسان أهمية الحفاظ على خطة العمل المشتركة وتنفيذها كما جرى بحث عدد من القضايا الملحة الأخرى، ولفت بيان الكرملين إلى أن ماكرون أبلغ بوتين بنتائج زيارته إلى الولايات المتحدة مع التركيز على المحادثات حول الاتفاق النووي الإيراني.
إلى ذلك أكد قائد الثورة الإسلامية في إيران الإمام علي الخامنئي أن أميركا تقف وراء انعدام الأمن وخلق الفوضى في العالم والتسبب بالمصائب للشعوب، وقال: يجب إزالة وجود الولايات المتحدة في غرب آسيا وعليها الخروج من هذه المنطقة. وأضاف إن الولايات المتحدة تحرك دولاً في المنطقة لمواجهة إيران حيث تقوم باستفزاز النظام السعودي لإيجاد الخلاف والنزاع في المنطقة إلا أن هذه الدول ستهزم إن لم تنتهج سبيل العقل ووقفت في وجه إيران لافتاً إلى أنه لا يدعو لقطع العلاقات مع الخارج إلا أنه من الخطأ أيضا الاعتماد على الدول الخارجية.
وأوضح الخامنئي أن إحدى الطرق التي انتهجها الأعداء ضد إيران هي المواجهة الاقتصادية حيث يمكن اعتبار وزارة الخزانة الأميركية غرفة الحرب ضدنا ما يؤكد ضرورة الاهتمام باقتصادنا والاعتماد على القدرات والإمكانيات الذاتية. فيما أكد المتحدث باسم الخارجية الإيرانية بهرام قاسمي أن الشراكة بين الولايات المتحدة والنظام السعودي هدفها زعزعة الاستقرار وإثارة الحروب وتصعيد سباق التسلح والتطرف وزرع العداء وعدم الثقة بين دول المنطقة.
وأوضح قاسمي في تصريح رداً على التصريحات الأخيرة المعادية لإيران لوزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو: إنه ما دامت هذه الشراكة التوسعية بين واشنطن والنظام السعودي قائمة فمن الصعوبة بمكان أن تنعم شعوب المنطقة بالأمن والاستقرار والتنمية البشرية والاقتصادية.
وفي سياق متصل أكد المتحدث باسم الحكومة الإيرانية محمد باقر نوبخت أن موقف بلاده بخصوص الاتفاق النووي واضح وشفاف ولن تتراجع عنه، مشدداً على أن القدرات الإيرانية الدفاعية غير قابلة للتفاوض مع أي طرف، وأوضح نوبخت في تصريح أن الاتفاق النووي هو الوثيقة الوحيدة التي نعترف بها ولن نفاوض على برنامجنا الدفاعي الصاروخي، لافتاً إلى أن إيران لها حضور فاعل في المفاوضات الإقليمية وهي تعمل بجد لاستتباب الأمن والاستقرار في المنطقة ومكافحة الإرهاب.
من جانبه أكد نائب قائد قوات حرس الثورة الإسلامية الإيرانية العميد حسين سلامي في كلمة له خلال الملتقى الوطني للخليج أمس أن الصواريخ الإيرانية رصيد دفاعي وعنصر أساس لقدرات إيران الردعية ولا يمكننا القبول إطلاقاً بالتخلي عن قدراتنا الردعية.
وحول تصريحات وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو خلال زيارته للسعودية ومزاعمه ضد إيران قال سلامي إن أميركا تريد اليوم الإيحاء بأن إيران تشكل عنصراً مهدداً لدول المنطقة لتبرر تواجدها وليصبح بإمكانها بيع أسلحة لا حصر لها لبعض هذه الدول والحصول مقابلها على مئات مليارات الدولارات للخروج من أزمتها الاقتصادية.