الجيش يضيق الخناق على الإرهابيين في الحجر الأسود.. وبدء خروجهم من يلدا وببيلا وبيت سحم
ضيقت قواتنا المسلحة أمس الخناق على المجموعات الإرهابية في الحجر الأسود بعد سيطرتها خلال اليومين الماضيين على أحياء المأذنية والقدم والعسالي والجورة، وتم التوصل إلى اتفاق تسوية يقضي بخروج الإرهابيين في يلدا وببيلا وبيت سحم إلى الشمال السوري، وتحرير الأهالي المحاصرين في كفريا والفوعة ومختطفي اشتبرق والذي بدأ تنفيذه اعتباراً من يوم أمس.
وفي محاولة لتعطيل الاتفاق استهدف إرهابيو داعش في الحجر الأسود بقذائف هاون دوار البطيخة في أطراف المخيم أثناء دخول الحافلات لنقل الإرهابيين وأسفر الاعتداء الجبان عن إصابة 22 مدنياً بجروح.
وفي التفاصيل، واصلت وحدات من الجيش تقدمها على عدة محاور في منطقة الحجر الأسود جنوب دمشق خلال عملياتها على أوكار وتجمعات الإرهابيين بالتوازي مع غارات لسلاح الجو على تحصيناتهم ومحاور تسللهم ما أدى إلى تكبيدهم خسائر بالأفراد والعتاد.
بموازاة ذلك بدأت الإجراءات التنفيذية للاتفاق الذي تم التوصل إليه أول أمس والقاضي بإخراج الإرهابيين من مخيم اليرموك إلى إدلب وتحرير المحاصرين في بلدتي كفريا والفوعة والمختطفين من قرية اشتبرق البالغ عددهم 85 جميعهم من الأطفال والشيوخ والنساء وذلك على مرحلتين.
وأكد مراسل سانا الحربي خروج 5 حافلات من مخيم اليرموك تقل نحو 200 إرهابي مع عائلاتهم ضمن المرحلة الأولى لاتفاق إخراج الإرهابيين من المخيم وتحرير أهالي كفريا والفوعة المحاصرين من قبل الإرهابيين على مرحلتين.
وذكر مراسل سانا الحربي في حلب أن 22 حافلة توجهت فجر أمس من حلب إلى بلدتي كفريا والفوعة بريف إدلب لتحرير المحاصرين فيهما، مبيناً أنه يتم حالياً العمل على تجهيز الحافلات تمهيداً لانطلاقها في وقت لاحق باتجاه معبر العيس جنوب مدينة حلب بنحو 17 كم بمرافقة سيارات الهلال الأحمر العربي السوري.
وأوضح أنه من المقرر أن تنقل الحافلات 1500 من الأهالي المحاصرين في بلدتي كفريا والفوعة ضمن المرحلة الأولى للاتفاق باتجاه معبر العيس ومن ثم باتجاه مركز جبرين للإقامة المؤقتة على الأطراف الشرقية لمدينة حلب الذي جهزته الجهات المعنية بجميع المستلزمات الأساسية، وأضاف: إن دخول الحافلات عبر معبر العيس سيتم بالتوازي مع إخراج الحافلات التي تقل الإرهابيين من مخيم اليرموك باتجاه إدلب.
وفي سياق متصل قامت وحدة من الجيش صباح أمس بتحضير الممر المخصص لدخول الحافلات إلى مخيم اليرموك لإخراج الإرهابيين وذلك بإزالة السواتر الترابية التي أغلقت بها التنظيمات الإرهابية مداخل الشوارع والأحياء السكنية على أطراف المخيم، فيما قامت وحدات الهندسة بتمشيط المدخل الشمالي لمخيم اليرموك للتأكد من عدم وجود أي عبوة ناسفة أو لغم زرعه الإرهابيون الذين حاصروا الأهالي واتخذوهم دروعاً بشرية طيلة السنوات الماضية.
ورضخت التنظيمات الإرهابية بمختلف مسمياتها خلال الأشهر الماضية إلى سلسلة من الاتفاقات بريف دمشق وفقاً لشروط الحكومة السورية وتحت ضربات الجيش العربي السوري المركزة والمكثفة والتي أوقعت خسائر فادحة بهياكل هذه التنظيمات ومتزعميها في مواقع انتشارها في أرياف مدينة دمشق وعلى وقع الانتصارات التي سطرها رجال الجيش خلال عملياته الهادفة للقضاء على الوجود الإرهابي بريف دمشق.
من جهة ثانية ذكر مصدر في قيادة شرطة دمشق أن عدداً من قذائف الهاون أطلقها إرهابيو داعش سقطت عند دوار البطيخة على أطراف المخيم أثناء دخول الحافلات لإخراج الإرهابيين ما تسبب بإصابة 22 مدنياً بجروح متفاوتة.
وفي ريف حمص استهدفت مجموعات إرهابية تنتشر في الريف الشمالي صباح أمس قرية المشرفة بـ 3 قذائف صاروخية أدت إلى وقوع أضرار مادية في منازل الأهالي وممتلكاتهم. كما سقطت قذيفة صاروخية الإرهابيون على حي بابا عمرو ما تسبب بأضرار مادية دون وقوع إصابات بين المواطنين.
ورداً على الاعتداء وجهت وحدة من الجيش رمايات نارية على اتجاه مصادر إطلاق القذائف أسفرت عن تكبيد الإرهابيين خسائر بالأفراد وتدمير نقاط محصنة ومنصات إطلاق لهم.
في غضون ذلك أكد عضو اللجنة الخارجية في التجمع النقابي لتشيكيا ومورافيا وسيلزكو مارتين بيتش أن الولايات المتحدة وحلفاءها من دول الغرب والأنظمة الإقليمية هي من يقف وراء الإرهاب في سورية، وقال إن الجميع بات يعلم أن واشنطن وحلفاءها من دول الغرب مثل بريطانيا وفرنسا هم من صنع تنظيم داعش الإرهابي وغيره من المجموعات الإجرامية ولا أحد يتمتع بتفكير عقلاني الآن يأخذ على محمل الجد كذبها وزعمها بأنها تعمل دفاعاً عن حقوق الإنسان مشدداً على أن هذه الدول ارتكبت الجرائم بحق الشعوب وهي تدعم الإرهاب الدولي بالتآمر مع أنظمة السعودية وقطر وتركيا و”إسرائيل”.
وأوضح بيتش أن العدوان الثلاثي على سورية تم بسبب خشية واشنطن وفرنسا ولندن وأدواتهم من أنظمة المنطقة من الهزيمة النهائية للمجموعات الإرهابية والمتطرفة التي تدعمها مشددا على أن انتصار سورية في معركتها ضد الإرهاب أمر حتمي.
من جهته أكد المقدم الاحتياط في الجيش التشيكي مارك اوبرتيل أن ما ارتكبته الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا في سورية هو عدوان فاضح تم استناداً إلى أكاذيب مماثلة لتلك التي شنت على أساسها اعتداءات مماثلة على العراق وليبيا وصربيا.