“الأمية الثالثة”..!؟
اتهم أحد خبراء التنمية الإدارية، أن أغلب السوريين يعانون مما أطلق عليه “الأمية الثالثة”، وأن لديهم “أنيميا” معرفية ومعلوماتية..!؟.
وأوضح أن تلك الأمية تعني أمية التفكير الإبداعي، أي عدم القدرة على الإتيان بشيء جديد، وتحقيق إنتاج جديد ذي قيمة من أجل المجتمع، وأيضاً عدم استطاعة الفرد أو الجماعة على إنتاج أفكار وحلول جديدة وغير مألوفة استجابة لمشكلة أو موقف مثير.
رغم تحفظنا على ما تقدم نظراً للتعميم المجحف بشموليته، إلاَّ أنه وللحقيقة لا يمكننا الطعن كلياً بما تفضل به الخبير، خاصة وأن هناك الكثير من الشواهد والأمثلة الدامغة -للأسف- التي تدعم رأيه.
تغريدة الخبير برأينا تمثل حكماً عاماً، ولعل علمنا بما يتقلده من دور ومسؤولية في مهمة التنمية الإدارية التي يُشتغل عليها، وعلمنا أيضاً بأنه يعرف ويدرك الواقع الذي أدى به لهذا الرأي، يجعلنا نتفهم ونعي، أن ما أراد قوله ومن الآخر دون الخوض في التفاصيل، كان الهدف منه قرع ناقوس خطر هذه “الأمية” المستشرية اصطناعاً، والمسكوت عنها بدراية وتعمد أو بدونهما..!.
لكننا ولعلمنا من جملة ما نعلمه، نود “التشهير” بمن يعمل على إيصال السوريين، وخاصة المبدعين منهم وهم كثر، لتلك الأمية التي طالما كانت بيد أعداء النجاح الشخصي والجماعي وبالتالي أعداء تطور وتقدم هذا الوطن..، والذين هم بالمقابل أخذين في الازدياد والتحكم والسيطرة..!؟.
على سبيل المثال لا الحصر، حينما نجد مديراً مبدعاً في أحد قطاعاتنا الاقتصادية الهامة والمؤثرة، يقدم حلولاً ابتكارية غير مسبوقة لإخراج قطاعه من الفساد والخسارة والتدمير، يحسب ألف حساب لكل حرف وكلمة يخرجان من فمه، حول تلك الحلول، لمجرد أنه سيُكشف بأنه صاحب تلك الأفكار، فهذا بحد ذاته مصيبة..!.
وتزداد المصيبة كبراً، حينما يحاول التحايل على المصطلحات، والتلميح إلى الكيفية والآلية التي من خلالها سيصل إلى إنجاح ونهضة ما يقوم على إدارته، لمجرد أن هناك من هم أعلى منه وأصحاب قرار لا يعجبهم ما يتم..، سيعمدون إلى الإطاحة به إن هو أعلن للإعلام عما يُحضر له من مخرجات إبداعية تنتقل بقطاعه العام من الفشل إلى النجاح ومن الخسارة إلى الربحية المؤكدة..!؟.
أما مصيبة المصائب، فهي أن يكون ذلك المدير المناسب في المكان المناسب، ولا يستطيع أن يتخذ الحلول والقرارات المناسبة، لأنها ببساطة ستطيح بمصالح ومنافع الدائبين على تكريس “الأمية الثالثة”..!!؟.
قسيم دحدل
Qassim1065@gmail.com