التداخلات والتشابكات تتحكم بالمقدرات والمخصصات.. والتلاعب يحرق مستديرة الرغيف
حماة – منير الأحمد
معاناة مريرة تتكبدها المخابز في محافظة حماة لتتصاعد يومياً وترخي ظلالاً ترهق الحال وتزيد من صعوبة العمل، وهذه المخابز البالغ عددها 270 مخبزاً تنهض اليوم بحاجة أكثر من مليوني مواطن في عموم المحافظة، لكنها اليوم أصبحت تحت قسوة المتنفذين في محاولة التحكم بالمقدرات والمخصصات والتلاعب بما أقرته الأنظمة والقوانين.
ويقول أنس العدس رئيس جمعية الخبازين في حماة: هموم كبيرة باتت تطوق كل تفاصيل العمل، ومن أهمها قلة الدقيق التمويني المخصص للأفران، هذه المعاناة استمرت طوال فترة الأزمة، إلا أنها مسألة ما تزال تؤرق وتحمل أعباء كبيرة تفوق 200 ألف ليرة أسبوعياً لكل مخبز، ففي السابق كانت الشركة العامة للمطاحن تتكفل بعمليات نقل الدقيق وتزويده للأفران بشكل مباشر عن طريق آلياتها وعمالها، ولكن بعد دخول الأزمة توقفت مطاحن حماة عن هذا الدور وألزمت أصحاب الأفران استجرار المادة على نفقتهم بحجة أنه لا يمكن لها تحريك سيارات النقل، واليوم ما تزال المطاحن تتنصل عن القيام بهذا الدور الذي تتقاضى ثمنه أصلاً من أصول الدقيق التمويني المبيع للمخابز وتلزمنا باستجرار المادة على نفقتنا الخاصة خلافاً لما هو معمول به في باقي المحافظات، ورغم الطلب من مدير فرع المطاحن للقيام بدورهم مراراً وتكراراً، ألا أنه اقترح علينا نقل المادة بعد فرض رسوم مضاعفة تصل إلى 800 ليرة للطن، غير تلك المفروضة علينا من أصول الدقيق التمويني، وهذا مخالف للأنظمة والقوانين؛ ولذلك رفضنا ونحن مصرون على إعادة حقنا في تكليف المطاحن بهذا الدور.
وأضاف العدس: لدينا معاناة في وزن كيس الدقيق التمويني من مؤسسة المخابز، حيث يراوح وزن كيس الدقيق الواحد بين 46 و47 كيلو غرام، علماً أن الوزن التمويني المحدد له وفق الكرت القباني 49.5 كيلو غرام، وهو ما يؤشر إلى حالة فساد كبيرة تنهب من حصة أصحاب المخابز يمارسها عمال شركة المطاحن، واليوم يتم تسليمنا مخصصاتنا وفق عدد الأكياس وليس وفق الوزن القباني وهو يحرمنا عشرات الكيلوغرامات عند كل تحميل، مضيفاً أنه تم تشكيل دورية من مديرية تموين حماة بالتعاون مع الجمعية، وتم القيام بجولات على عدة مخابز وتقبين عدة أكياس، ولوحظ هذا الخلل في وزن الكيس.
وبين رئيس جمعية الخبازين أن نقل مادة الخميرة من معمل سكر حمص يتم على نفقة مخابز حماة أسبوعياً، وتفرض على السلة الواحدة أجور نقل تبلغ 125 ليرة، ومن القانوني أن يتم نقل هذه الخميرة بالسيارات المبردة التي تعود لشركة سكر حمص أسوة بباقي الأفران في المحافظات السورية حرصاً على حفظ المادة الهامة للخبز، وحرصاً على صحة وسلامة المواطن، ورغم مطالباتنا المتكررة لننقلها بسيارات شركة حمص. وأشار إلى معاناة الكهرباء التي تحسب وفق التسعيرة التجارية بسعر 48.5 ليرة للكيلو واط، وما هو يرتب مبالغ ضخمة على أصحاب الأفران تصل إلى 200 ألف في كل دورة، و نحن طالبنا بتحويل كهرباء المخابز إلى صناعية بدلاً من تجارية لكوننا نقوم أساساً بصناعة الخبز، كما نطالب بتوحيد سعر المازوت المسلم للأفران، وبدعم سعر المازوت المخصص للمولدات التي تغذي الأفران بالطاقة أثناء فترات التقنين وانقطاع الكهرباء أسوة بمخصصات المازوت المخصصة لإنتاج الخبز والتي تبلغ 140 ليرة، علماً أن بعض المولدات تحتاج كل ساعة عمل إلى 7 ليترات مازوت، أي 1300 ليرة في كل ساعة عمل، وهو ما يحملنا أعباء كبيرة.