الصفحة الاخيرةصحيفة البعث

أبو جانتي: “بس كشكشني بالريالِ”

يعرض على واحدة من الفضائيات الخليجية مسلسل “أبو جانتي” والذي يقوم ببطولته ممثل، تعاون مع الكاتب بجد، على استحضار ثقافة سائقي التكاسي وقيمهم الرفيعة إلى الشاشة الصغيرة، العمل من إخراج “زهير أحمد قنوع” وقصته تحكي عن المواقف والمقالب ويوميات سائق تكسي، لديه “ميتسوبيشي-لانسر” لا يشق لها غبار، وهي الماركة التي حازت في عرف، هذا القطاع من الأعمال بلقب: “ملك العمومي”.

في واحدة من الحلقات تقول الأم الهانئة الوادعة لابنها، في انتقاد لفتاة أجنبية، ممن حملتهم المصادفة إلى ركوب التكسي معه: “إذا كانت تريد أن تبقى سافرة، فلتذهب إلى بلادها، ولا تبقى بيننا”!.

القيم الرائعة التي يتضمنها المسلسل والمعاني السامية لتلك الدراما، والملامح النبيلة لا تقتصر على ذلك فقط، ففي واحدة من الحلقات، يظفر أبو جانتي بزبون خليجي، ويدبر له زيجة، وفي العراضة الرنانة، سوف تصدر معاني رفيعة أخرى وذلك من مستوى (بس كشكشني بالريالِ)، أي أن الشخصية لا يرجو من هذه الحياة إلا أن يحظى بالريالات، يمكن ترجمة العبارة إلى الفصحى فتصبح: (فقط امنحني الريالات).

هنا يمكن التوقف على معنى ذلك النداء السامي، الرفيع، والراقي، بخصوص الريالات، والكشكشة عموما، على ما يبدو أنها لم تكن جملة تُقال في سياق عمل درامي، بل خطة عمل، ومنهجاً، وتعبيراً عن المستقبل المهني للسيد أبو جانتي.

تمّام علي بركات