قرعة متوازنة
لم تخرج قرعة نهائيات كأس آسيا بكرة القدم عن المتوقع بعد أن أوقعت منتخبنا الوطني في مجموعة متوازنة إلى جانب منتخبات: استراليا، وفلسطين، والأردن، لتبدأ بعدها مباشرة التكهنات بهوية أصحاب المراكز المؤهلة للدور الثاني، وتكثر الأحاديث حول طريقة الإعداد المناسب لهذا الحدث الهام، فالكثيرون اعتبروا المجموعة صعبة قياساً ببقية المجموعات، وأنه كان يمكن لنا أن نحظى بخصوم أسهل في الدور الأول، فيما رأى بعض الخبراء أن وجودنا إلى جانب منتخبات سبق لنا أن التقيناها وتمتلك واقعاً شبيهاً بواقعنا هو نقاط لمصلحتنا، وربما يسهم ذلك في تجاوز عقبة هذا الدور بطريقة أسهل من المتوقع.
الكلام الفصل في هذا الموضوع كان لمدرب منتخبنا بيرند شتانغه الذي أبدى تفاؤله، مؤكداً أن من يريد المنافسة عليه تجاوز أي فريق مهما كان اسمه، كما أنه رفض الترشيحات المسبقة التي أشارت إلى إمكانية ذهابنا بعيداً في البطولة، مشدداً على أن الهدف الأولي هو تجاوز دور المجموعات.
وبعيداً عن التفاؤل المفرط وعن التشاؤم المبالغ به فإن المطلوب من منتخبنا في البطولة كبير وكبير جداً، فلم يعد من المقبول بالنسبة لجماهيرنا أن نواصل الإخفاق في البطولة الآسيوية، ونودع من الدور الأول، كما أنه لم يعد مسموحاً لمنتخبنا أن يخسر من منتخبات أقل منه بعد أن وصلت سمعته للعالمية، وبات محط أنظار جميع المراقبين الذين رشّحوه للعب دور متقدم.
وعليه فإن التحضير للبطولة يتطلب وجود برنامج واقعي قابل للتنفيذ بعيداً عن الشعارات الرنانة والوعود غير القابلة للتطبيق، كما يتطلب إجراء مباريات ودية مع منتخبات لها وزنها بعيداً عن منتخبي العراق وقطر اللذين باتا طرفي اللقاءات التحضيرية الدائمين لمنتخبنا.
على العموم الوقت قبل انطلاق الحدث الآسيوي متوفر، وتحضير منتخب منافس لا يتطلب أكثر من ثمانية أشهر في ضوء وجود لاعبينا في أقوى الدوريات، وجاهزيتهم الفنية العالية التي تتطلب تحضيراً مقبولاً، وإدارة جيدة لهم داخل وخارج الملعب حتى نصل للفرحة التي انتظرتها الجماهير طويلاً.
مؤيد البش