“لافارج” تعترف: مولنا “داعش” بعلم الاستخبارات
في محاولة من النظام الفرنسي لإخفاء تورّطه بدعم التنظيمات الإرهابية في سورية، والتغطية على دور الاستخبارات الفرنسية في نقل الإرهابيين إلى سورية وتمويلهم وتسليحهم، عبر إدارتها عن بُعد من قبل شركة الإسمنت الفرنسية الشهيرة “لافارج” بوساطة عسكريين ورجال استخبارات سابقين، وأظهرت الحكومة الفرنسية اهتماماً ملحوظاً بالكشف عن ملابسات تعاون الشركة المذكورة مع إرهابيي داعش وتقديم أموال لهم، وخاصة أنها معنية مباشرة بعدم خروج أي معلومة تشير إلى تورّطها مباشرة بدعم الإرهاب في سورية.
فقد كشف جان كلود فيار المدير السابق للسلامة في مصنع الإسمنت التابع لشركة لافارج الفرنسية التي كانت تقدّم الأموال لتنظيم “داعش” الإرهابي مقابل السماح لها بالعمل في شمال سورية، أنه كان يتواصل مع الاستخبارات الفرنسية ويزوّدها بالمعلومات أثناء عمل المصنع في تلك المنطقة خلال الأعوام الماضية.
وكانت صحيفة لوموند الفرنسية كشفت في عام 2016 عن حصولها على رسائل ووثائق خاصة بشركة لافارج تبيّن العلاقة التي تربطها بتنظيم داعش والاتفاقات التي عقدتها معه بما فيها بيع النفط الذي يسرقه مقابل استمرار الإنتاج في المصنع الذي دشّنته عام 2010 في شمال سورية وبيع السلع والمواد التي تقوم بإنتاجها في المناطق التي ينتشر فيها إرهابيو التنظيم. ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن فيار قوله في اعترافات أدلى بها للقضاة في فرنسا وكشفتها صحيفة ليبيراسون: لم أكن أجري أي فرز للمعلومات التي أنقلها إلى أجهزة المخابرات وقد أعطيت كل المعلومات”، مشيراً إلى أن تلك المعلومات كثيراً ما تمر عبر بريد إلكتروني غامض كان بمنزلة بوابة الدخول إلى جهاز الإدارة العامة للأمن الخارجي في فرنسا، وأوضح فيار الذي وجّهت إليه مع خمسة كوادر آخرين سابقين أو حاليين في لافارج في كانون الأول 2017 تهمة تمويل مجموعة إرهابية في اعترافاته، أنه كان على علم بحقيقة تمويل شركة لافارج للمجموعات الإرهابية في عام 2013 ولاحقاً لتنظيم داعش في عام 2014.
ولفت إلى أنه كان على اتصال مع الرئاسة الفرنسية في تشرين الأول وتشرين الثاني عام 2014، وأنها كانت مهتمة بموقع المصنع في إشارة منه إلى مخططات مستقبلية لها هناك.
وبيّن فيار أنه بعد ذلك بأسابيع قليلة طلب منه المخاطب في أجهزة المخابرات الفرنسية تصميمات المصنع وموقعه على “جي بي اس” حيث قال له: نحن مهتمون بأي عنصر يتعلق بممثلي داعش الذين يتصلون بموظفيكم.
وانضم فيار إلى “لافارج” بعد 40 عاماً أمضاها في وزارة الدفاع ولم يخفِ شيئاً أثناء فترة توقيفه في نهاية 2017 بشأن علاقته بأجهزة المخابرات الفرنسية (الداخلية والخارجية والعسكرية).
يشار إلى أن رئيس شركة لافارج التنفيذي اريك أولسن ترك منصبه بعد إقرار الشركة في نيسان من العام الماضي بدفع أموال إلى تنظيمات إرهابية، كما خلص تحقيق داخلي مستقل إلى أن الشركة أبرمت عبر وسطاء اتفاقات مع تنظيمات إرهابية بينها “داعش” وقدّمت مدفوعات تقدّر بأكثر من 12 مليون يورو كي يبقى مصنعها مفتوحاً في منطقة كان ينتشر فيها الإرهابيون، وكذلك قامت فرنسا إلى جانب الولايات المتحدة وبريطانيا التي أسّست ما يسمّى “منظمة الخوذ البيضاء” وبعض الدول الأوروبية بدعم التنظيمات الإرهابية في سورية على مدى السنوات الماضية بالمال والسلاح وتوفير الغطاء السياسي لها، ووفقاً لإحصاءات رسمية فإن أكثر من ألف فرنسي انضموا إلى هذه التنظيمات بما فيها تنظيم “داعش” الإرهابي.
وكالات