الأمن والأمان.. وتجارة الأسلحة
أكرم شريم
يوجد خطأ إعلامي كبير ترتكبه جميع وسائل الإعلام المحلية والإقليمية والعالمية وهو أن تعتبر أن قرار هذا الرجل (ترامب) بإعطاء القدس عاصمة لإسرائيل، هو قرار أمريكي!. هذا عدا عن أن كل الشعب الأمريكي ومعظم أعضاء حزبه الجمهوري وكل أعضاء الحزب الديمقراطي الآخر يستنكرون كل ما يصدر عن هذا الرجل ويرفضونه، وخاصة علماء النفس الأمريكيين حين تقدموا بالتقارير الطبية بأن هذا الرجل لا يصلح للرئاسة!.. إذن.. وبكل بساطة فإن قراره حول القدس ليس هو قرار الشعب الأمريكي ولا يقبل هذا الشعب ولا أي شعب على وجه الأرض بمثل هذا التخريف من هذا الرجل كثير التخريفات كما هو شائع عنه والذي هو ترامب!.
ولنضرب مثلاً آخر، وهو احتقاره للمرأة وخاصة حين قال: المرأة مجرد لحم!. فهل يقبل الشعب الأمريكي بهذا الرأي، وأن يصبح هذا الرأي هو قرار أمريكي أيضاً!. وتماماً كما تقول وسائل الإعلام بأن إعطاء القدس لإسرائيل هو قرار أمريكي؟!.
فما بالكم إذن حين نتحدث عن تجارة الأسلحة وللمدنيين من الشعب الأمريكي، لأفراد الأسرة في أمريكا.. الأب والأم والابن والابنة، وخاصة حين لا يكون الابن يعرف من هو أباه، ولا الابنة تعرف وذلك حين قال: إن الدستور الأمريكي يسمح بذلك!.
والسؤال الهام هنا: هل يسمح الدستور الأمريكي بذلك دون شروط لاقتناء السلاح؟!. إذن كيف يسمح بانتشار تجارة السلاح من أجل زيادة الأرباح لأحباب ترامب وعلى حساب أرواح شعبه ومواطنيه المدنيين الأبرياء؟!.
فهذا الرجل الغامض يريد النشر والتشجيع على تجارة الأسلحة، وهذا كل ما يهمه ويهم أمثاله من رجال (الأرباح السوداء)!. وهؤلاء ليسوا من رجال الأعمال، لأن كل رجال الأعمال في أمريكا وفي كل شعوب العالم بناؤون ووطنيون وحريصون وإلى أبعد الحدود على مصالح شعوبهم!.
وبدل أن يطلب هذا الرجل (ترامب) تحديد شروط اقتناء السلاح بأقسى الشروط ويكون بذلك ينفذ الدستور أيضاً وبأفضل الشروط، فإنه بذلك يشجع على نشر الأسلحة في كل البيوت والطرقات ووسائل النقل والأسواق والمدارس والجامعات والكنائس والمساجد وحقائب القُصّر أيضاً!.
أنت إذن تاجر أسلحة غير قانوني وتنفذ الدستور بشكل غير دستوري وبالتالي غير قانوني، فأنت إذن تاجر قاتل، وكل همّك نشر القتل والحصول على الأرباح من ذلك، فكم أنتِ مظلومة يا قدسنا العظيمة.. يا عاصمة السماء!. وهكذا تكون النصيحة اليوم أن الشعب الأمريكي الحر، وكل الشعوب حرة وعظيمة لا يمكن أن يسكت، ويجب ألا يسكت عن هذه الفضيحة العالمية لسمعته ومستقبله ويجب أن يسعى وبكل ما أوتي من قوة لتحقيق الأمن والأمان له ولكل من يستطيع مساعدتهم من الشعوب وبشكل دائم ومستمر وعلى عكس ما يخطط وينفذ أعداؤنا وأعداء الشعوب!.