الزراعة في طرطوس.. مشكلات وتحديات متعددة.. وجهود لدعم الفلاحين
للزراعة أيضاً مشاكلها ومصاعبها كغيرها من القطاعات الاقتصادية التي تسهم في تحسين الوضع الاقتصادي والمعيشي للسكان، خاصة في محافظة تعد زراعية بالدرجة الأولى مثل طرطوس، والتي تشتهر بعدد من الزراعات أهمها: /الزيتون، الحمضيات، الزراعات المحمية، الخضروات/ بحسب تيسير بلال مدير الزراعة والإصلاح الزراعي في طرطوس، ويبيّن بلال أن المديرية تقدم كافة التسهيلات لدعم المزارع من مهندسين زراعيين، وفنيين اختصاصيين يقدمون الاستشارات والمعلومات اللازمة لأي محصول، والقيام بعمليات التراخيص اللازمة للمشاريع الزراعية، ومراقبة جودة ونوعية مستلزمات الإنتاج.
أضرار مختلفة
وأضاف: لقد تعرّضت المحاصيل التي تمت زراعتها إلى أضرار بسبب الأحوال الجوية السائدة في الشتاء من صقيع ورياح، وغيرها من عوامل الطقس، ولكن بشكل أقل من السنوات الماضية، وكانت محدودة هذا العام مقارنة بأعوام سابقة بسبب عدم حصول ظواهر مناخية سيئة، وكانت كمية الأضرار المفقودة من الخضروات المحمية /286/ طناً تركز أغلبها في مدينة طرطوس وبانياس، حيث بلغ إنتاج المحافظة من البندورة للعام الماضي /464780/ طناً، والبطاطا الصيفية /2031/ طناً، والبطاطا الربيعية /68543/ طناً، في حين بلغ عدد البيوت البلاستيكية للعام الحالي/136703/ بيوت بلاستيكية موزعة على مساحة المحافظة.
أسعار تشجيعية
وأكد أن مديرية الزراعة تقدم آليات استصلاح الأراضي بأسعار تشجيعية لتشجيع المزارعين أصحاب الأراضي غير القابلة للزراعة على استصلاح الأراضي، وجعلها ممكنة وصالحة للتوسع في مساحات الأراضي المزروعة، وبالنسبة لإعداد الخطة الزراعية لمحافظة طرطوس يتم ذلك وفق أسس محددة تأخذ بعين الاعتبار الأهداف العامة، والاستراتيجيات والبرامج المحددة لتحقيق النمو بالقطاع الزراعي، إضافة للأسس المعتمدة من قبل وزارة الزراعة التي تلحظ صغر الحيازات وتبعثرها، والإمكانيات المتاحة من الموارد الطبيعية في الخطة الزراعية لمحافظة طرطوس، وبيّن أن الإنتاج المخطط من البطاطا الربيعية /70/ ألف طن، والبندورة المحمية /485/ ألف طن، وأشار مدير الزراعة إلى أهم الصعوبات التي تواجه الفلاحين كارتفاع أسعار مستلزمات الإنتاج، وعدم تناسبها مع أسعار المبيع، وخاصة الحمضيات، كما أشار إلى أن كافة أراضي المحافظة القابلة للزراعة مستثمرة، ولا توجد أراض غير مستثمرة.
بشكل كثيف
وتحدث مضر أسعد، رئيس فرع اتحاد الفلاحين في طرطوس، عن محصول التبغ الذي تتركز زراعته بشكل كثيف في القدموس- الشيخ بدر- بانياس، وقسم في صافيتا والدريكيش، وبلغت قيمة الكمية المسوقة من التبغ ملياراً و250 مليون ل.س، كما تركزت زراعة التنباك في السهل، وكان المحصول جيداً هذا العام، وهناك تضخم في مساحة الأراضي المزروعة بالتنباك بسبب الأسعار الجيدة المقدمة من الحكومة لهذا المحصول، وبالنسبة للزيتون كان الموسم جيداً هذا العام، وبلغ الإنتاج من الزيت /23/ ألف طن، لكن تصريفه قليل بسبب عدم وجود تصريف خارجي، والكميات كبيرة، ومن المتوقع أن يكون الموسم القادم من الزيتون جيداً أيضاً، وعن زراعة التفاح بيّن أسعد أن الإنتاج هذا العام بلغ /18/ ألف طن، وتتركز زراعته في مشتى الحلو، والدريكيش، وقسم في الشيخ بدر، لافتاً إلى أن زراعة التفاح أصبحت قليلة بسبب قلة الدعم لهذا المنتج، وعدم وجود سوق لتصريف المنتجات، أما بالنسبة للحمضيات فبلغ الإنتاج هذا العام /256/ ألف طن سوق منها بدعم من الحكومة أكثر من 8 آلاف طن، وهو رقم يعتبر جيداً بالنسبة للأعوام السابقة، وبأسعار جيدة، وكانت خطوة إيجابية.
ولفت رئيس اتحاد الفلاحين إلى أن الصعوبات التي تواجه الفلاحين كثيرة، وكل زراعة لها خصوصية معينة، بالإضافة إلى أن لكل منطقة زراعية احتياجات مختلفة عن المنطقة الأخرى، ومن أهم الصعوبات: عدم وجود سوق لتصريف المنتجات، وأسعار هذه المنتجات منخفضة، بالإضافة إلى ارتفاع تكاليف مستلزمات الإنتاج، ولفت أسعد إلى أن اتحاد الفلاحين يسعى دائماً لمتابعة مشاكل الفلاحين، ومعرفة طلباتهم، والصعوبات والمعوقات التي تواجه عملهم، وإيصال صوتهم للجهات المعنية للنظر بمشاكلهم وحلها، بالإضافة إلى العمل على تحسين الحالة الإنتاجية في كافة المحاصيل.
رشا سليمان