مدفيديف رئيساً للحكومة الروسية الجديدة
غداة تنصيب فلاديمير بوتين رئيساً لروسيا الاتحادية لولاية رابعة مدتها ست سنوات، وطرحه اسم دميتري مدفيديف مرشحاً لرئاسة الحكومة الجديدة، وقّع بوتين مرسوماً بتعيين مدفيديف رئيساً للحكومة بعد أن وافق مجلس الدوما الروسي على تعيينه. وصوّت إلى جانب تعيين مدفيديف 374 نائباً من أصل 433، وعارض تعيينه 56 نائباً. وقبل التصويت، ألقى الرئيس بوتين كلمة أمام مجلس الدوما، اعتبر فيها عمل الحكومة برئاسة مدفيديف، والتي قدمت الاستقالة يوم 7 أيار ناجحاً، مشيراً إلى أن مدفيديف ترأس الحكومة في فترة صعبة، لكن الحكومة نجحت في التعامل مع الظروف الطارئة التي واجهت البلاد والحفاظ على آفاق التنمية وزيادة القدرات على المدى المتوسط والبعيد، وقال: إن الدور الرئيسي في تكوين النظام يقع على عاتق الحكومة لذلك يجب أن تكون قوية ومسؤولة ومستعدة لاتخاذ إجراءات متسقة وحاسمة. وبشأن مرسومه حول الأهداف الوطنية والمهام الاستراتيجية، أشار بوتين إلى أن تحقيق كل الأهداف الواردة فيه سيتطلب جهوداً مشتركة من كافة أجهزة السلطة التنفيذية والتشريعية والقضائية بالإضافة إلى تكاتف المجتمع.
وبعد التصويت، قدّم مدفيديف الشكر للنواب على منحه الثقة، مؤكداً أنه يعي المسؤولية والصعوبات التي ستواجه الحكومة الجديدة، وقال: إن تنفيذ خطة الرئيس الاقتصادية الجديدة تتطلب إيرادات إضافية تبلغ 126 مليار دولار، مشيراً إلى أن الخطة تستوجب زيادة الإنفاق في المجالات ذات الأولوية إلى 25 ترليون روبل، ما سيتطلب إيرادات إضافية بنحو 8 تريليونات روبل (حوالي 126 مليار دولار).
وأضاف: إن زيادة الصادرات وتنويع مصادر الدخل وتقليص دور الحكومة في العملية الاقتصادية ستكون إحدى مهام الحكومة الجديدة”، مستبعداً حدوث أية تغيرات في الوقت الراهن على ضريبة الدخل للأفراد.
وكان الرئيس بوتين صادق بعد مراسم تنصيبه على مرسوم تنمية روسيا، والذي تضمن الأهداف الوطنية والمهام الاستراتيجية لتنمية البلاد حتى العام 2024، والذي سيكون برنامج عمل الحكومة الجديدة.
ومن بين المهام الأساسية العمل على الارتقاء بالاقتصاد الروسي ليدخل حتى العام 2024 ضمن الاقتصادات الخمسة الكبرى في العالم، وزيادة الصادرات غير المتعلقة بالخامات لتصل قيمتها إلى 250 مليار دولار في السنة بحلول عام 2024. كذلك العمل على تحسين الظروف السكنية لـ 5 ملايين عائلة سنوياً، وتحقيق زيادة في مستوى متوسط العمر المتوقع في روسيا ليبلغ 78 سنة حتى عام 2024 و80 سنة حتى عام 2030.
من جهة ثانية، أكد القائم بأعمال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن روسيا منفتحة على الحوار وتسعى لعدم تكرار فظائع الحرب العالمية الثانية وتتصرف بشكل لا يلحق الضرر بأمن أي دولة وتؤكد استعدادها لإيجاد توازن بالمصالح المتبادلة.
وقال لافروف خلال وضع أكاليل زهور على نصب تذكارية لدبلوماسيين سوفيتيين قتلوا أثناء الحرب العالمية الثانية: روسيا لن تتصرف أبداً على نحو يلحق الضرر بأمن أي دولة ونحن منفتحون دائماً على الحوار الصادق والصريح الذي يعتمد على احترام مصالح جميع الشركاء والسعي لتحقيق توازن بين هذه المصالح، مشدداً على أن موسكو مستمرة في انفتاحها على الحوار، وأنها ستدعم هذه المبادئ باستمرار وستعمل كل ما بوسعها لضمان عدم تكرار الفظائع التي عانت منها الإنسانية خلال الحرب العالمية الثانية.
وأشار لافروف إلى أن حقيقة التهديدات المشتركة والعدو المشترك سمحت للدول التي لها إيديولوجيات متعاكسة أن تتوحد من أجل النصر المشترك، مضيفاً: أنا مقتنع بأنه يجب علينا جميعاً أن نتعلم من هذه التجربة التي لها أهمية خاصة فيما يتعلق بالوضع العالمي اليوم.