أنظمة الخليج تنشر الإرهاب.. وتغدق الأموال لإسكات أصوات الفلسطينيين
تتوالى التقارير في الصحف الغربية حول دور الأنظمة الخليجية في صناعة الإرهاب وتمويله ودعمه، بالإضافة إلى الخشية المتزايدة من انتشار هذا الإرهاب بقوة في المجتمع الغربي بعد أن فقدت الدول الداعمة له السيطرة عليه، في وقت تقوم ذات الأنظمة بكل ما في وسعها لسدّ كل الطرق في وجه الشعب الفلسطيني لنيل حقوقه المشروعة التي كفلها له القانون الدولي في مقاومة الاحتلال الاستيطاني العنصري الصهيوني لأرضه.
وفي إطار الدور الوظيفي لهذه الأنظمة العميلة كانت مطالبة ولي عهد النظام السعودي محمد بن سلمان الفلسطينيين بالسكوت عن حقوقهم، حيث أعلن أن عليهم أن يوافقوا على الجلوس إلى طاولة التفاوض، وإن لم يفعلوا ذلك فعليهم أن يخرسوا ويكفّوا عن الشكوى، وذلك تنفيذاً للمخطط الأمريكي الصهيوني المسمى “صفقة القرن” لتصفية القضية الفلسطينية، وجاءت اليوم مشيخة قطر لتدفع الأموال للفلسطينيين في قطاع غزة بالتنسيق مع كيان الاحتلال الإسرائيلي في محاولة لإسكات صوت الشعب الفلسطيني المقاوم للاحتلال، وليس ذلك لإعمار ما هدمه العدو الإسرائيلي، أو لرفع معاناة الشعب الفلسطيني بسبب الحصار الجائر عليه، بل لإجهاض أي جهد فلسطيني قبيل مسيرات العودة الكبرى المقررة في الخامس عشر من الشهر الجاري في الذكرى السبعين للنكبة التي تأتي هذا العام متزامنة مع تنفيذ الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قراره المشؤوم بنقل سفارة بلاده إلى مدينة القدس المحتلة منتهكاً كل الأعراف والقوانين الدولية.
وكانت مصادر صحفية ذكرت أن مشيخة قطر تنسّق مع سلطات الاحتلال الإسرائيلي لدفع 14 مليون دولار إلى الفلسطينيين في قطاع غزة تحت مزاعم إنسانية، ولكن الهدف الحقيقي هو العمل على تهدئة الأوضاع في القطاع قبيل مسيرات العودة الكبرى عبر استغلال معاناة الشعب الفلسطيني من الحصار الخانق الذي تفرضه سلطات الاحتلال عليه منذ أكثر من عشر سنوات.
وادّعى سفير المشيخة في الأراضي الفلسطينية المحتلة محمد العمادي أن تقديم تلك الأموال جاء في إطار ما سماه “منحة عاجلة” إلى سكان القطاع، زاعماً أنها تستهدف قطاعات التعليم والصحة والإسكان والاحتياجات الخاصة ولسدّ النقص الموجود في رواتب الموظفين، بينما أشارت المصادر إلى أن العمادي يعمل حالياً على حث الفلسطينيين على عدم التصعيد خلال مشاركتهم في مسيرات العودة المتواصلة منذ الـ30 من آذار الماضي، وأنه ينسّق هذا الأمر مع سلطات الاحتلال التي تخشى خروج الأوضاع في غزة عن السيطرة.
ولا يستطيع المراقب لما يجري في المنطقة أن يفصل تآمر الأنظمة الخليجية على الدول العربية التي ترفع راية المقاومة في وجه الهيمنة الغربية عن خطوات التطبيع العلنية التي تقوم بها تلك الأنظمة والمشايخ مع كيان الاحتلال الإسرائيلي، حيث يتواصل عقد اللقاءات مع مسؤولي الكيان والتنسيق معهم، فضلاً عن السماح للاعبين إسرائيليين بالمشاركة في فعاليات رياضية أقيمت على أراضيهم.
من جهة ثانية، تعالت الأصوات في أوروبا للمطالبة بفضح هذه الأنظمة وتعريتها أمام الرأي العام الغربي، حيث أكد المحلل السياسي السلوفاكي مارتين باغو أن أنظمة السعودية وقطر والإمارات تقف وراء انتشار الإرهاب في الشرق الأوسط ومنه إلى أوروبا والعالم.
وقال باغو في مقال نشر على موقع “اينفوينا” الالكتروني: “إن أنظمة هذه الدول الثلاث قدّمت الدعم الواسع للتنظيمات الإرهابية في سورية سواء من ناحية التمويل، أم تقديم الدعم اللوجستي من خلال التدريبات وتقديم السلاح لهم، وبالتالي فهي تتحمل المسؤولية المباشرة عن كل ما ارتكبته هذه التنظيمات من جرائم في سورية”، وفي السياق ذاته جاء انتقاده توقيع الحكومة السلوفاكية مؤخراً مذكرة تعاون مع الإمارات تقوم بموجبها المنشآت الصحية السلوفاكية بتقديم الرعاية الطبية للقوات الإماراتية التي تشارك في العدوان السعودي على اليمن.
وقال: إن القوات الإماراتية بالتعاون مع القوات السعودية تقوم بشكل مخالف للقانون الدولي بالاعتداء على اليمن، وترتكب المجازر بحق شعب هذا البلد، مشدداً على أن سلوفاكيا تنحدر بمستواها الأخلاقي إلى الدرك الأسفل عندما تدعم أنظمة تقوم بممارسات تعود إلى القرون الوسطى وتدعم الإرهاب الدولي.
البعث- تقارير