مفهوم الشهادة موسيقياً
“سلم ع الشهدا اللي معاك، سلم ع اللي هناك” أغنية شيرين عبد الوهاب التي عبّرت عن وداع الشهداء، والتي لامست بشفافية أحزان سورية على شهدائها العسكريين والمدنيين، وتميزت بألحانها الحزينة لخالد عزّ، كانت حاضرة في محاضرة الباحث وضاح رجب باشا في المركز الثقافي العربي –أبو رمانة- عن”مفهوم الشهادة موسيقياً” لتتقابل مع صوت فيروز الحزين بالوصف الموجع بأغنية” غاب نهار آخر”.
استرجع الباحث أحداثاً منذ بداية القرن الماضي حتى الآن عصفت بالأمة العربية وكانت مثار تأجيج مشاعر الانتماء إلى الوطن والتمسك بالأرض، فأوجدت أروع الأغنيات التي مجدت بالشهيد والوطن، وصولاً إلى حرب تشرين التحريرية التي أعادت إلى العرب كرامتهم، لتبقى أغنية سورية يا حبيبتي هي الأجمل والأبقى.
استهل الباحث باشا المحاضرة بتعريف الشهادة التي تعني الموت في سبيل الله، مبيّناً بأن الإسلام لم يفرض على المرء الموت إلا دفاعاً عن نفسه أو أرضه أو ماله، وبأن الإسلام لم ينتشر بالسيف حتى بالفتوحات فكثير من المدن فُتحت بدعوة سلمية، ليصل إلى التناقض مع الفكر التكفيري وما قام به الإرهابيون على أرض سورية.
الإيقاعيات وروح الأغنية
بدأ بالسرد التاريخي منذ حادثة دنشواي 1906وغناء محمد عبد الوهاب أول أغنية وطنية عام 1917وتبلور موسيقا الشهادة وحبّ الوطن بأغنيته”حبّ الوطن فرض عليه، أفديه بروحي وعينيا” ليتابع الباحث عن تأجيج الصراع نتيجة الحرب العالمية الأولى وتضرر المنطقة العربية الواقعة تحت حكم العثمانيين، وصولاً إلى حادثة إعدام الشهداء 1916ومن ثم معاهدة سايكس بيكو والثورة السورية الكبرى. وتحدث عن ثورة سعد زغلول بمصر فغنى عبد الوهاب النشيد الوطني ألحان سيد درويش”بلادي بلادي، مصر يا أم البلاد”.
وكان لقرار تقسيم فلسطين وقع كبير على العرب انعكس بالموسيقا والغناء فغنى محمد عبد الوهاب، كلمات الشاعر علي محمود طه”أخي جاوز الظالمون المدى، لتلتقي هذه الأغنية بأغنية فيروز التي غنتها بصوت حزين شابه نغمات تآلف الناي والكمنجة في المقدمة الموسيقية”غربتنا زادت نهار”.
أما مفاجأة الأمسية التي أطلقها الباحث باشا فكانت بالحديث عن أغنية أم كلثوم”مستحيل تفريق قلوب” التي غنتها عقب الانفصال الذي تألمت منه عام 1961وبدا فيها الإحساس القومي بقوة وقد غنتها مرة واحدة بالإذاعة ثم منعت”اسمعوا وسمعوا المستعمرين، مستحيل تفريق قلوب المولى جمعها في الطريق”. ثم غنت عقب ثورة 23 تموز ” ثوار ثوار لآخر مدى” وحضرت رائعة عبد الوهاب التي تميزت بالإيقاعيات المتأججة التي أصبحت إحدى سمات موسيقا أغنيات الشهادة والوطن” دقت ساعة العمل الثوري في كفاح الأحرار”.
وتطرق الباحث لحرب تشرين التحريرية التي أعادت للعرب هيبتهم وكرامتهم وأوجدت الكثير من الأغنيات لتبقى سورية يا حبيبتي الأغنية الأجمل لنجاح سلام، وليبقى الشهيد حياً بأغنية “ابني حبيبي” لشريفة فاضل.
ويتابع الباحث باشا الأحداث في تاريخ المنطقة وصولاً إلى أحداث الحرب اللبنانية عام 1982 لتغني فيروز “بحبك يا لبنان” ليختتم الباحث محاضرته بالحديث عن الحرب السورية في مواجهة الإرهاب وعن شهداء سورية في كل مناطقها ومن كل الشرائح، عن كل فرد كان يقوم بعمله وواجبه تجاه وطنه واستشهد بنيران الغدر.
ملده شويكاني