“الانتصار السوري وانعكاساته” في ملتقى البعث للحوار في دمشق
دمشق– محمد عرفات:
استضاف ملتقى البعث للحوار الذي أقامته قيادة فرع ريف دمشق للحزب أمس الباحث ميخائيل عوض للحديث عن “الانتصار السوري وانعكاساته العربية والدولية”، وأدار أعمال الملتقى الرفيق عمار عرابي رئيس مكتب الإعداد والثقافة والإعلام الفرعي.
بدايةً، أشار الرفيق عرابي إلى أن انتصار الوطن على العدوان الشرس الذي تعرّض له، جاء بعد تضحيات كبيرة وصمود عظيم أبداه السوريون طوال الأعوام السبعة الماضية، مبيناً أن هذا الانتصار ما كان ليتحقق لولا حكمة وحنكة السيد الرئيس بشار الأسد وبطولة وشجاعة قواتنا المسلحة وتلاحم شعبنا في وجه المؤامرة التي دبرت له.
وفي تقديمه للأستاذ ميخائيل عوض، أوضح عرابي أن عوض كان من الأشخاص الأوائل الذين راهنوا على انتصار الوطن على العدوان بالرغم من الظروف القاسية والشديدة الوطأة التي رافقت بدايات المؤامرة على سورية.
واستهل عوض ورقة عمله بوصفه الانتصار السوري بالإعجازي، والتأكيد على أن الولايات المتحدة كانت ستهزم وتندحر في شهور قلائل، لو تعرضت لما واجهته سورية خلال الأعوام الماضية من حشد لمرتزقة وعصابات تكفيرية من مختلف أصقاع الأرض، وضخ لمليارات الدولارات في سبيل تدميرها وبث الفرقة والخلاف بين أفراد مجتمعها، ورأى أن ما واجهه السوريون لا يمكن وصفه إلا بالحرب العالمية العظمى، مؤكداً أن ما أسفر عن الحربين العالميتين لا يعادل النتائج التي ستتمخض عن انتصار سورية، ومعللاً ذلك بأن هذا الانتصار غيّر من القواعد الناظمة للعلاقات بين الأمم والقارات، حيث أدى إلى نشوء عالم جديد له سماته الخاصة به.
ورأى أن هذا الانتصار كان له دور كبير في إثبات خطأ نظريات وقواعد سياسية، من قبيل أن المركز هو من يؤثر في الأطراف ويتحكم بها، مؤكداً أن العدوان على سورية وصمودها أنتج تأثيرات سياسية على بقاع شتى في العالم، الذي لم يعد كما كان قبل بدء المؤامرة، وأوضح أن المسألة القومية عادت مجدداً لتكون أساساً محورياً في تحريك سياسيات الدول، ضارباً مثالاً على ذلك بما طرحه دونالد ترامب مراراً بخصوص “أميركا أولاً” واستيائه من العولمة، ونتائجها على أميركا، وبصعود نجم الحركات القومية اليمينية في دول الاتحاد الأوروبي الذي يتجه رويداً رويداً نحو التفكك.
كما أكد عوض أن صمود السوريين وانتصارهم سيعيد رسم خارطة المنطقة وتوازناتها، وأن انسحاب أميركا من المنطقة سيعني لا محالة اندحار مشروعها ومخططاتها وحصر دورها داخل حدودها، موضحاً أن هذا الأمر سيعني أيضاً بداية تضعضع حكم مشايخ الخليج وانهيار حكمهم بسبب زوال الحماية الأميركية عنهم التي تطرق ترامب إليها حين أكد أن هؤلاء لن يبقوا في الحكم إن انسحبت الولايات المتحدة من المنطقة.
ورأى الحضور في مداخلاتهم أن أبرز تأثيرات صمود الوطن وانتصاره يتمثل بعودة أجواء الحرب الباردة بين الولايات المتحدة وروسيا وزوال ظاهرة القطب الدولي الواحد من خلال صعود روسيا والصين في مقابل انكفاء الولايات المتحدة، كما أشاروا إلى أنه بينما كان السوريون يظهرون صموداً منقطع النظير في مواجهة العدوان، كانت نار الخلاف تتأجج بين مشايخ الخليج الذين بات حكمهم على شفير الهاوية.
حضر أعمال الملتقى الرفاق أمين وأعضاء قيادة فرع ريف دمشق للحزب، وقيادات الشعب والفرق في الفرع.