ثقافةصحيفة البعث

الحركة التشكيلية في طرطوس متقدمة ومتسارعة وثقافة اقتناء العمل الفني غير ناضجة

 

للفن أهمية كبيرة في المجتمع كونه يوثق وينقل كل ما هو مرئي أو غير مرئي بصياغة جمالية غير مألوفة للإنسان العادي، وبالتالي يخلق حالة مجتمعية حضارية راقية تساهم بشكل كبير في تقدم أي بلد، ويرى الفنان التشكيلي سليمان حسن أحمد رئيس فرع اتحاد الفنانين التشكيليين في طرطوس أنه من هنا يبرز دور الفن في نقل أي مجتمع إلى درجة متقدمة من الحضارة والتطور، لأن الشعوب تقاس حضارتها بمدى اهتمامها بالثقافة على اختلاف أنواعها وصنوفها، ويعتبر أن الفن التشكيلي هو حالة من الإبداع والابتكار والتجديد من خلال إحدى الفنون المتمثلة في (الرسم، النحت وتفرعاتهما) وبالتالي خلق حالة جمالية تترك أثرا في المتلقي قد يكون سلبياً أو إيجابياً.
ويرى أحمد أن الفن التشكيلي في طرطوس جيد من حيث المعارض والملتقيات /تصوير ونحت/ أو من حيث عدد الفنانين التشكيليين ومستواهم الفني المتقدم، مع الأخذ بعين الاعتبار اختلاف تجاربهم الفنية ومدارسهم وخبراتهم، ويضيف أن لفرع الاتحاد في طرطوس دور هام وأساسي في تطور الفن في المحافظة باعتباره الإطار الرسمي والحاضن لكل الفنانين الأعضاء، والذين يشكلون الأغلبية ممن يمارسون الفن، ورغم ذلك لايتوانى فرع الاتحاد عن رعاية أي نشاط مهما كان وتقديم الدعم له حتى ممن هم خارج الاتحاد، لذلك حظينا بالحركة الفنية التشكيلية في المحافظة بخطوات متقدمة ومتسارعة من خلال المعارض المتلاحقة على مدار العام داخل وخارج المحافظة، وتنفيذ الملتقيات الفنية من تصوير ونحت وبحسب الإمكانات المتوفرة.
وبين أحمد أنه يتم الحرص من قبل الفرع على العمل الجاد لتنفيذ الخطة السنوية كاملة والتي تشمل المعارض الجماعية والفردية والملتقيات والندوات التي ستقام في كل شهر من السنة، حيث تم خلال العام الماضي تنفيذ نشاطات متنوعة أهمها (معرض الربيع2017- معرض جماعي في مهرجان باب الشمس- المعرض السنوي لفناني فرع طرطوس..) وتم خلال هذا العام تنفيذ معرض الربيع 2018، معرض لفناني اللاذقية، معرض ضمن فعاليات (مهرجان طرطوس الثقافي، مهرجان الجلاء) وثلاث ندوات شعرية وموسيقية وفنية.
أما عن اختصاصات الفنون التشكيلية التي يختص بها فنانو طرطوس فبيّن أحمد أنها متنوعة ولها تفرعات رئيسية وهي (الرسم والتصوير، النحت، الغرافيك، الإعلان، الديكور) وهناك اختصاصات دخلت حديثاً مثل تصميم الأزياء والكاريكاتير وجميع هذه الاختصاصات موجودة ولها حضور على الساحة الفنية في المحافظة، ولكن بنسب متفاوتة وحسب ظروف كل فنان وطبيعة اختصاصه.
ويشير أحمد إلى أن الفنان التشكيلي في طرطوس غير متفرغ للعمل الفني بشكل كامل وهي من أهم الصعوبات التي تواجه عمل الفنان، لأنه مدرس وموظف أو يعمل في ميادين أخرى ليؤمن متطلبات الحياة، ومع ذلك رغم المعاناة هناك قسم كبير منهم يدخرون وقتهم لممارسة العمل الفني، ويعتبر الفنان أحمد أن ثقافة الاقتناء للعمل الفني ما زالت غير ناضجة في مجتمعنا سواء عند المواطن العادي أو على المستوى الرسمي، ويؤكد أن استمرار المعارض الفنية والملتقيات لا بد أن يخلق حالة من الاهتمام بالفنان وعمله، وفي هذا الإطار لابد أن يلقى فرع الاتحاد كمنظمة رسمية والفنان التشكيلي كل الدعم من أصحاب القرار ومن الفعاليات الأهلية سواء بدعم الأنشطة التي تقام ماديا أو من خلال الدعم المباشر للفنان باقتناء أعماله، لأنه يستحق كل الرعاية والاهتمام من أجل الاستمرار في الإبداع وتقديم أعمال فنية ترتقي بالفنان السوري الملتزم بأرضه ووطنه، ومواكباً لانتصارات جيشه على الإرهاب في كل بقعة من أرض سورية، وليأخذ الفنان السوري موقعه الطبيعي في بلده أولاً وإقليمياً وعالمياً ثانياً، لأن الفن حالة إبداعية نادرة الحدوث لابد أن نحافظ عليها ونقدم لها كل ما تستحق من أجل أن تبصر النور.

رشا سليمان