1.3 مليون عاطل عن العمل في المغرب
لم يعد النمو الاقتصادي كافياً على رغم تحسنه لاستحداث مزيد من فرص العمل للشباب الخريجين، أو تقليص معدلات البطالة المرتفعة في المدن المغربية الكبيرة التي تنتشر فيها المهن الهامشية أو الباعة الجوالون لتحصيل بعض الدخل ولاسيما بعد تعذر الحصول على وظيفة ملائمة. وأفادت الإحصاءات الرسمية بازدياد عدد الناشطين في سوق العمل بنسبة 0,8% ما عمّق أزمة سوق العمل والخلل في المعادلة بين العرض المحدود والطلب المتزايد، إذ بلغ عدد العاطلين عن العمل 1,3 مليون شخص.
وحذّرت مؤسسات وطنية ودولية من أخطار ارتفاع بطالة المتعلمين، حيث ارتفعت البطالة من نحو 8% إلى 10,4%، وهو الأعلى في منطقة الشرق الأوسط وشمالي إفريقيا، ونما الاقتصاد المغربي خلال العام الماضي بنسبة 4,4%، لكن المناصب التي استُحدثت لم تتجاوز 86 ألف وظيفة في مقابل دخول 180 ألف طالب عمل، أي إن وتيرة النشاط الاقتصادي تراجعت ثلث نقطة وباتت تقّدر بـ 46,7%. في حين كان يجب أن تكون النسبة 55% لمنافسة الدول الصاعدة. وتعاني المرأة المغربية من البطالة أكثر من الرجل لأسباب اقتصادية وثقافية في مجتمع محافظ. إذ يقدّر معدل البطالة لدى النساء بـ 10 ملايين، وهنّ لا يستفدن من أي دخل، بل تراجعت مساهمة المرأة في النشاط الاقتصادي. وهناك أكثر من 860 ألف شاب وشابة يبحثون عن عمل منذ فترة طويلة، وهذا وضع مقلق ويكشف عن وجود أزمة داخل أزمة أخطر على مصير التماسك الاجتماعي، قد تدفع نحو التهميش ومضاعفاته وتداعياته المختلفة على البلد. ويُنظر إلى موضوع البطالة في المغرب كنقطة سوداء في الأداء الاقتصادي.