روسيا: أستانا المقبل يبحث توحيد الجهود للقضاء على “داعش” و”النصرة” الجيش يطوق التكفيريين في الحجر الأسود.. ويلدا وببيلا وبيت سحم خالية من الإرهاب
طوقت قواتنا المسلحة أمس فلول المجموعات الإرهابية المتبقية في الجزء الشمالي من الحجر الأسود، ووجهت لهم سلسلة ضربات دقيقة، أسفرت عن تكبيدهم خسائر كبيرة في العديد والعتاد وسط حالة من التخبط والفرار بين أفرادها.
وفيما انتهت عملية إخراج الإرهابيين الرافضين للتسوية وعائلاتهم من بلدات يلدا وببيلا وبيت سحم لتصبح خالية من الإرهاب تمهيداً لدخول مؤسسات الدولة إليها، بدأ وصول الحافلات إلى مدينة الرستن لنقل الدفعة الثالثة من الإرهابيين غير الراغبين بالتسوية وعائلاتهم من ريفي حمص الشمالي وحماة الجنوبي إلى شمال سورية.
سياسياً، جدد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف التأكيد على ضرورة الحل السياسي للأزمة في سورية وفق قرار مجلس الأمن الدولي 2254 الذي يؤكد على سيادة سورية ووحدة أراضيها، فيما أعلن نائب وزير الخارجية ميخائيل بوغدانوف أن اجتماع أستانا المقبل سيبحث يومي الرابع عشر والخامس عشر من أيار الحالي مناطق خفض التوتر، بينما الأمر الأساسي هو وقف الأعمال القتالية، وتوحيد الجهود من أجل القضاء المبرم على إرهابيي داعش والنصرة.
وفي التفاصيل، نفذ سلاحا الجو والمدفعية في الجيش العربي السوري رمايات وضربات دقيقة دمرا خلالها تحصينات وأوكاراً للتنظيمات الإرهابية على الجهة الشمالية لحي الحجر الأسود.
هذا وتطوق وحدات الجيش الإرهابيين فيما تبقى من مساحة شمال الحي، وتنفذ تكتيكات قتالية فرضتها طبيعة المنطقة التي تتميز بكثافة أحيائها وضيق مساحات المناورة، وتظهر خبرة المقاتل العربي السوري التي اكتسبها خلال حربه على الإرهاب بوضوح من خلال تضييق الخناق على الإرهابيين، وقطع طرق إمدادهم، وتعطيل معظم محاولاتهم للم صفوفهم المنهارة تحت ضربات الجيش.
بموازاة ذلك تم إخراج آخر دفعة من الحافلات التي تقل عشرات الإرهابيين غير الراغبين بالتسوية وعائلاتهم من بلدات بيت سحم ويلدا وببيلا لتصبح البلدات الثلاث خالية من الإرهاب بالتوازي مع عمليات الجيش العربي السوري في الحجر الأسود لاجتثاث الإرهابيين منه تمهيداً لإعلان جنوب دمشق خالياً من الإرهاب، فيما أتمت قيادة شرطة ريف دمشق جميع الأعمال والتجهيزات لدخول الوحدات الشرطية إلى البلدات الثلاث اليوم “الجمعة” لتعزيز الأمن والاستقرار فيها، والحفاظ على ممتلكات الأهالي وأرواحهم، وتقديم الخدمات لهم.
وتم أمس الأول تجهيز 37 حافلة وإخراجها من البلدات الثلاث عبر ممر بلدة بيت سحم بعد تفتيشها بشكل دقيق وتجميعها عند محور انطلاقها، حيث تحركت في قافلة واحدة بإشراف الهلال الأحمر العربي السوري إلى شمال سورية، وستبدأ في وقت لاحق عملية تسوية أوضاع الراغبين بالبقاء بعد تسليم أسلحتهم، ومن ثم عودة مؤسسات الدولة إلى البلدات، وتقديم الخدمات للمواطنين.
اعتداءات إرهابية على درعا
من جهة ثانية اعتدت المجموعات الإرهابية المنتشرة في درعا البلد ومخيم النازحين بعدة قذائف صاروخية وطلقات الشيلكا على حي درعا المحطة والضاحية ما أدى إلى إصابة سيدة في العقد الثامن من العمر ووقوع دمار في عدد من المنازل.
وردت وحدات الجيش على الاعتداءات عبر توجيه ضربات مركزة ودقيقة على أوكار الإرهابيين في حي مخيم النازحين ودرعا البلد، أسفرت عن تكبيدهم خسائر بالعتاد ومقتل عدد من متزعميهم.
وأشارت مراسلة “سانا” في درعا إلى نشوب اشتباكات عنيفة بين وحدات الجيش والمجموعات الإرهابية المنتشرة في أحياء درعا البلد ومخيم النازحين وطريق السد، سقط خلالها العديد من الإرهابيين بين قتيل ومصاب.
لافروف: الشعب السوري يقرر مستقبله
سياسياً قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف خلال مؤتمر صحفي مع نظيره الألماني هايكو ماس في موسكو: إن المباحثات بينهما تطرقت إلى الأزمة في سورية، وكان هناك تطابق في المواقف بشأن تطبيق قرار مجلس الأمن 2254 وأن الشعب السوري هو من يقرر مستقبله بنفسه، لافتاً إلى أن موسكو ستواصل سعيها لاستئناف محادثات جنيف وفقاً للقرار الدولي المذكور ومؤتمر الحوار الوطني السوري في سوتشي.
وأشار لافروف إلى أنه أعاد التأكيد لنظيره الألماني خلال محادثاتهما على أن موسكو تعتبر أن العدوان الثلاثي الأمريكي البريطاني الفرنسي على سورية الشهر الماضي غير شرعي، واستبق وصول خبراء منظمة حظر الأسلحة الكيميائية إلى مكان الحادث المزعوم في دوما، لافتاً إلى أن هذا الأمر أثّر على العملية السياسية.
إلى ذلك أعلن الممثل الخاص للرئيس الروسي لشؤون الشرق الأوسط وبلدان إفريقيا نائب وزير الخارجية ميخائيل بوغدانوف أن اجتماع أستانا المقبل سيتابع البحث في المسائل التي تم بحثها في الاجتماع الماضي، وقال بوغدانوف في تصريح في مدينة قازان الروسية: إن المسائل التي ستبحث خلال اجتماع أستانا يومي الرابع عشر والخامس عشر من أيار الحالي تتضمن مناطق خفض التوتر، بينما الأمر الأساسي هو وقف الأعمال القتالية وتوحيد الجهود من أجل القضاء المبرم على إرهابيي داعش والنصرة، وأشار بوغدانوف إلى أنه سيمثل روسيا في اللقاء المرتقب في أستانا المبعوث الخاص للرئيس الروسي إلى سورية الكسندر لافرنتييف ونائب وزير الخارجية سيرغي فيرشينين.
وكانت وزارة الخارجية الكازاخية أعلنت أول أمس أن الجولة الجديدة من محادثات أستانا حول سورية ستعقد يومي الاثنين والثلاثاء القادمين في العاصمة الكازاخية.
واستضافت العاصمة الكازاخية أستانا ثمانية اجتماعات حول سورية كان آخرها في الـ 21 والـ 22 من كانون الأول الماضي، حيث جددت الدول الضامنة في البيان الختامي للاجتماع تمسكها والتزامها بوحدة الأراضي السورية، وإيجاد حل سياسي للأزمة فيها، ودعت إلى اتخاذ خطوات دولية عاجلة ونشطة لمساعدة السوريين على تحقيق حل سياسي.
سيرومولوتوف: 4 آلاف إرهابي روسي في سورية
وفي سياق آخر أعلن نائب وزير الخارجية الروسي أوليغ سيرومولوتوف أن أكثر من أربعة آلاف روسي انضموا إلى صفوف التنظيمات الإرهابية في سورية.
وقال سيرومولوتوف في كلمة له خلال مؤتمر مكافحة الإرهاب 2018 الذي تعقده منظمة الأمن والتعاون في أوروبا في العاصمة الايطالية روما: إن سلطات تطبيق القانون في روسيا رصدت مغادرة أكثر من 4000 روسي البلاد للانخراط في صفوف الإرهابيين في سورية، حيث يعتبر 3700 منهم على قائمة المطلوبين، وقد رفعت بالفعل قضايا جنائية ضد نحو ثلاثة آلاف منهم، وأضاف: بالرغم من أن الكثير من الإرهابيين من أصل روسي إلا أنهم لا يرغبون في العودة إلى روسيا نظراً لأنهم يعلمون بأنهم هنا سيواجهون حتماً محاكمة جنائية صارمة وعادلة، ولذلك فإنهم في كثير من الأحيان يختارون المناطق الأوروبية التي يمكنهم الاختباء فيها بسهولة.
وحذر سيرومولوتوف من أن بؤراً جديدة للإرهاب وخلايا نائمة قد تظهر في المستقبل القريب في الغرب بما في ذلك في دول منظمة الأمن والتعاون في أوروبا ولا سيما مع انكسار العمود الفقري للإرهاب الدولي في سورية وانهزامه هناك.