دعم روسي لإيران في الملـــف النووي
تواصل الدبلوماسية الإيرانية جولتها للحصول على الضمانات المطلوبة للبقاء ضمن الاتفاق النووي، فبعد الضمانات الصينية، أكدت روسيا عبر الرئيس فلاديمير بوتين تأكيدها الحفاظ على الاتفاق، وخلال اجتماع بين وزيري الخارجية الروسي سيرغي لافروف والإيراني جواد ظريف أكد لافروف أنه ينبغي على روسيا وإيران الدفاع عن مصالحهما معاً في ظل ما يحيط بالاتفاق النووي من تهديدات، وقال: إنه من الضروري منع ظهور أي تهديدات جديدة لنظام حظر الانتشار النووي، مضيفاً إن روسيا وعدداً من الدول الأخرى لديها مصالح مشروعة في الاتفاق النووي الإيراني وعلينا الدفاع عنها بشكل مشترك، وأضاف: لقد خططنا لإجراء اتصالات في الأيام القليلة القادمة مع جميع المشاركين في هذا الاتفاق باستثناء الولايات المتحدة الأميركية التي أعلنت خروجها منه، واصفاً الوضع حول الاتفاق الآن بأنه يمر بأزمة.
وقال لافروف: إن واشنطن تحاول إعادة النظر باتفاقيات دولية أساسية، وهذا الأمر يتمثل الآن بموقفها من خطة العمل الشاملة المشتركة بشأن البرنامج النووي الإيراني، والمشاكل التي تسببت بها مع الاتحاد الأوروبي نتيجة لذلك، ولفت إلى أن الترويكا الأوروبية والصين وإيران وروسيا شددوا على التزامهم ببنود خطة العمل الشاملة، مشيراً إلى ضرورة مناقشة هذه الخطط والإجراءات بشكل مفصل.
بدوره قال ظريف: إن التوازن داخل خطة العمل الشاملة المشتركة قد تغير بعد انسحاب الولايات المتحدة منه، لافتاً إلى أن إيران تنوي مناقشة سبل التعاون الآن بصيغة أربعة زائد واحد ضمن خطة العمل هذه، وأشار إلى أن هدف المباحثات مع روسيا والصين والترويكا الأوروبية يتمثل في حصول إيران على ضمانات لحماية مصالحها في إطار الاتفاق، وقال: لسوء الحظ أصبح الاحتجاج على القواعد والقوانين الدولية ممارسة معتادة بالنسبة للإدارة الأمريكية، وأضاف: إن موقف روسيا مشجع بالنسبة لنا، وآمل أنني اليوم سأتمكن من إجراء مشاورات معكم حول سبل التعاون بصيغة أربعة زائد واحد.
من جهة ثانية وجّه ظريف رسالة إلى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيرش، قال فيها: إن قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الانسحاب من الاتفاق النووي غير شرعي، ويمثل انتهاكاً لقرار مجلس الأمن 2231 المنطوي على خطة العمل الشاملة المشتركة، وأضاف وزير الخارجية الإيراني: هذه الأعمال التي تقوم بها السلطات الأمريكية تمثل تجاهلاً تاماً للقوانين الدولية وميثاق الأمم المتحدة، وتقوض مبدأ التسوية السلمية للمنازعات، وتعرض التعددية الدولية ومؤسساتها للخطر بما يوحي بالعودة إلى العصر الأحادي الكارثي والفاشل، وتشجيع التمرد والتجاوزات غير قانونية، مبيناً أنه يجب أن تتحمل الولايات المتحدة مسؤولية عواقب أفعالها الضارة والخطيرة على خلاف إيران التي أدت المهام الموكلة إليها بدقة، وأثبتت الوكالة الدولية للطاقة الذرية مراراً وتكراراً تجاوبها مع متطلبات المجتمع الدولي، لافتاً إلى أن واشنطن ومنذ مجيء ترامب بصفته رئيساً للولايات المتحدة الأمريكية لم تف بالتزاماته.
كما جدد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين التزام بلاده بالاتفاق النووي، وقال ميخائيل أوليانوف ممثل روسيا الدائم لدى المنظمات الدولية في فيينا: إن الرئيس بوتين جدد خلال لقائه أمس مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية يوكيا أمانو استعداد روسيا لتنفيذ بنود الاتفاق الشامل المبرم مع طهران بغض النظر عن انسحاب الولايات المتحدة منه، وأشار إلى أن أمانو أكد خلال اللقاء استمرار إيران في تنفيذ التزاماتها في إطار الاتفاق.