اختفاء الجليد القديم في القطب الشمالي
سجلت منطقة المحيط المتجمد الشمالي أدنى مستوى لذوبان الجليد منذ خمس سنوات هذا الشتاء، إلى جانب انخفاض شبه قياسي للجليد البحري الصيفي، ما يدعم التنبؤات القائلة أنه بحلول منتصف القرن لن يكون هناك جليد في المحيط المتجمد الشمالي.
وتقوم المياه المظلمة والممتصة للحرارة بالحلول محل الجليد العاكس لها، ما يُعجّل الاحتباس الحراري في المنطقة. وعادة ما يكون الجليد الأقدم أكثر سمكاً من الجليد الأحدث وبالتالي أكثر مقاومة للحرارة. ولكن مع اختفاء الجليد القديم (الجليد الصيفي الذي يشكل أساساً للجليد الجديد المتشكل في الشتاء) الجليد الأحدث أكثر عرضة للذوبان.
وقال مارك تشودي، وهو باحث مشارك في مركز كولورادو لأبحاث الديناميكا الدماغية في مدينة بولدر، “ينمو الجليد بدايةً خلال الشتاء ليبلغ سمكه الأعظم في شهر آذار، وفي الصيف يبدأ بالذوبان، لكن يبقى بعضه ليشكل خلال الشتاء التالي قاعدة جليدية تزيد سماكة الجليد المتشكل، وتتكرر العملية ليذوب قسم في الصيف ويبقى قسم يزيد السماكة في الشتاء، ويتكون ما يعرف باسم الجليد متعدد السنوات، وبعضه يدوم لأكثر من عقد من الزمان”.
اليوم، جليد القطب الشمالي “متعدد السنوات” يذوب بشكل مضاعف وتدفعه التيارات إلى الجنوب نحو المياه الأكثر دفئاً، ما يزيد مساحة المياه المفتوحة في المنطقة. وبحسب مدير المركز الوطني للبيانات الثلجية والجليدية، مارك سيريز، قد نشهد في العام 2030 خلواً للجليد وبشكل كامل من المحيط المتجمد الشمالي خلال فصل الصيف.