الجيش الليبي يتقدم في درنة
تابع الجيش الليبي تقدمه في مدينة درنة، المعقل الرئيسي للجماعات الإرهابية، وحقق المزيد من المكاسب الميدانية على طريق تحرير المدينة من الإرهاب في إطار عملية عسكرية واسعة كان قد أطلقها قائد الجيش الليبي خليفة حفتر في الآونة الأخيرة.
وقال مسؤولون عسكريون: “إن قوات الجيش هاجمت أهدافاً للمعارضة بمدينة درنة في شرق البلاد باستخدام طائرات ومدفعية وإنها سيطرت على صومعة للقمح وقرى على مشارف المدينة”. وكان هذا أول هجوم رئيسي منذ أن أعلن حفتر في الأسبوع الماضي أنه سيسيطر على آخر معقل للجماعات المتطرفة والخارجة على القانون في شرق البلاد.
وحاصر الجيش الوطني الليبي المدينة الواقعة على الطريق الرئيسي الساحلي بين بنغازي ومصر ويهدد منذ فترة طويلة ببدء عمليات برية هناك. واقتصر هجومه في السابق على توجيه ضربات جوية وقصف مدفعي بين الحين والآخر فيما كان منشغلاً بتطهير جيوب أخرى من الإرهاب في شرق ليبيا.
وتعتبر درنة معقلاً تاريخياً للتشدد وتحتضن حالياً جماعات موالية للقاعدة، ويبدو أن الجيش الوطني الليبي انتقل إلى مرحلة جديدة بعد الانتصارات التي حققها في بنغازي ودحره معظم الجماعات المتطرفة وإعادة الأمن والاستقرار إلى المنطقة.
ويسيطر على درنة تحالف من متشددين ومعارضين قدامى يعرف باسم “مجلس شورى مجاهدي درنة وضواحيها”. كما تحتضن المدينة جماعات إرهابية مثل تنظيم “أنصار الشريعة” وهو خليط من مقاتلين محليين وأجانب بينهم تونسيون.
وبعد انقسام ليبيا بين معسكرين متناحرين في الشرق والغرب في عام 2014، ظهر حفتر بالتدريج كشخصية قوية في الشرق في مواجهة الجماعات الإرهابية التي كانت تروع سكان المنطقة وتفرض أحكاماً متشددة وتهيمن على قوت الناس وأرزاقهم.
ويدعم برلمان طبرق وحكومة مؤقتة يقودها عبدالله الثني جهود قائد الجيش الوطني الليبي، فيما لا تزال الخلافات عميقة بين السلطة المتمركز في شرق البلاد وحكومة الوفاق الوطني التي يرأسها فايز السراج والمدعومة من الأمم المتحدة والمتمركزة منذ نهاية آذار 2016 في العاصمة طرابلس.
وتقود الأمم المتحدة جهوداً لتحقيق الاستقرار في ليبيا وإنهاء الخلافات والانقسامات السياسية وتعد البلاد للانتخابات قبل نهاية العام.
إلى ذلك شنت مصر التي تدعم الجيش الوطني الليبي عدة هجمات جوية على درنة ضد ما وصفتها بأنها معسكرات تدريب ترسل إرهابيين إلى أراضيها، وقال عبد الكريم صبرا المتحدث باسم العملية: “إن القوات تتقدم على خمس جبهات مدعومة بضربات جوية وقصف مدفعي”.
وتبدو معركة تحرير درنة معركة النفس الطويل وتحتاج إلى تركيز الجهود في مواجهة الجماعات المتطرفة المسلحة تسليحاً جيداً والتي لها ارتباطات بجماعة الإخوان المسلمين الإرهابية وجهات خارجية تدعمها.
وتشير تحركات الجيش الوطني الليبي إلى اتباعه استراتيجية تستهدف إضعاف تلك الجماعات وتضييق الخناق عليها بالحصار والقصف المتواصل وتجفيف مصادر تمويلها.
وأظهر الجيش الوطني الليبي خلال السنوات الأخيرة حزماً في مواجهة التطرف إلا أنه يحتاج إلى دعم دولي وإقليمي للقضاء على الإرهاب العابر للحدود والذي يشكل خطراً يتربص بأمن دول الجوار وبأوروبا أيضاً التي تواجه خطر تدفق آلاف المهاجرين سرّاً قد يكون بينهم متطرفون.