حركة ثقيلة للجمباز
شهدت بطولة الجمهورية الأخيرة للفئات العمرية بالجمباز تناقضاً في المستويات الفنية، حيث كان التميز حاضراً لعدد قليل من اللاعبات اللواتي برزن، وللأسف لم يتجاوز عددهن أصابع اليدين مجتمعتين، وباقي المشاركات كنّ “كمالة عدد”، هذه الحالة استوجبت الوقوف مطولاً أمام ما حدث وما سيحدث في الجمباز لمعرفة الأسباب الكامنة خلف هذا الإهمال والتهميش للعبة يفترض أن تكون متفوقة؟!.
فبعض المراكز التخصصية التابعة للرياضة المدرسية شاركت بحالة رفع عتب لا أكثر، وكان اللعب دون حماسة نظراً لغياب المنافسة، حيث كانت النتائج معروفة من كافة الفرق، واللاعبين، واللاعبات، وهنا لا يسعنا إلا طرح عدد من الأسئلة التي “تتشقلب” على متوازي التفكير عن المسؤولية الكامنة خلف هذه الحالة السلبية بامتياز؟ وأين اتحاد اللعبة من المستوى الفني الضحل الذي ساد في أغلب البطولات التي أقيمت خلال ماضي السنوات؟ ولماذا لا يتم دعم الأندية المجتهدة واللاعبات النشيطات بشكل فعال في أنديتهن، ونادي سلمية مثال حي، حيث تقبع التجهيزات الجيدة في مستودعات اللجنة الفنية في حماة، رغم عدم وجود من يستخدمها، لأن التجهيزات تتوزع في اللجان التنفيذية التي تؤدي دور المسيطر، وتعطيها بالقطارة لمن يبذل الجهود المضنية للتفوق في لعبة تعد من أصعب الألعاب على الإطلاق؟!.
وبعد هذه البطولة يستوجب على المكتب المختص في الاتحاد الرياضي العام أن يضع النقاط على الحروف، ويعمل على إعادة هيكلة وتموضع اتحاد الجمباز، وأدواته، وتجهيزاته بما يلائم حالات التفوق الموجودة، والعمل مع اللجان التنفيذية الفرعية لتنشيط لعبة الجمباز في كل الفئات، وإيجاد صيغة تعاون مع الرياضة المدرسية النشيطة في اللعبة، لأنها تمتلك كوادر نوعية متميزة بالتدريب، طبعاً هذه الخطوات كفيلة بإعادة الحياة للعبة التي بدأت بالسير في طريق النهايات، ولم يبق هناك ممارسون لها سوى عدد من اللاعبين واللاعبات من الفئات العمرية الذين تابعوا نتيجة لعشقهم اللعبة، ووجدوا من يأخذ بيدهم لمسيرة التفوق والإنجاز، فهل سنرى خطوات جادة تخدم لعبة الجمباز قريباً أم أن البكاء على الأطلال سيكون عنواناً للمرحلة القادمة؟!.
مرهف هرموش