500 مليون ليرة لتأهيل المناطق الصناعية في دمشق.. وعشرات العائلات تعود إلى منازلها في الغوطة
دمشق– محمد زكريا:
استمراراً للجهود الرامية لعودة الصناعيين إلى منشآتهم وبدء تعافي الصناعة السورية لتأخذ دورها في عملية التنمية الشاملة كلف اجتماع عمل برئاسة المهندس عماد خميس رئيس مجلس الوزراء وزارات الصناعة والكهرباء والأشغال العامة والإسكان والموارد المائية والإدارة المحلية والبيئة المباشرة في إعادة تأهيل البنى التحتية في المناطق الصناعية في القدم والزبطاني والقابون تمهيداً لعودة الصناعيين إليها، وتم خلال الاجتماع تخصيص مبلغ /500/ مليون ليرة كخطوة أولى لوزارات الكهرباء والموارد المائية ومحافظة دمشق للعمل على إعادة خدمات الكهرباء والمياه والصرف الصحي والاتصالات إلى منطقتي الزبلطاني والقدم والقيام بالإصلاحات الأولية للمنطقة الصناعية في القابون مع الاستمرار في أعمال إزالة الأنقاض وفتح الشوارع وتعبيدها وإزالة السواتر الرملية.
ووفقاً لما تم الاتفاق عليه خلال الاجتماع سيتم تقديم القروض الميسرة للصناعيين الراغبين في العودة إلى هذه المناطق، من خلال مراجعة هؤلاء الصناعيين المصرف الصناعي للحصول على القروض اللازمة لإعادة تشغيل منشآتهم بشرط توفر ضمانات السداد، وطلب المجتمعون تقديم قوائم بالصناعيين الراغبين في العودة إلى المناطق الصناعية الثلاثة لدراسة طلباتهم والتسهيلات الواجب تقديمها إليهم لتسهيل عودتهم.
وتهدف هذه الإجراءات الميسرة إلى إعادة الألق إلى مدينة القابون التي تحتوي /140/ مصنعاً، تعرضت 7 معامل منها للتدمير الكامل، ولمدينة القدم التي تحتوي /450/ منشأة صناعية، ومدينة الزبلطاني التي تحتوي /710/ منشآت صناعية، حيث ستسهم إعادة الإنتاج في هذه المناطق إلى تنشيط الصناعة المحلية، وتوفير فرص العمل، واستثمار الخبرات الوطنية بالشكل الأمثل، وخلص الاجتماع إلى القيام بالإجراءات اللازمة لتسهيل عمليات نقل الصناعيين آلياتهم خارج المناطق الصناعية لإصلاحها وإعادتها إلى المنشآت والمعامل، إضافة إلى تسهيل وصول الصناعيين إلى منشآتهم لتفقدها والشروع بصيانتها أو إعادة ترميمها قبل إقلاعها، والإجراءات المطلوبة لإدخال العمال إلى المنشآت، وتحديد متطلبات إعادة إقلاع المنشآت في المنطقة بدقة وفق جدول زمني محدد يلتزم به الصناعيون الجادون بالعودة إلى العمل ليتم تأمينها مباشرة.
في الأثناء عادت عشرات العائلات من مركز الإقامة المؤقتة في الحرجلة إلى منازلها في قرى وبلدات الغوطة الشرقية بعد نحو شهرين من تأمين الجيش العربي السوري لهم بالتعاون مع الجهات المعنية عبر ممرات آمنة وإسكانهم في مراكز الإقامة المؤقتة في ريف دمشق، وأكد الأهالي أن بطولات الجيش العربي السوري والقيادة الحكيمة للسيد الرئيس بشار الأسد أثمرت تحرير الغوطة من الإرهاب.
وفي الحافلات التي أقلت العشرات منهم صرح عدد من أهالي بلدة سقبا أنهم اشتاقوا لأرضهم ومنازلهم التي أجبرتهم التنظيمات الإرهابية على مغادرتها هرباً من إجرامهم وللحفاظ على حياة أبنائهم، مؤكدين أن الوطن غال، وعلى الجميع العمل يداً بيد حتى إعادة إعمار ما دمره الإرهاب، موجهين رسالة إلى جميع من غرر بهم للعودة إلى الغوطة الشرقة وتسوية وضعه ليكون الجميع نواة متينة للانطلاق نحو سورية القوية بأبنائها والمزدهرة بعقولهم وعملهم ومثابرتهم.
وأشار فهد قرواني رئيس مركز الحرجلة للإقامة المؤقتة إلى أن عملية إعادة من يرغب من الأهالي إلى منازلهم في الغوطة الشرقية بدأت، حيث بلغ عدد العائدين 331 شخصاً من أهالي سقبا وحمورية ومسرابا، لافتاً إلى أن العملية مستمرة حتى إعادة جميع الراغبين من أهالي الغوطة الشرقية إلى منازلهم، في حين اختارت الأسر التي لديها أبناء يتقدمون لشهادة التعليم الأساسي البقاء في المركز ريثما تنتهي الامتحانات، وبيّن أن عملية تجهيز الحافلات تبدأ منذ الصباح، حيث يتم صعود الأسر بعد تأمين أمتعتها داخل الحافلة، ومن ثم تدقق الأسماء، وتنطلق إلى الغوطة الشرقية، لافتاً إلى أن العائدين اليوم هم من أهالي بلدة سقبا.
وبالتوازي مع العملية العسكرية التي نفذتها وحدات الجيش العربي السوري ضد التنظيمات الإرهابية في الغوطة الشرقية والتي أدت إلى إخراجها منها إلى إدلب وجرابلس، أمنت وحدات الجيش عبر فتح 4 ممرات آمنة في جسرين وحمورية ومخيم الوافدين وحرستا خروج أكثر من 143 ألف شخص من الغوطة الشرقية من الذين كانت تحتجزهم التنظيمات الإرهابية، وتتخذهم دروعاً بشرية، وأسكنتهم في مراكز للإقامة المؤقتة، وبعد إعادة الأمن والاستقرار إلى الغوطة الشرقية ودخول مؤسسات الدولة إليها وانطلاق عجلة الحياة فيها، تعمل اليوم الجهات المعنية بالتعاون مع محافظة ريف دمشق على إعادة الأهالي إلى منازلهم لبدء حياة مليئة بالعزة والكرامة والأمل بالمستقبل.