بيونغ يانغ: تحسين العلاقات مع واشنطن مرتبط بوقف سياساتها العدائية
باءت محاولات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في الحصول على تنازلات من كوريا الديمقراطية بالفشل، فواشنطن التي هرولت بخُطا متسارعة للتقارب مع بيونغ يانغ تحاول أن توحي للعالم أن الأخيرة هي التي سعت إلى المفاوضات فقط لطلب رضا ساكن البيت الأبيض عنها، بينما يدرك الجميع أن قبول بيونغ يانغ التفاوض حول ملفها النووي لا يعني الانصياع لرغبات ترامب في ابتزازها من خلال إظهار ذلك نصراً لسياسته الخارجية، بل إن سيناريو عرض العضلات عبر المناورات العسكرية الأمريكية الكورية الجنوبية الذي أعلنت بيونغ يانغ مراراً أنها ترفضه يمكن أن يفجّر هذا المفاوضات قبل أن تبدأ.
فقد أكدت كوريا الديمقراطية أنه يتعين على الولايات المتحدة أن تضع حدّاً لسياستها العدائية تجاهها كمقدمة لأي لقاء أو تحسّن للعلاقات بين الجانبين. وقال نائب وزير الخارجية الكوري الديمقراطي كيم كي غوان: “إذا ما أقدمت إدارة الرئيس ترامب على التضييق علينا ومطالبتنا من جانب واحد بالتخلي عن السلاح النووي، فلن نبدي اهتماماً بالمحادثات وسيتعين علينا إعادة النظر فيما إذا كنا سنقبل بالقمة المقبلة بين جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية والولايات المتحدة”.
وحول تصريحات مستشار الأمن القومي الأميركي جون بولتون الذي تحدث عما سماه “الأنموذج الليبي” لجعل كوريا الديمقراطية خالية من الأسلحة النووية، قال كيم: إن هذه “محاولة شريرة للغاية لإخضاع كوريا الديمقراطية لمصير ليبيا والعراق”، مشككاً في أن الولايات المتحدة تريد فعلاً تحسين العلاقات مع بلاده من خلال الحوار والتفاوض. وتأتي تصريحات كيم بعد أن هدّدت كوريا الديمقراطية أمس الأول بإلغاء القمة المرتقبة بين جونغ أون وترامب بسبب المناورات العسكرية الأميركية الكورية الجنوبية “ماكس ثاندر”، وألغت مباحثات كانت مقررة أمس مع الجانب الجنوبي.
وذكرت وكالة الأنباء الكورية الديمقراطية أنه تحت وطأة الوضع السياسي الوحشي الذي تجري فيه سيؤول بروفة الهجوم على الشمال والمواجهة، اضطررنا لأن نلغي المحادثات الرفيعة المستوى التي كانت مقررة اليوم”، وأشارت إلى أن المناورات المشتركة بين جارتها الجنوبية والولايات المتحدة “تمثل تحدياً سافراً لإعلان بانمونجوم واستفزازاً متعمّداً يتناقض مع التطور السياسي الإيجابي الحاصل في شبه الجزيرة الكورية”.
وشدّدت بيونغ يانغ على أن واشنطن أخطأت حينما “ظنت أن سعي كوريا للتفاوض نتج عن العقوبات والضغط وليس عن إرادتها”.
بالمقابل، أعلنت المتحدثة باسم البيت الأبيض ساره ساندرز أن واشنطن لا يزال لديها “أمل” بانعقاد القمة بين ترامب وجونغ أون رغم تهديدات بيونغ يانغ بإلغائها. وقالت ساندرز لشبكة “فوكس نيوز”: “لا يزال لدينا أمل بأن اللقاء سيعقد ونواصل التحرك في هذا الاتجاه، لكن في الوقت نفسه نحن مدركون لواقع أنها يمكن أن تكون مفاوضات صعبة”.
وكانت كوريا الديمقراطية أعلنت قبل أيام أنها ستتخذ إجراءات لتفكيك موقع تجاربها النووية في الفترة ما بين الـ23 والـ25 من الشهر الجاري.
يشار إلى أن شبه الجزيرة الكورية شهدت انفراجاً مؤخراً بعد القمة التي جمعت رئيسي كوريا الديمقراطية والجنوبية مون جيه إن في الـ27 من الشهر الماضي في قرية بانمونجوم، حيث أكدا في بيان مشترك عزمهما على افتتاح عصر جديد للسلام المستدام والمصالحة بين البلدين، وذلك بعد أن شهدت العلاقات بين بلديهما خلال السنوات الماضية حالة من التوتر الشديد بسبب المناورات العسكرية الأميركية الكورية الجنوبية الاستفزازية المتكررة، وهو ما اعتبرته بيونغ يانغ تهديداً لأمنها القومي.
البعث- تقارير