“جرح في الصميم” الرواية الأولى للكاتبة مها حمودي
رغم أن الدخول في عالم الأدب بات مغامرة غير مضمونة النتائج في ظل تراجع القراءة وطغيان التكنولوجيا بمختلف أنواعها، إلا أن الكاتبة المهندسة مها صالح حمودي كان لها رأي مغاير بدخولها الجريء عبر روايتها الأولى “جرح في الصميم” والتي كتبتها قبل خمس وعشرين عاماً، حيث كانت المشاعر الصادقة في زمن جميل فكرياً وفنياً واجتماعياً قبل أن يتعرض وطننا العربي للغزو الثقافي والفكري والذي أدى إلى تراجع مخيف للثقافة. الكاتبة مها أصرت على أن تقدم روايتها كما هي بسلبياتها وايجابياتها فهي تراها كتحفة أثرية لا بد من الحفاظ عليها وقالت: قدمت العمل بلغة بسيطة لتصل إلى مختلف الشرائح الثقافية وترقبت أن تتلقى نقداً ينمي من مقدرتها ويكون محفزاً لها في بداية مشوارها الأدبي، وعليه استقبلت توجيهات الأديبين مناة الخير وعادل أحمد شريفي برحابة صدر وأكدت أنها قد تكون أصابت أو أخطأت، خاصة وان العمل كتب وهي في سنتها الجامعية الأولى وبقي حبيس الأدراج لتكون مصادفة جميلة لاقت استحسان الحضور وأصحاب الشأن، إضافة إلى تقويم من المختصين ليعود نفعاً على أعمالها القادمة.
الأديب عادل أحمد شريفي قال في قراءته النقدية للرواية: العمل الروائي من أصعب الأعمال الأدبية وأعقدها والكاتبة مها اختارت أن تكون بدايتها الأولى روائية وهذا تحد وجرأة تحسب لها، والعمل بالمجمل جيد، رغم تسرعها بإنهاء الأحداث وهي التي بدأت بطريقة تشويقية سردية بسيطة غير معقدة، كبداية “جرح في الصميم” عمل روائي ترفع لكاتبته القبعة وأتمنى لو أعطتها بعض اللمسات الأكثر احترافية لكنها فضلت الحفاظ على باكورة أعمالها، كما كتبت قبل 25 سنة من الآن دون أي تعديل تفرضه طبيعة الحياة والتجارب المكتسبة، واللافت أن الرواية أعادتنا بالذاكرة إلى أجواء وحياة اجتماعية جميلة كنا نعيشها قبل الحرب ونتمنى أن تعود عما قريب.
الأديبة مناة الخير أكدت دعهما للمواهب الأدبية الجديدة بتحفيز صاحبة الرواية وتوجيهها لتنمية حسها الأدبي من خلال مواصلة الاطلاع على تجارب الآخرين وقراءة أعمال أدبية متنوعة، كي لا تبقى موهبتها كنبتة صغيرة داخل أصيص لتتحول النبتة إلى شجرة أدبية تثمر أعمالاً متميزة في مواسم متكررة، خاصة وأن الكاتبة تمتلك بذرة موهبة الكتابة والجرأة لتخرج موهبتها بالشكل الذي يليق بها. الكاتبة قالت أنها قدمت “جرح في الصميم” تجربتها الأولى كهاوية تشق طريقها في عالم الأدب وهي بحاجة إلى مزيد من الوقت والمتابعة لتنضج أكثر، وأضافت أن بدايتها كانت بتفوقها الأدبي خلال مرحلة دراستها الثانوية ودعم مدرساتها لموهبتها بقراءة نتاجها بكل شعب المدرسة، وهناك قصص قصيرة لا تزال حبيسة الأدراج تمنت أن ترى النور قريباً، لتكون مكملة لباكورة أعمالها ورواية قادمة عنوانها “شباب يحتضر”.
وكانت الكاتبة قد أطلقت روايتها الأولى في دار الأسد للثقافة الشهر الماضي تزامناً مع يوم مولدها لتبقى “جرح في الصميم” وكاتبتها توأمان في عالم الأدب الكبير.
خالد جطل