تيلرسون: الديمقراطية الأمريكية تدخــــل سنـــــوات انحطاطهــــا
في أول تصريح له بعد أن عزله الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من مهامه كوزير للخارجية في آذار الماضي نتيجة خلافات بينهما، حذر وزير الخارجية الأمريكي السابق ريكس تيلرسون من الأزمة المتنامية في الأخلاق والنزاهة بالحياة السياسية في بلاده. ونقلت “رويترز” عن تيلرسون قوله في كلمة له خلال حفل تخرج في معهد فرجينيا العسكري: “إذا لم نواجه نحن كأمريكيين أزمة الأخلاق والنزاهة في مجتمعنا وبين قادتنا في القطاعين العام والخاص، وللأسف في بعض الأحيان حتى في القطاع غير الربحي، فإن الديمقراطية الأمريكية التي نعرفها تدخل سنوات انحطاطها”.
وأضاف: “إذا حاول قادتنا إخفاء الحقيقة، أو عندما نصبح نحن كأفراد أكثر تقبّلاً لحقائق بديلة لم تعد تستند إلى الحقائق، فعندئذ سنكون نحن كمواطنين أمريكيين في طريقنا للتخلي عن حريتنا”، مشيراً إلى أن الالتزام بالحقائق يقوي تحالفات أمريكا مع الديمقراطيات الأخرى في العالم.
وتصديقاً لما قاله تيلرسون آنفاً، وصف الرئيس ترامب بعض المهاجرين غير القانونيين بـ”الحيوانات” في مؤشر جديد يؤكد نزعة ترامب العنصرية التي ازدادت وضوحاً أمام الرأي العام العالمي. ونقلت وكالة فرانس برس عن ترامب قوله خلال نقاش حول بلديات ولاية كاليفورنيا التي ترفض التعاون مع إدارة الهجرة في الحكومة الفيدرالية: “سنطرد أشخاصاً من البلاد، ولا يمكنكم أن تتخيلوا كم أن هؤلاء الأشخاص أشرار”.
وكان حاكم ولاية كاليفورنيا جيري براون وقّع في تشرين الأول الماضي مجموعة من مشاريع القوانين تجعل الولاية أول ولاية ملاذ للمهاجرين في الولايات المتحدة كجزء من رد الفعل على موقف ترامب المتشدّد بشأن مسألة الهجرة، وتحدّ هذه التشريعات التي وافق عليها أعضاء برلمان الولاية في أيلول الماضي من حجم مساعدة مسؤولي تنفيذ القانون في الولاية لسلطات الهجرة الاتحادية في الإمساك بالمهاجرين غير الشرعيين، وأضاف ترامب: “إن هؤلاء المهاجرين ليسوا بشراً.. هم حيوانات.. سنطردهم من البلاد بوتيرة غير مسبوقة”.
وأثارت تصريحات ترامب ردود فعل عديدة من أعضاء ديمقراطيين في الكونغرس، وقال العضو المنتخب عن كولورادو جاريد بوليس: “المهاجرون بشر، وليسوا حيوانات، ولا مجرمين، ولا تجار مخدرات، ولا مغتصبين”.
وتعرّض ترامب مطلع العام الجاري إلى موجة واسعة من الإدانات والانتقادات حول العالم بعد وصفه دولاً إفريقية ومن أمريكا اللاتينية يأتي منها مهاجرون إلى الولايات المتحدة بأنها حثالة، متجاهلاً مسؤولية بلاده بشكل كبير عن حالة عدم الاستقرار السياسي والاقتصادي في أجزاء كثيرة من العالم بسبب سياساتها وسعيها لتحقيق مطامعها في نهب ثروات الشعوب ومقدّراتها.
إلى ذلك أكد رئيس المجموعة اليسارية في برلمان ولاية سارلاند الألمانية أوسكار لافونتين أن الحروب التي تقوم بها الولايات المتحدة لا تخدم الديمقراطية كما تدّعي.
وقال لافونتين في مقابلة مع مجلة دير شبيغل الألمانية: أنا لا أتفق مع الكذبة التي تقول إن حروب الولايات المتحدة تخدم الديمقراطية وحقوق الإنسان، لافتاً إلى أن السياسة الخارجية للولايات المتحدة تركز على السلع والأسواق، وأضاف: إن الولايات المتحدة قامت لسنوات بالاشتراك مع دكتاتوريات الخليج بالترويج لتنظيم داعش الإرهابي من أجل زعزعة استقرار سورية.
وتابع لافونتين: إن الولايات المتحدة تنفق ما يقارب 610 مليارات دولار على الحرب، أي ما يقارب عشرة أضعاف ما تنفقه روسيا.
يشار إلى أن لافونتين عمل في الحكومة الألمانية كوزير للمالية في الفترة من 1990 إلى 1998، وكان رئيساً للحزب الديمقراطي الاشتراكي في الفترة من 1995 إلى 1999، وبعد فوزه في الانتخابات الفيدرالية الألمانية عام 1998 استقال من جميع المناصب السياسية بما في ذلك مقعده في البوندستاغ الألماني.
وكالات