عمّال البحر.. تمجيد الإنسان الكادح والفقير
ضمن المشروع الوطني للترجمة تأتي ترجمة الرواية العالمية “عمّال البحر” تأليف: فيكتور هيغو، ترجمة: زياد العودة، هذه الرواية تندرج في إطار روايات هيغو الأكثر شعبية متخذة البحر مسرحاً رئيسياً لها، فلطالما اجتذب البحر الكثير من المبدعين، ودفعهم إلى التفكير والتأمل عبر أمدائه الواسعة وأسراره الكثيرة فنظروا إليه نظرة شاملة وعميقة، وقد سار هيغو على نهجهم لاسيما أنه قد جاور البحر طويلاً في حياته وفي منفاه في غيرنيزيه.
قصة الرواية بسيطة وحتى ساذجة، جيليات البحار الذي بدل مكان إقامته، يحيا مع أمه التي أحاطته بعنايتها الأمومية بعد أن منحته الحياة، ولكنه يعاني حتى التلاشي من فقده إياها ومن عزلته ووحدته، غير أنه ابن الشعب الذي بذل أقصى الجهد ليثبت إنسانيته ويصنع معجزة خارقة تمثلت في إنقاذ آلة سفينة لويتيري الغارقة عند صخرة دوفر التي أطلق عليها اسم “لادوراند”.
يمجد هيغو في شخصية جيليات الإنسان الكادح والفقير الذي يعطي بلا حساب ويضع قدراته في خدمة قضية جليلة هدفه البناء، وليس التدمير والانتقام. ويصنع هيغو خصوصاً رواية تواجه في طروحاتها العائق الذي هو الاعتقادات الباطلة والأفكار المسبقة، ويعيد الاعتبار للقيم الإنسانية الرفيعة، في مواجهة عبادة المال والثروة وهيمنة الغرائز الرخيصة والماديات الزائلة، ويرفع من شأن المسوغات التي تجعل من الكائن البشري كائناً جديراً بالحياة.
الكتاب صادر عن وزارة الثقافة- الهيئة العامة السورية للكتاب ويقع في 655 صفحة من القطع الكبير.