أوروبا تتخذ إجراءات حمائية من تداعيات العقوبات الأمريكية
بات الموقف الأوروبي من الاتفاق النووي الإيراني أكثر وضوحاً، فبعد قرار شراء النفط الإيراني باليورو بدلاً من الدولار، ذكر رئيس المفوضية الأوروبية، جان كلود يونكر، أن الاتحاد الأوروبي سيبدأ اعتباراً من اليوم “الجمعة” اتخاذ إجراءات لحماية نفسه من تداعيات العقوبات الأمريكية ضد إيران، وهي إجراءات لو أخذت طريقها إلى التطبيق فإنه يمكن القول: إن بروكسل خرجت ولأول مرة عما يقوله السيد الأمريكي، ما يشي بأن مرحلة جديدة من العلاقات سنراها بين الطرفين على جانب الأطلسي، في الأثناء توالت البيانات البريطانية الفرنسية الألمانية التي تؤكد على الالتزام بالاتفاق النووي مع طهران وحمايته.
فقد أعلنت المتحدثة باسم رئيسة الوزراء البريطانية بأن تيريزا ماي اتفقت مع رئيس فرنسا ايمانويل ماكرون والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل خلال اجتماعهم على هامش قمة الاتحاد الأوروبي في بلغاريا على الإبقاء على الاتفاق النووي مع إيران، وقالت: إن المجتمعين أكدوا التزامهم الصارم بضمان الإبقاء على الاتفاق وعلى أهميته لأمنهم المشترك .. وتعهدوا بالعمل مع العديد من أطراف الاتفاق من أجل تحقيق ذلك، مشيرين إلى أنه يتعين على إيران مواصلة الوفاء بالتزاماتها بموجب الاتفاق.
وكان ماكرون أكد أيضاً في تصريحات له قبيل القمة الأوروبية أن الاتحاد الأوروبي مصر على دعم الاتفاق النووي مع طهران بهدف حماية الشركات الأوروبية العاملة في إيران. وشدد الرئيس الفرنسي على ضرورة الدفاع عن سيادة أوروبا الاقتصادية، مضيفاً إنه ينبغي أن تظل الشركات الأوروبية قادرة على الاختيار بحرية، إما ممارسة أعمالها في إيران، أو الامتناع عن ذلك.
بدوره أعلن رئيس الوزراء الإيطالي باولو جينتيلوني أن الاتحاد الأوروبي سيحافظ على التزاماته بشأن الاتفاق النووي مع إيران، وسيحاول وضع أدوات حماية للشركات التي قررت العودة للاستثمار في ذلك البلد.
ونقلت وكالة آكي الايطالية عن جينتيلوني قوله للصحفيين على هامش اجتماع قادة الاتحاد الأوروبي في العاصمة البلغارية صوفيا: ندرك بأن علينا بذل كل الجهود لدعم الشركات التجارية، ولكن المخاطر المرتبطة بالعقوبات الثانوية الأمريكية حقيقية، وبالتالي نحتاج إلى معرفة مدى قدرة هذه الشركات على الوفاء بالتزاماتها.
من جهتها أكدت ميركل أن موقف الاتحاد الأوروبي موحد إزاء الاتفاق النووي مع إيران، وقالت: إن كل الدول الأعضاء في الاتحاد لا تزال تدعم هذا الاتفاق رغم قرار الولايات المتحدة بعدم دعمه، وستواصل تلك الدول محادثاتها مع واشنطن بعد انسحابها من الاتفاق، وأشارت إلى أن اجتماعها المقرر مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اليوم غير مرتبط بمشكلات الاتحاد الأوروبي مع ترامب.