ابن سلمان يشتري طائرات “ايرباص” ويؤجرها للخطوط السعودية
في آخر فضائح الفساد التي تحوم حول ولي العهد السعودي محمد بن سلمان الذي رفع راية مكافحة الفساد، وسجن تحت هذا العنوان مجموعة من الأمراء ورجال الأعمال، كشفت صحيفة وول ستريت جورنال” الأميركية أن ابن سلمان وشقيقه تركي وقّعا صفقة مع شركة ايرباص الأوروبية لتصنيع الطائرات لشراء هذه الطائرات منها، ثم تأجيرها للخطوط الجوية السعودية عام 2015 بدلاً من بيعها لها.
وأشارت الصحيفة إلى أن الخلط بين العمل التجاري والعمل الحكومي مستمر في كونه السمة الرئيسية للاقتصاد السعودي رغم “الحملة على الفساد” التي تم الترويج لها بشكل واسع، ونفذها ابن سلمان ضد كثير من الأمراء الآخرين، وذلك فيما يشبه تفسيراً للحملة الغريبة التي شنها ابن سلمان على الأمراء الآخرين من أسرة آل سعود التي تشبه الانتقام لفقر والده من ثراء أقاربه، وقالت: إن “ولي العهد السعودي أصبح ثرياً بشكل خيالي، إذ امتلك في السنوات القليلة الماضية أضخم اليخوت في العالم، وقصراً فرنسياً، ولوحة فنية لليوناردو دافنشي، تبرّع بها لاحقاً لدولة الإمارات”، مشيرةً إلى أن “شركة ايرباص الأوروبية قرّرت أن تعمل مع أسرة ملك السعودية رغم تحفظاتها على عدم وضوح الحدود بين المصالح المالية العامة والمصالح الخاصة”.
وأضافت: إن “الخطوط السعودية، التي أصبحت في وضع مالي سيئ، توصلت إلى اتفاق مبدئي مع شركة ايرباص في 2014 لتجديد أسطولها المتقادم، وشراء عشرات الطائرات بتمويل من صندوق الاستثمار السعودي الحكومي، وفي تلك الأثناء كانت هناك شركة جديدة يُقال: إن محمد بن سلمان شريك رئيسي فيها، وتسمى هذه الشركة “ثروات”، واشترت 54% من أسهم “شركة بنك كوانتوم للاستثمار”، ومقرها دبي في 2014، وأصبح الأمير تركي الشقيق الأصغر لولي العهد رئيساً لكوانتوم”، وأوضحت الصحيفة أنه بعد سلسلة معقدة من الصفقات والمعاملات ينتهي المال في شركة “ثروات” التي يملكها ولي العهد محمد بن سلمان، والتي جاءت بمموّلين، وحصلت على أرباح هائلة من دون أن تخاطر بأي جزء من أموالها، حيث أنشأ مديرون في كوانتوم وبنك صغير آخر شركة أطلقوا عليها اسم “انترناشيونال ايرفاينانس كورب” للدخول في سوق تأجير الطائرات وإدارة صندوق اسمه “ألف” صمم ليتقيد “بالتعاليم الإسلامية بدلاً من الفوائد الربوية”، ولفتت إلى أن “بعض المسؤولين بالحكومة السعودية وشركة الخطوط السعودية بدؤوا يتساءلون عن الحكمة في خسران الخطوط السعودية خصماً كبيراً إذا اشترت طائرات من ايرباص بدلاً من تأجيرها من صندوق “ألف”، مشيرةً إلى أن “الوثائق التي استعرضتها أوضحت لها أن هناك سلسلة معقدة من الصفقات والمعاملات تنتهي بصب المال في شركة “ثروات” التي يملكها ولي العهد محمد بن سلمان، والتي جاءت بمموّلين، وحصلت على أرباح هائلة من دون أن تخاطر بأي جزء من أموالها”. وأضافت: “السلسلة تبدأ بكوانتوم، وهو البنك الذي تملكه ثروات بالشراكة والذي عُيّن تركي بن سلمان رئيساً له ودبّر كوانتوم تمويلاً من مستثمرين ومصارف لشراء طائرات، وجمع صندوق “ألف” أربعة مليارات دولار ابتداء من 2017 لشراء طائرات ايرباص بخصم كبير يصل إلى 60% من السعر المعلن، وبتأجيره الطائرات للخطوط السعودية بسعر السوق بدلاً من تقديم خصم لها مساوٍ للخصم الذي حصل عليه من ايرباص، يكون صندوق “ألف” قد حصل على عوائد تبلغ نسبتها 15% بدلاً من 7 إلى 9% وفقاً لما يقوله الخبير بول ليونز بمجموعة (آي بي أيه غروب المحدودة) البريطانية لاستشارات أعمال الطيران المدني”. وتابعت: “أبرم محمد بن سلمان الصفقة أثناء زيارة لـفرنسا في 2015، وقال أحد المسؤولين السعوديين من ذوي الاطلاع على الصفقة: إنه رأى محمد بن سلمان بعد فترة قصيرة من عودته من باريس آنذاك، وهو يتفاخر في مجلس بأحد القصور السعودية بأنه مهندس هذه الصفقة”.