الجمعيات الخيرية في درعا.. دور إنساني فعال وعمل تطوعي لخدمة الناس
تقع على عاتق الجمعيات الخيرية العديد من المهام الإنسانية، حيث تقوم الجمعيات الخيرية بأعمال إنسانية واجتماعية جليلة، ومنها خدمة الأهداف التي أنشئت من أجلها المتمثّلة برعاية الأيتام، والمكفوفين، والعجزة، والمحرومين، إضافة إلى المشاركة الفعالة في عملية التنمية الاقتصادية، يضاف إليها اليوم تقديم الجانب الإغاثي للأسر المهجّرة والمتضررة من الأحداث الجارية.
جمعية خيرية واحدة
توجد في مدينة درعا جمعية خيرية واحدة هي جمعية البر والخدمات الاجتماعية، ويقع مقرها في مدينة درعا، حيث تأسست عام 1959، ولها 18 فرعاً في كافة المناطق، لكنها متوقفة حالياً بسبب الظروف الراهنة التي تشهدها المحافظة، ويعمل منها اليوم فرعا المدينة، ومنطقة جباب، ويستفيد من خدماتها العديد من المحتاجين، والمكفوفين، والأيتام.
أهميتها الاجتماعية
نظراً لأهمية الأعمال الإنسانية التي تقوم بها هذه الجمعية تجاه أفراد المجتمع من المحتاجين، فهي بحاجة ماسة للرعاية والاهتمام من الجهات المعنية المسؤولة لتواصل أعمالها الخيرية، كما أنها بحاجة لمزيد من المساعدات من الميسورين لتنفيذ مشاريعها، وإنجازها، ووضعها في خدمة المحتاجين من أبناء المحافظة، حيث باتت هذه الجمعية تعمل على تخفيف ألم جزء كبير من المواطنين.
دور كبير
في موسم شهر رمضان المبارك يزداد نشاط الجمعية لتمارس دوراً كبيراً من خلال الوصول إلى كل المحتاجين، والعمل على توفير احتياجاتهم، حيث أصبح اليوم من الصعب الوصول بسهولة لتلك العائلات، لاسيما في ظل الظروف الراهنة، ما يعني أن عناصر الجمعية المتطوعين سيعملون بدأب، ويبذلون جهداً مضاعفاً لتلبية حاجتهم.
زيادة خدماتها
أشار رئيس مجلس الإدارة المهندس قاسم مسالمة إلى أن نشاط الجمعية يزداد خلال شهر رمضان المبارك، ويصل عدد الأشخاص الذين تقوم الجمعية بتقديم المساعدات لهم إلى أكثر من 600 شخص يستفيدون من المساعدات المادية والعينية، حيث تزداد التبرعات خلال هذا الشهر من أهل الخير، ونقوم بإيصالها وتوزيعها وفق جدول منظم، وحسب حاجة العائلات المحتاجة.
آلية عمل مشتركة
وتحدث مسالمة عن آلية عمل الفريق خلال الموسم الرمضاني المتمثّل بزيارة مراكز الإيواء، وتأسيس مطبخ ضمن مقر الجمعية لتقديم وجبات الإفطار للعائلات الأشد فقراً، وأكد مسالمة أن هناك متطوعين يقدمون مساعدتهم، سواء بعملية الطبخ أو التوزيع في مراكز الإيواء، ومنازل المستهدفين من هذه العملية لتوزيع الوجبات على العائلات، كما أشار إلى أن التوزيع سيكون طيلة شهر رمضان بشكل يومي عبر سيارات تابعة لأعضاء هذه المبادرة، وعدد من المتطوعين، حيث تنطلق حملة التوزيع قبل المغرب بعد إعداد هذه الوجبات، وتغليفها لتكون جاهزة على موائد الناس في الوقت المحدد، وذكر مسالمة أن هذه المبادرة تتم بشكل تطوعي عبر جمع تبرعات عينية من أصحاب الأيادي البيضاء في المحافظة، وتستهدف حملة إفطار صائم في مدينة درعا ما يقارب 120 أسرة تكفي لإطعام600 شخص يومياً، وسيتم بالتتابع التوزيع على الأحياء الخمسة في المدينة، لاسيما المطار، والسحاري، والكاشف، والسبيل، والضاحية، علماً أن أعمال الطبخ والتوضيب والتوصيل تتم من قبل كوادر تطوعية لا تتوانى عن بذل الجهود الكبيرة والمشكورة في هذا المجال، كما يضاف إلى تلك العائلات طلاب القرى الوافدون من مناطقهم لتقديم امتحاناتهم، والقاطنون في مراكز الإيواء، إضافة لأسر الشهداء، وأضاف مسالمة بأن الجمعية ستقوم بحملة مشابهة تحت عنوان إكساء يتيم عبر تقديم الألبسة للأطفال من قبل المتبرعين.
خدمات مجانية
وضعت الجمعية منذ تأسيسها عدداً من الأهداف لتنفيذ برامج عملها، ومن أهمها مساعدة العائلات الفقيرة، والأرامل، والعجزة، وذوي الاحتياجات الخاصة، وذكر المهندس محمود بجبوج، عضو مجلس الإدارة، بأن الجمعية تقدم خدماتها، والعديد من النشاطات بالتعاون مع برنامج الغذاء العالمي المتضمن توزيع أربعة آلاف سلة غذائية لكافة المواطنين المتضررين من الأزمة الذين هجّرتهم المجموعات الإرهابية المسلحة، ولأسر الشهداء بمعدل سلة غذائية كل شهر ونصف.
رعاية طبية بالمجان
وأضاف بجبوج: لدى الجمعية برنامج طبي تنفذه بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية، يشمل تقديم المعاينة الطبية المجانية، والدواء من خلال كادر طبي متخصص، حيث تتوفر في الجمعية عدة عيادات، منها نسائية، أطفال، داخلية، عبر برنامج أسبوعي مستمر، وأكد أنه في القريب العاجل ستعيد الجمعية تنفيذ برنامج إجراء العمليات الطبية الجراحية، حيث بلغ عدد العمليات الجراحية المنفذة مجاناً خلال عامي 2016، 2017 ما يقارب 850 عملية.
حملة العودة إلى المدرسة
يوجد في الجمعية برنامج يعمل عليه كادر تدريسي متخصص يهدف لإعادة المتسربين دراسياً إلى مدارسهم، حيث بيّن رياض دخل الله، مدير مشروع حملة العودة إلى المدرسة، بأن الهدف من الحملة إعادة قسم كبير من المتسربين دراسياً إلى المدرسة ضمن المنهاج، بالتعاون مع مديرية التربية، ويشمل البرنامج حوالي 40 منطقة داخل المحافظة، وضمن مناطق خارج السيطرة، حيث تمت إعادة ما يقارب 1500 طالب إلى مقاعد الدراسة، وفتح 26 شعبة صفية لاستيعابهم، وتعمل الجمعية على افتتاح دورات تعليمية مجانية لتقوية طلاب الشهادتين الإعدادية والثانوية العامة.
فريق عمل تطوعي
يدير الجمعية مجلس مؤلف من 11عضواً، حيث يقوم المجلس بإعداد التقرير السنوي عن نشاط الجمعية، ووضع الميزانية السنوية لها، وإعداد الأنظمة المالية والإدارية التي يسير بموجبها العمل في الجمعية تحت إشراف مديرية الشؤون الاجتماعية والعمل، وذكر بجبوج أن طاقم الجمعية وعمالها مستمرون بالعمل بشكل يومي، وأحياناً يستمر العمل حتى ساعات الليل عندما يكون هناك ضغط من قبل الأهالي لتلبية احتياجاتهم.
معاناة المستفيدين
ولكن هناك العديد من المشاكل التي تواجه عمل الجمعية، بحسب ما أفاد قسم كبير من الأهالي، أولها أن السلة الغذائية لا تكفي لشهرين، ولابد أن يتم إما تقصير الدورة التوزيعية، أو زيادة حجم السلة الغذائية المقدمة من برنامج الأغذية العالمي WFP لكي تلبي احتياج الأسر المستفيدة، لاسيما إذا كان عدد أفرادها كبيراً، كما أشاروا إلى مسألة الروتين، والشروط التي تفرض على المستفيد لكي يحصل على المعونة، والتي تتطلب وجود دفتر العائلة، مع وصل من المحافظة، إضافة للهوية الشخصية، وتوفر صاحب العلاقة شخصياً، باستثناء من كان عمره فوق ستين عاماً، أو المرأة التي توفي زوجها أو فقد.
تسهيل الإجراءات
كما طالب الأهالي بضرورة أن يكون هناك هامش من الاستثناءات والحالات الخاصة، كون الجمعية تعمل في المجال الإغاثي والإنساني الذي يفترض في كثير من حالاته وجود حالات اضطرارية وخاصة لابد للجمعية أن تتعامل معها، ولن يتم ذلك دون إعطاء هذا الهامش والمجال للجمعية لتقدير تلك الحالات والتعامل معها.
دعاء الرفاعي