الجيش يضيّق الخناق الاستراتيجي على فلول الإرهابيين في الحجر الأسود.. والعلم الوطني يرفرف فوق حر بنفسه
ضيّقت قواتنا المسلحة أمس الخناق الاستراتيجي على ما تبقى من فلول الإرهابيين في حي الحجر الأسود جنوب دمشق بعد أن حاصرتهم في بؤر صغيرة مقطعة الأوصال بات انهيارهم أقرب من أي وقت مضى. في وقت دخلت وحدات من قوى الأمن الداخلي إلى بلدة حر بنفسه بريف حماة الجنوبي بعد إخلائها من الإرهابيين، ورفعت العلم الوطني فوق مبنى الناحية وسط ترحيب الأهالي ببواسل جيشنا، وتأكيدهم الوقوف إلى جانبهم في معركتهم الوطنية ضد الإرهاب.
وفي التفاصيل، تابعت وحدات من الجيش عملياتها ضد ما تبقى من فلول الإرهابيين في شمال حي الحجر الأسود، مضيّقة الخناق عليهم بالسيطرة على المزيد من الكتل والأبنية السكنية في أقصى شمال غرب الحي وشماله بالتوازي مع ضربات جوية ورمايات مدفعية طالت تحصيناتهم ونقاط تمركزهم، ما أجبر الإرهابيين على الانكفاء لتغيير مواضع الاشتباك التي تفرضها وحدات الاقتحام المهاجمة.
وتسهم الأعمال الحربية التكتيكية التي تخوضها وحدات الجيش، واشتراك مختلف صنوف الأسلحة في المعارك في دحر الإرهابيين الذين اتخذوا نقاطاً حاكمة وشبكة خنادق وأنفاقاً داخل البيوت السكنية وتحتها وفي المباني العالية والمؤسسات والمنشآت الحكومية، وذلك بدليل التقدم التكتيكي المستمر للوحدات، وزيادة رقعة المساحات الآمنة، وصولاً إلى حصر التنظيمات الإرهابية، وتقطيع أماكن انتشارها منذ بداية العملية العسكرية الرامية إلى تطهير جنوب دمشق من الإرهاب.
ووسعت وحدات الجيش خلال الأيام القليلة الماضية نطاق سيطرتها في الحجر الأسود، وتمكنت من الوصول إلى تقاطع حي الجزيرة بعد تأمين مبنى الناحية وشركة الكهرباء، والتثبيت في نقاط جديدة في الأبنية بشارع دير ياسين بالأطراف الشمالية الغربية للحي.
من جهة ثانية أصيب 5 مدنيين بجروح جراء اعتداء الإرهابيين في حي الحجر الأسود بعدة قذائف هاون سقطت على المنازل في حيي الزاهرة القديمة والشيخ محي الدين، وأفاد مصدر في قيادة شرطة دمشق بأن فلول الإرهابيين المتحصنين في شمال حي الحجر الأسود جنوب دمشق أطلقوا عدة قذائف هاون، سقطت إحداها في سوق الجمعة بحي الشيخ محي الدين بينما سقطت القذائف الأخرى على حي الزاهرة القديمة ما أسفر عن إصابة عدة مدنيين بجروح، ووقوع أضرار مادية بمنازل الأهالي وممتلكاتهم.
في الأثناء، دخلت وحدات من قوى الأمن الداخلي ظهر أمس إلى بلدة حر بنفسه وسط ترحيب من الأهالي الذين تجمعوا أمام مبنى الناحية رافعين العلم الوطني وصور السيد الرئيس بشار الأسد، في حين قدمت الوحدات التحية الرسمية خلال مراسم رفع العلم الوطني فوق مبنى الناحية.
الأهالي المحتشدون فرحاً بعودة الأمان إلى بلدتهم، رددوا الهتافات والأهازيج التي تتغنى بالوطن وجيشه البطل وقيادته الحكيمة، مؤكدين أن بطولات الجيش العربي السوري وتضحياته حررتهم من بطش الإرهابيين الذين حاصروهم لسنوات، مشيرين إلى أن الفرحة الكبرى ستكون بتحقيق النصر المؤزر على الإرهاب.
وترافق دخول الوحدات الشرطية وحفظ الأمن والنظام مع دخول ورشات تابعة لشركة كهرباء حماة ومؤسسة المياه وشركة الصرف الصحي والخدمات الفنية في المحافظة وفرق طبية إسعافية من مديرية الصحة وكوادر من الهلال الأحمر العربي السوري لتقديم الخدمات الصحية للأهالي، والبدء بإصلاح الشبكات الكهربائية والطرق والمرافق العامة في إطار الجهود الرامية لإعادة الحياة الطبيعية للبلدة بعد إخراج الإرهابيين وعائلاتهم منها إلى شمال سورية.
وجال محافظ حماة الدكتور محمد الحزوري يرافقه قائد شرطة المحافظة اللواء أشرف طه في شوارع البلدة وصولاً إلى مبنى الناحية، واستمع من الأهالي لمطالبهم والصعوبات التي عانوها في ظل وجود التنظيمات الإرهابية.
وحول عملية تسوية أوضاع الأهالي الذين أصروا على البقاء في منازلهم ومناطقهم والعودة إلى حضن الوطن، بيّن رئيس اللجنة الأمنية والعسكرية في محافظة حماة في تصريح صحفي أنه تم إحداث مكاتب للتسوية في ريف حماة الجنوبي الغربي بدءاً من يوم أمس، متمنياً على جميع المطلوبين مراجعة هذه المكاتب لبدء إجراءات التسوية ضمن إجراءات سهلة وبسيطة.
وأشار مدير الشركة العامة لكهرباء حماة المهندس محمد رشيد الرعيدي في تصريح للمراسل إلى أن شبكات التوتر المنخفض والمتوسط والمحولات الكهربائية في البلدة خربها الإرهابيون بالكامل قبيل إخراجهم لحرمان الأهالي من خدماتها، مؤكداً أن الورشات ستبدأ اليوم عمليات الإصلاح بعد تقييم حجم الأضرار، وإعداد الدراسات الكاملة عنها، وخلال أسبوع يمكن إيصال خطوط التوتر المتوسط مع تجهيز أحد مراكز التحويل الكهربائية، ومن ثم البدء بتجهيز شبكات التوتر المنخفض.
وأنهت وحدات من الجيش العربي السوري أول أمس عملية تمشيط بلدة حر بنفسه ومحيطها، حيث أزالت عناصر الهندسة فيها السواتر الترابية والمتاريس الإسمنتية، وفككت 10 عبوات ناسفة على المدخل الرئيسي للبلدة، زرعها الإرهابيون قبيل إخراجهم منها، وضبطت غرف عمليات ومقرين لمتزعمي التنظيمات الإرهابية وشبكة خنادق للإرهابيين قرب سكة القطار بطول 3 كيلومترات.
وعبر أهالي قرى الغنطو والدار الكبيرة وتير معلة في الريف الشمالي في حمص عن ارتياحهم الكبير لدحر الإرهاب من قراهم والقرى المجاورة حيث علت هتافاتهم ترحيبا بالجيش وقوى الأمن الداخلي وابتهاجاً بدحر الإرهابيين الذين دمروا هذه القرى وحاصروا أهلها لعدة سنوات.
وأكد عدد من أهالي تلك القرى ارتياحهم لخروج الإرهابيين نتيجة تضحيات الجيش العربي السوري وبطولاته والذي أعاد لهم الأمن والأمان بعد سنوات أمضوها محاصرين ومرتهنين لمجموعات من المرتزقة الذين رهنوا أنفسهم لأنظمة خارجية سعت بكل الوسائل لتمرير مشاريعها المنسجمة جملة وتفصيلاً مع المشاريع الصهيوأمريكية والغربية.
ويقول أغيد الحسين من قرية تير معلة عشنا سبع سنوات من الظلم والقهر وعانينا الأمرين من الإرهاب التكفيري الحاقد الذي منعنا من كل سبل العيش والحياة.. قتلوا أبناءنا وأخوتنا وشبابنا وزجوا بكثير من الفتية لخدمة نزواتهم ومشاريعهم المدمرة قبل أن نستعيد الأمن والأمان بفضل الجيش.
من جهته أعرب حسين علي الحسين عن ارتياحه لدحر الإرهابيين وعودة مؤسسات الدولة بعد سنوات من القهر والترهيب على أيدي مجموعات التكفيريين متمنياً الإسراع بتوفير الخدمات الأساسية التي افتقدوها سبع سنوات بفعل هؤلاء الإرهابيين.
وتحدث أحمد العلي بحرقة عن الممارسات الإرهابية التي تعرضوا لها على أيدي الإرهابيين معرباً عن ارتياحه لعودة مؤسسات الدولة وعودة أبناء القرى المطهرة من الإرهاب إلى المدارس والجامعات.
ويقول علاء بكار وهو في مقتبل العمر إنه وبقية أقرانه كانوا يعيشون حياة تعيسة ليس فيها شيء من الطفولة في ظل وجود هؤلاء الإرهابيين الذين لم يجلبوا معهم سوى الموت والخراب.
وكاد أبو عادل السبعيني يجهش بالبكاء وهو يحتضن عددا من جنود الجيش العربي السوري الذين “خلصونا من هؤلاء الذين نهشوا بنا وبقرانا فنحن لم ننعم بالأمن والاستقرار منذ سبع سنوات حتى اليوم.. لقد مارسوا بحق الأهالي كل أشكال الإرهاب”. وتؤكد رجاء الأشقر أنها وكل أهالي هذه القرى لم تراودهم الشكوك لحظة بأن الجيش العربي السوري سينجدهم من بين براثن هؤلاء المجرمين الذين يقاتلون باسم الإسلام والإسلام بريء منهم.
وكان محافظ حمص طلال البرازي أكد خلال جولته أمس على تلك القرى للاطلاع على احتياجاتها أنه سيتم وضع خطة إسعافية سريعة لتوفير كل الخدمات اللازمة لتلك القرى من البنى التحتية وفتح الطرقات والجسور وحل المشاكل العالقة والانتهاء من التسويات لمن أراد تسوية وضعه، مشيراً إلى أنه سيتم توزيع مادتي الخبز والغاز فورا تمهيدا لعودة الحياة الطبيعية إلى جميع المناطق المطهرة من الإرهاب.
وطالب البرازي الشركات المعنية بالتعاون فيما بينها لإزالة كل الأتربة والسواتر لإعادة تأهيل الطريق الحيوي حمص-حماة إلى ما كان عليه وتقديم كل الخدمات لتأمين العيش الكريم للأهالي.