طاقة مظلمة في الكون الموازي
إن فكرة الأكوان المتعددة ليست بجديدة، فقد اعتقد العلماء في السابق أن مثل هذه الأكوان المتوازية، إذا وجدت، يجب أن تتوافر فيها معايير معينة وصارمة للسماح بتكوين النجوم والمجرات والكواكب التي تعزز الحياة مثل تلك التي نراها في الكون الخاص بنا.
وفي دراسة جديدة، وجد الباحثون، بعد أن أجروا محاكاة ضخمة بالكمبيوتر لبناء أكوان جديدة في ظل ظروف مختلفة عن كوننا وتكوينه، أن ظروف الحياة قد تكون أكثر تحرراً مما كان يُعتقد سابقاً خاصة عندما فيما يتعلق بسحب الطاقة المظلمة، وهي قوة غامضة غير مرئية يعتقد أنها موجودة في المساحات الفارغة من كوننا (الطاقة المظلمة ليست هي نفسها المادة المظلمة، والتي توصف بأنها شكل وفير وغير مرئي للمادة، ويعتقد أنها مسؤولة عن بعض الظواهر الغريبة في الفضاء) وفي حين تربط الجاذبية المواد بشكل أوثق مع بعضها البعض، تفصل الطاقة المظلمة المواد بعضها عن بعض، وفي مقارنة بين القوتين، تربح الطاقة المظلمة وفق هذا المفهوم وبسهولة.
ولا يعرف العلماء آلية عملها بالضبط، فيعتقد البعض أنها الثابت الكوني كما قال آينشتاين، بينما يعزوها آخرون إلى قوة أساسية تدعى الجوهر، وبالطبع هناك من لا يوافق على وجودها أساساً. لكن يبقى السؤال الأكبر، إذا ما استطاعت المجرات أن تزدهر بقوة الطاقة المظلمة، فلماذا حصل كوننا على هذا الكم الصغير منها؟ وللإجابة عن هذا التساؤل يجب أن نبحث عن قانون جديد للفيزياء لشرح هذه الخاصية الغريبة لكوننا. وبطبيعة الحال، العثور على قوانين جديدة للفيزياء أمر أسهل من تطبيقها، ولن يتخلى العلماء بسهولة عن البحث عن كون موازٍ حيث توجد حياة ذكية سبقتهم إلى اكتشافها.
سامر الخيّر