الصفحة الاولىصحيفة البعث

ألمانيا وإيطاليا: العقوبات على روسيا غيــــر مجديـــــة وتضـــر بأوروبــــا

 

 

اعتبرت الرئيسة المشاركة لحزب اليسار في البرلمان الألماني “البوندستاغ” سارة فاغنكنت أن التقارب مع روسيا من مصلحة أوروبا، لأنه يضمن الأمن، ومصالح الشركات الغربية، وتحقيق نزع السلاح.
ودعت السياسية الألمانية في مقابلة مع صحيفة “نوي أوسنابروكير تسايتونج” إلى إنهاء الفترة الجليدية في العلاقات مع موسكو، وقالت: “إن العقوبات تؤثر بشكل أساسي على الشركات الأوروبية والألمانية، لذا من مصلحتنا إلغاؤها”.
في الوقت نفسه، أشارت فاغنكنت إلى أن ألمانيا يجب أن تستمر في انتقاد انضمام شبه جزيرة القرم إلى روسيا، وقالت نائب زعيم اليسار: “لكن إذا كان الانتقاد ينطلق من شفاه أولئك الذين يديرون الحروب الدولية التي تنتهك القانون الدولي، فإن هذا يبدو منافقاً للغاية”.
ولفتت السياسية الألمانية إلى أن الولايات المتحدة أنفقت خمسة مليارات دولار للإطاحة بالحكومة المنتخبة في أوكرانيا، وقالت: “في الوقت نفسه، تنوي كييف الانضمام إلى الناتو، الجميع يعلم أن روسيا لن تنتظر حتى تصبح قواعدها العسكرية في شبه جزيرة القرم تحت سيطرة الناتو”.
بالإضافة إلى ذلك، انتقدت فاغنكنت الزيادة في الإنفاق على التسلح في ألمانيا إلى أعلى مستوى منذ الحرب الباردة. ووفقاً لها، فإن الزيادة في الإنفاق على الجيش الألماني ليست مرتبطة بحماية الوطن، ولكن بالحاجة إلى إجراء عمليات في الخارج، مؤكدةً أن ألمانيا تخضع للخطر عندما تشارك في حروب للنفط والغاز تتعارض مع القانون الدولي.
وأجرى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين محادثات يوم الجمعة مع المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل في سوتشي، ووفقاً للكرملين، فإن المحادثات مع ميركل كانت بنّاءة وذات جدوى وفي الوقت المناسب، كما صرّحت المستشارة الألمانية بأن الحفاظ على علاقات جيدة مع روسيا جزء من المصالح الاستراتيجية لألمانيا.
في الأثناء، أكد باولو غريمولدي القيادي في حزب “رابطة الشمال” الإيطالي، أحد القوتين الأساسيتين في حكومة البلاد الجديدة، أن العقوبات الأوروبية المفروضة على روسيا غير مجدية، وأضرت بأوروبا نفسها.
وقال غريمولدي، أمين الحزب في منطقة لومبارديا، تعليقاً على الدعوة المسجلة في برنامج الحكومة الائتلافية لـ”رابطة الشمال” و”حركة 5 نجوم” لإلغاء الإجراءات التقييدية ضد روسيا: “منذ أي وقت توجد هذه العقوبات، وهل هناك أية نتيجة؟ لا!”.
وشدد السياسي الإيطالي على أن “رابطة الشمال” و”حركة 5 نجوم” ليستا القوى الأوروبية الوحيدة التي تعارض هذه العقوبات، وتعتبرها غير مجدية، مضيفاً: “إنه لا يفهم لماذا يجب على اقتصاد أوروبا والدول الأوروبية الأخرى أن يعاني بسبب الاستفتاء في القرم”.
وأضاف غريمولدي موضحاً: “تم فرض العقوبات، لأن سكان شبه جزيرة القرم نظموا استفتاء، وقرروا أن يكونوا جزءاً من روسيا، ولا ضرر في ذلك، فقد جرى استفتاء مشابه في إقليم كوسوفو، حيث قرر الناس الانفصال عن الدولة الصربية، وفي تلك الأيام لم يدعُ أحد إلى فرض عقوبات على كوسوفو أو ألبانيا، لذلك لا أفهم لماذا من المقبول أن تقوم بعض البلدان بتقرير مصيرها عبر التصويت الديمقراطي، في حين لا يُسمح للقرم وروسيا فعل الشيء نفسه”.
وكانت “حركة خمس نجوم” و”رابطة الشمال”، أبرمتا اتفاقاً لتشكيل الحكومة الإيطالية الجديدة، بعد أكثر من شهرين من الانتخابات العامة في البلاد، وأقرتا برنامجاً عاماً تلتزم بتنفيذه حكومة الائتلاف المرتقبة بين الجانبين.
ويتضمن البرنامج 29 بنداً تشمل قضايا اجتماعية واقتصادية وسياسية خارجية لإيطاليا، كذلك مسألة رفع العقوبات الأوروبية عن روسيا، والتي ذكرت كإحدى أولويات الحكومة الإيطالية التي هي قيد التشكيل.
وقال الحزبان في العقد الائتلافي: “من المفيد رفع العقوبات المفروضة على روسيا لإعادة تأهيلها كشريك استراتيجي لحل الأزمات الإقليمية في سورية وليبيا واليمن”. وأكدت الوثيقة أن الحكومة الجديدة لا تعتبر روسيا تهديداً، وإنما شريكاً تجارياً مهماً.